icon
التغطية الحية

من كلينتون الى ترامب... كيف كانت علاقات فلاديمير بوتين مع رؤساء أميركا؟

2021.06.16 | 13:12 دمشق

000_9c84ud.jpg
أعلام الولايات المتحدة وروسيا عند مدخل فيلا لا غرانج في مدينة جنيف عشية قمة بوتين وبايدن اليوم - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

حفلت مسيرة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يلتقي نظيره الأميركي، جو بايدن، للمرة الأولى اليوم الأربعاء، بعلاقات متوترة مع خمسة رؤساء أميركيين، عاصرهم منذ وصوله إلى السلطة نهاية العام 1999.

والتقى بوتين الرئيس السابق بيل كلينتون، عندما كان رئيساً للوزراء في العام 1999، بعد تعيين الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسن له في ذلك العام، والتقى أيضاً باراك أوباما، عندما غادر الرئاسة لفترة وجيزة ليصبح رئيسا للوزراء، وسيصبح جو بايدن خامس رئيس أميركي يلتقيه بوتين خلال تربعه على رأس السلطة في الاتحاد الروسي.

 

بيل كلينتون: ثقل كوسوفو واجتماع غلبت عليه الرسمية

نهاية التسعينيات كانت الاتصالات جيدة بين الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين ونظيره الأميركي بيل كلينتون، رغم خطط حلف شمال الأطلسي التوسع شرقاً، إلا أن حرب كوسوفو جاءت لتفسد علاقات ما بعد الحرب الباردة.

وفور استقالة يلتسين في 31 كانون الأول من العام 1999، كانت واشنطن ترتاب من خليفته فلاديمير بوتين، وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، مادلين أولبرايت، حينها إنه "رجل صلب، حازم جداً، ويتطلع إلى العمل"، مضيفة "سنكون مضطرين لمراقبة أعماله بانتباه شديد".

والتقى كلينتون بوتين لفترة وجيزة، عندما كان الأخير رئيساً للوزراء، في نوفمبر عام 1999، في أوسلو النرويجية، وخلال اللقاء تحدثا عن الوجود العسكري الروسي في الشيشان، وقال كلينتون لبوتين إنه "رد فعل مبالغ فيه".

وخلال أول قمة بين كلينتون وبوتين في حزيران من العام 2000، أشاد الرئيس الأميركي علناً برئيس قادر على بناء روسيا "مزدهرة وقوية مع حماية الحريات وسيادة القانون"، إلا أن الاجتماع غلبت عليه الرسمية، ولم يتبادل الزعيمان اسمهما الأول ولم يبتسما طوال فترة المؤتمر الصحفي.

 

afp 2000.jpg
قمة العام 2000 التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأميركي بيل كلينتون - AFP

 

وناقش الطرفان في اللقاء نظام الدفاع الصاروخي الذي أرادت الولايات المتحدة بناءه، واتفقا على أن القوى النووية الناشئة مثل كوريا الشمالية تشكل تهديداً متزايداً، لكن كلينتون لم يتمكن من إقناع بوتين بقبول وجود نظام أميركي مضاد للصواريخ لمواجهته.

وفي المؤتمر الصحفي، وصف بوتين الخطة الأميركية بأنها "علاج أسوأ من المرض".

 

 

جورج دبليو بوش: من الزمالة الى التحدي

في ختام أول لقاء بينهما في 16 حزيران من العام 2001 في سلوفينيا، قال جورج دبليو بوش إنه نظر الى الرئيس الروسي في عينيه وتمكن من "فهم روحه، هو رجل مخلص بشدة لبلاده، وهو قائد رائع".

بعد اعتداءات 11 أيلول من العام 2001، عرض فلاديمير بوتين الذي أطلق حرب الشيشان الثانية، على الفور على الرئيس بوش تضامنه في "الحرب ضد الإرهاب"، وكان أول زعيم دولي يتصل ببوش لتقديم تعازيه ويعلن نفسه حليفاً في "الحرب على الإرهاب".

بعد ذلك زار بوتين الرئيس بوش في مزرعة العائلة في كروفورد بولاية تكساس الأميركية، وظهر الاثنان مع طلاب المدارس الثانوية في الولاية، وبعد قمة استمرت ثلاثة أيام، اتفقا على خفض المخزونات النووية للبلدين.

 

bush-putin-apec-traditional-clothes-chile.jpg
بوتين أثناء زيارته لمزرعة عائلة جورج دبليو بوش في ولاية تكساس الأميركية في العام 2001 - EPA

 

لكن هذه التهدئة لم تدم طويلاً، فاعتباراً من كانون الأول من العام 2001 انسحبت واشنطن من معاهدة "اي بي ام" المضادة للصواريخ الباليستية الموقعة في العام 1972، لإقامة درع مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية، وهو ما نددت به موسكو.

في العام 2003، أدانت موسكو الاجتياح الأميركي للعراق، ونددت بعد سنة بنفوذ واشنطن في "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا.

