icon
التغطية الحية

مقابل 64 يورو شهرياً.. مقاطعة ألمانية تعتزم إجبار طالبي اللجوء على العمل

2024.02.29 | 09:05 دمشق

آخر تحديث: 29.02.2024 | 09:23 دمشق

مكتب مجلس مقاطعة (زاله أورلا) في ولاية تورينغن الألمانية (ARD)
مكتب مجلس مقاطعة (زاله أورلا) في ولاية تورينغن الألمانية (ARD)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يعتزم مدير منطقة "زاله أورلا" في ولاية تورينغن وسط ألمانيا، إجبار طالبي اللجوء على العمل لمدة أربع ساعات يومياً، مقابل مبلغ مالي رمزي يُقدر بنحو 64 يورو شهرياً.

وذكرت هيئة البث الإذاعي الألمانية (ARD)، في تقرير، أن المسؤول الإداري الجديد لمنطقة "زاله أورلا"، كريستيان هيرغوت، مرشح "الحزب المسيحي الديمقراطي"، الذي فاز على مرشح "حزب البديل" اليميني المتطرف في الانتخابات الأخيرة واستلم منصبه قبل عدة أسابيع، يريد إجبار نحو 150 شخصاً من طالبي اللجوء الذين يقطنون في مراكز الإيواء الجماعي على العمل، ومن يرفض منهم سيواجه عقوبات مالية.

وبحسب هيرغوت، فإن القرار سوف يُطبق على طالبي اللجوء من الرجال والنساء الذين يُسمح لهم بالعمل ولكنهم لم يفعلوا ذلك بعد لأسباب مختلفة، بالإضافة إلى طالبي اللجوء الذين لم يُسمح لهم بالعمل بعد (ليس لديهم رخصة عمل)، وستكون الأولوية للأشخاص المبادرين الراغبين بالعمل بشكل تطوعي.

ويقترح القرار بأن تكون الأعمال متعلقة بأنشطة خدمة المجتمع مثل أعمال التنظيف والصيانة سواء لأماكن السكن الجماعي التي يعيشون فيها، أو المؤسسات الاجتماعية الأخرى والبلديات.

وينص القرار على أن أوقات العمل يجب أن تكون أربع ساعات يومياً، بأجر قيمته بالساعة 80 سنتاً، أي ما يعادل 64 يورو شهرياً (وهي القيمة التي يتقاضاها عادة العاملون في الأعمال التطوعية)، وسيجري تحويلها إلى بطاقة الدفع التي ستبدأ بعض الولايات الألمانية في آذار المقبل بتخصيصها لطالبي اللجوء للحصول على إعانات على شكل "رصيد" بدل النقد.

"المساعدة على الاندماج بسرعة"

وتنص الفقرة الخامسة من قانون إعانات طالبي اللجوء في ألمانيا على أنه "لا يُسمح لطالبي اللجوء بممارسة عمل منتظم في الأشهر الثلاثة الأولى بعد وصولهم، لكن الأشخاص الذين لم يعودوا في سن الدراسة الإلزامية وهم قادرون على العمل، ملزمون باغتنام فرصة العمل المتاحة لهم".

وبناء على ذلك يعتبر هيرغوت أن قرار إجبار طالبي اللجوء على العمل "ليس استغلالاً، بل هو تطبيق للقانون والنظام". ويقول لصحيفة (بيلد) الألمانية "نحن الآن ننفذ قرار مجلس المنطقة خطوة بخطوة، ونسعى إلى تحفيز أولئك الذين لا يريدون العمل، وإرسال إشارة مفادها أن الأشخاص الذين يتقاضون أجورهم من أموال الضرائب يحتاجون إلى رد الجميل للمجتمع وعدم الجلوس على مقعد في الحديقة طوال اليوم".

ويبرر أن "قراره يهدف إلى زيادة تقبل المجتمع الألماني للاجئين وتحسين اندماجهم، بالإضافة إلى أن هذه الأعمال لا تحتاج إلى أي مهارات لغوية للقيام بها، بل من الممكن أن تساعد اللاجئين في تعلم اللغة الألمانية بشكل أفضل من دورة اللغة، وتمكنهم من إعداد أنفسهم للعمل المنتظم أو التدريب المهني".

انتقادات من مجلس اللاجئين ومسؤولة الاندماج

من جهتها انتقدت مفوضة الاندماج في ولاية تورينغن، ميريام كروبا، تصريحات هيرغوت ووصفتها بـ "الخطاب الشعبوي". وقالت إن "مبادرة مجلس منطقة "زاله أورلا" تضع طالبي اللجوء في موقع الاشتباه وتُظهر وكأنهم لا يريدون العمل، لكن هذا خطأ، فالعديد من اللاجئين لا يُسمح لهم حتى بدخول سوق العمل الأساسي، على الرغم من رغبتهم في ذلك".

وطالبت كروبا بتسهيل دخول طالبي اللجوء إلى سوق العمل وإلغاء حظر العمل بالكامل حتى يتمكنوا من كسب عيشهم. مشيرةً إلى أن قرارات كهذه لا يمكن إصدارها أو مناقشتها إلا على المستوى الفيدرالي".

وذكرت شبكة (ARD) أن مجلس اللاجئين في ولاية تورينغن انتقد هذا النهج واعتبر أن العديد من الأشخاص قد فقدوا مصداقيتهم. وقالت المتحدثة باسم المجلس ليانة كيمنتس، إن "طالبي اللجوء الجدد غير مسموح لهم بالعمل في البداية، فهم بحاجة إلى الاندماج والوصول بشكل أسرع إلى دورات اللغة للانخراط في سوق العمل شيئاً فشيئاً".

واعتبرت كيمنتس أن استخدام اللاجئين في العمل لدى شركات أخرى وبأجر 80 سنتاً في الساعة، باعتباره خاضعاً لمساهمات التأمين الاجتماعي، هو أمر "مثير للسخرية".