icon
التغطية الحية

من دون تقدم ملموس.. لماذا تعثر اجتماع القاهرة لعقد صفقة أسرى بين إسرائيل وحماس؟

2024.02.14 | 12:43 دمشق

من دون تقدم ملموس.. لماذا تعثر اجتماع القاهرة لعقد صفقة أسرى بين إسرائيل وحماس؟
رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد بارنيع، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية "CIA" ويليام بيرنز (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

انتهت محادثات القاهرة بشأن صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة "حماس"، أمس الثلاثاء، من دون تقدم ملموس، وسط "تفاؤل نسبي" أميركي يرى أن الاتفاق لا يزال ممكناً.

وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن سبب تعثر المحادثات يكمن في إصرار حماس على إنهاء الحرب، في حين تكشف التقارير الأميركية أن هناك خلافا حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذي تطلبه حماس وترفضه تل أبيب.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (تلفزيون كان 11)، مساء الثلاثاء، عودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة من دون تحقيق أي تقدم في المباحثات المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر لعقد صفقة تبادل أسرى.

ونقلت هيئة البث، عن مسؤول إسرائيلي على اتصال مباشر بالمباحثات، قوله إن "موقف حماس لم يتغير ولا تزال الحركة تصر على وقف الحرب، وهو ما لم تقبله إسرائيل"، دون مزيد من التفاصيل.

وكانت القاهرة استضافت، أمس الثلاثاء، اجتماعا رباعياً بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، لمناقشة التهدئة في قطاع غزة، ويتضمن بحث الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وضم الوفد الإسرائيلي رئيس "الموساد" دافيد برنيع ورئيس الشاباك (جهاز الأمن العام) رونين بار، ولأول مرة أوفير بالك المستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

والتقى الوفد الإسرائيلي في القاهرة رئيس المخابرات المركزية الأميركية "CIA" وليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويأتي تعثر اجتماع القاهرة، على الرغم من مطالبة أهالي المختطفين الإسرائيليين لرئيسي الموساد و"الشاباك" بعدم العودة من دون إنجاز صفقة أسرى، وفقاً لما نقلته "يديعوت أحرونوت".

على الرغم من عدم تحقيق تقدم ملموس، لكن واشنطن لم تفقد الأمل، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن اتفاقا لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس لا يزال ممكنا.

الاختلاف حول عدد الأسرى

على الرغم من عدم تحقيق تقدم ملموس، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، أن الفجوة التي تمنع الانتقال إلى مفاوضات أكثر جدية تتمثل في عدد الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاقهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، خاصة مقابل الجنود الأسرى.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن التقدم الوحيد الذي أُحرز هو فهم الفجوات التي يجب سدها للدخول بمفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق.

وأشار إلى أن تل أبيب تتطلع إلى أن يمارس الوسطاء في الأيام المقبلة ضغوطاً على حماس لتقليص مطالبها.

يذكر أن "حماس" كانت أعلنت، في 7 شباط/ فبراير الجاري، موافقتها على إطار باريس الذي قدم إليها وتضمن مقترح الحركة خطة من ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يوما، يتم خلالها وقف العمليات العسكرية بشكل كامل من الجانبين وتبادل الأسرى والجثث.

في المقابل، رفض نتنياهو مطالب "حماس"، ومنذ الأحد الماضي بدأ بشن عملية عسكرية في محافظة رفح جنوبي القطاع والتي تعد الملاذ الأخير لأكثر من نصف سكان القطاع.

لذلك، تقول هيئة البث الإسرائيلية إن الوفد الإسرائيلي ذهب إلى القاهرة "بأيدٍ فارغة"، مشيرة إلى وجود خلافات بين الفرقاء السياسيين في إسرائيل حول الصفقة، وخاصة موقف نتنياهو المتشدد منها.

إنهاء الحرب وليس مجرد هدنة

من جانبها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين مطلعين أن قرار إسرائيل إرسال فريق للمحادثات جاء بعد ضغط الرئيس بايدن.

وأوضحت أن إسرائيل وحماس تختلفان بشأن مدة الهدنة، إذ تريدها إسرائيل مؤقتة بينما تريدها حماس دائمة.

وبدورها، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين مطلعين على المحادثات، قولهم إن "الطرفين ما زالا بعيدين بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل كل مختطف إسرائيلي"، واصفة مضمون المحادثات بأنه كان "جيداً" على الرغم من عدم إحراز تقدم.

وأضاف المسؤولون أن المفاوضات لن تتوقف وإنما ستتواصل عن طريق مسؤولين برتب أدنى.

وتقدر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، وفقا لمصادر رسمية من الطرفين.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حربا مدمرة على غزة خلَّفت حتى الثلاثاء 28.473 قتيلاً و68.146 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، حسب السلطات الفلسطينية.