في شباط من العام 2005، عقد بوتين وبوش اجتماع قمة رسمي في سلوفاكيا، بعد فترة قصيرة من إعادة انتخاب بوش، حيث ناقشا قضايا الديمقراطية في روسيا وأوروبا، وبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، وإيران، ثم تحدثا في اجتماعات مجموعة الثماني وعقدا اجتماعا خاصا في مجمع عائلة بوش في ولاية مين.

لكن العلاقة بين بوش وبوتين تراجعت مع رفض الأخير حرب العراق، وتراجع الاهتمام الروسي بالحفاظ على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة، وفي العام 2008، قطعت روسيا واردات أفخاذ الدجاج الأميركية، والتي أرسلتها إدارة الرئيس جورج بوش الأب إلى روسيا كمساعدات غذائية.

 

 

باراك أوباما: فرص ضائعة وفجوات ثقة في سوريا

في 2009 أطلق الرئيس باراك أوباما مبدأ "إعادة إطلاق" العلاقات، وأصبح بوتين قبل سنة من ذلك رئيساً للوزراء، وتسلم الرئاسة ديميتري مدفيديف المقرب منه.

 قبل زيارته الأولى إلى روسيا في تموز من العام 2009 اعتبر الرئيس أوباما أن بوتين "يعتمد من جهة الطريقة القديمة في إدارة الأمور ومن جهة أخرى الطريقة الجديدة".

وأعرب أثناء زيارة لبوتين في منزله الريفي خارج العاصمة الروسية موسكو عن تفاؤله بشأن العلاقات بين البلدين، وأشار إلى أن هناك "فرصة ممتازة لوضع العلاقات الأميركية الروسية على أسس أقوى بكثير "، مؤكداً على أنه ما يهمني هو التعامل مباشرة مع نظيري الرئيس".

على الرغم من النجاحات الأولية، لا سيما التوقيع عام 2010 على معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي، فشلت المحاولة.

التقى الزعيمان مرة أخرى على هامش قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية، في حزيران من العام 2013، حيث ناقشا الصراع في سوريا ومنع إيران وكوريا الشمالية من الحصول على أسلحة نووية.

 

russia_g20_summit_fet142_37898261.jpg
بوتين في أثناء لقائه باراك أوباما على هامش قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية في العام 2013 – EPA

 

وفي آب من العام 2013، منحت موسكو اللجوء السياسي إلى الأميركي إدوارد سنودن. بعد أيام قليلة ألغى أوباما قمة مع الرئيس بوتين معربا عن أسفه للعودة إلى "عقلية الحرب الباردة".

وأدت الأزمة الأوكرانية في العام 2014، مع ضم روسيا شبه جزيرة القرم، وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو، ثم تدخل روسيا في سوريا في العام 2015، إلى زيادة توتر العلاقات الثنائية.

وتحدث الاثنان في اجتماعات رسمية وغير رسمية لفترة وجيزة، وفي آخر اجتماع رسمي بينهما خلال قمة مجموعة العشرين في بكين، وذلك قبل مغادرة أوباما البيت الأبيض، تحدث الأخير عن "فجوات الثقة" التي حالت دون التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا، ودعا بوتين إلى التوقف عن التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

 

 

دونالد ترامب: شبح "التدخل الروسي"

تحول الموقف الأميركي في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي رأى أن الروس مجموعة يمكنه التعامل معها، ووعد بالعودة إلى علاقات جيدة مع روسيا.

بعد انتخابه، طغت على ولايته الاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، إلا أن الزعيمين أجريا عدداً من المحادثات، بدءاً من اجتماع مجموعة العشرين في هامبورغ الألمانية في حزيران من العام 2017.

وفي ذاك الاجتماع، قال ترامب، الذي كان يتطلع إلى تحسين العلاقات، إن المحادثات "تسير على ما يرام".

وجرى لقاء آخر في قمة "منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ"، في تشرين الثاني من ذلك العام، وحينها قال ترامب إن بوتين أكد أنه "لم يتدخل في انتخاباتنا".

وعندما عقد الاثنان اجتماع قمتهما الرسمي الوحيد، في هلسنكي الفنلندية في العام 2018، كانت قد طغت قضية التدخل الروسي على موضوعات المؤتمر الصحفي الذي أعقبه. وأكد الرئيس الأميركي حينها أنه يثق تماماً في الاستخبارات الأميركية، التي أشارت تقييماتها إلى حدوث تدخل روسي محتمل في انتخابات العام 2016.

 

gettyimages-1000226238.jpg
قمة هلسنكي في العام 2018 التي جمعت بوتين مع دونالد ترامب - Getty

 

وفي تصريحات أثارت جدلاً حتى داخل معسكره الجمهوري، قال ترامب إن "الرئيس بوتين قال للتو إن روسيا لم تتدخل في الانتخابات، ولا أرى لماذا قد تكون كذلك"، وخلال حملته الانتخابية في أيلول من العام 2020، عاد ترامب وأكد أنه "أحب بوتين فعلاً، وهو يكن لي المودة، نحن نتفق جيداً".