icon
التغطية الحية

مع زيادة حالات الكوليرا.. ثلاثة لقاحات في العالم وشركة مصنعة توقف إنتاج اثنين

2022.10.18 | 17:34 دمشق

لقاح الكوليرا - المصدر: الإنترنت
لقاح الكوليرا - المصدر: الإنترنت
Pharma Logictics - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أعلنت شركة Shantha Biotechnics الهندية التابعة لشركة  Sanofi عن عزمها وقف إنتاجها من لقاح الكوليرا المعروف باسم Shanchol  بنهاية هذا العام.

لا يتوفر حالياً سوى ثلاثة أنواع فموية من لقاح الكوليرا حاصلة على موافقة بخصوص الاستخدام من قبل منظمة الصحة العالمية، واثنان من تلك اللقاحات وهما Shanchol  و Euvichol من إنتاج شركة EuBiologics، ويمكن أن يتم توفيرهما لحملات التلقيح الشاملة، التي يتم من خلالها تخزين كميات كبيرة من اللقاح في أماكن تفشي الكوليرا، أي في الأماكن نفسها التي يمكن أن تصبح عرضة لتفشي المرض عند ظهور أزمة إنسانية، وبين السكان الذين يعيشون في أماكن يتحول المرض فيها إلى وباء.

يتميز لقاح Shanchol بأنه يمكن أن يستخدم ضمن سلسلة درجات حرارة تتم السيطرة عليها، بما يتيح حفظ اللقاحات ضمن درجات حرارة خارج السلسلة التي تعتبر باردة والتي تتراوح ما بين 2 و 8 درجات مؤوية وذلك لفترة محدودة من الوقت في ظل ظروف تخضع للمراقبة والضبط.

ارتفاع الإصابات بالكوليرا في مختلف بقاع العالم

أتى ذلك الإعلان عقب تقارير صدرت حول ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض في مختلف أنحاء العالم، حيث تشهد سوريا أكبر موجة لتفشي الكوليرا منذ شهر أيلول الماضي، والتي تم ربطها في بداية الأمر بالمياه الملوثة المحيطة بنهر الفرات وبنقص حاد في المياه في شمالي سوريا. ومنذ ذلك الحين والمرض ينتشر في سوريا، إذ تقدر منظمة أطباء بلا حدود وجود أكثر من 13 ألف حالة يعتقد أنها إصابة بالكوليرا إلى جانب 60 حالة وفاة بالمرض.

أما الجارة لبنان فقد أعلنت عن أول حادثة وفاة بالكوليرا منذ ظهور المرض في شهر تشرين الأول، وزعمت بأن المرض انتقل إليها عبر الحدود مع سوريا، وأخذ ينتشر فيها.

فيما أكدت الجهات الصحية في جزر الباهاما ظهور أول حالة إصابة بالكوليرا في تلك الدولة منذ عام 2017، ولهذا خشي الأطباء في الولايات المتحدة من عدم توفر اللقاح في حال انتشار المرض داخل حدود بلدهم.

ولعل أشد موجة لانتشار الكوليرا تشهدها هاييتي، حيث وصفت اليونسيف الوضع بأنه: "أشبه بحكم الإعدام" بالنسبة للأطفال، بعدما عاود ذلك المرض الظهور إثر تفشيه الأخير في عام 2010 والذي تسبب بوفاة عشرة آلاف إنسان. ومن العوامل الرئيسية لانتشاره أزمة الوقود التي عصفت بالبلاد ومنعت إنتاج المياه المعلبة بسبب نفاد الوقود لدى الجهات الموردة.

تهديد حقيقي للصحة العامة

تقدر منظمة الصحة العالمية بأن هنالك ما يصل إلى أربعة ملايين إصابة بالمرض إلى جانب 143 ألف حالة وفاة بسببه في مختلف أنحاء العالم بصورة سنوية. إذ يظهر هذا المرض عقب تناول طعام ملوث أو شرب مياه ملوثة بالبكتيريا ويمكن أن يسبب إسهالاً وجفافاً شديدين. وبما أن المرء يحتاج إلى فترة تتراوح ما بين 12 ساعة وحتى خمسة أيام حتى تظهر عليه عوارض المرض، إلا أنه قد يفتك به في غضون ساعات إن بقي بلا علاج.

ساعدت نظم الصرف الصحي ومرافق معالجة المياه الحديثة على التخلص من الكوليرا في دول كثيرة، لكنه ما يزال يمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة في المناطق التي لا تتوفر فيها مياه نظيفة. ومن أشد المناطق تعرضاً لهذا الخطر هي المناطق التي يسودها الفقر والحروب والكوارث الطبيعية.

ولذلك تنصح منظمة الصحة العالمية بالاستعانة باللقاحات لمعالجة الكوليرا بدلاً من المضادات الحيوية التي لم يتبين أن لها تأثيرا مثبتا على انتشار الكوليرا، بل يمكن أن تسهم في مقاومة مضادات الميكروبات.

أعلن الناطق باسم شركة Shantha Biotechnics بأن القرار القاضي بوقف الإنتاج قد اتخذ في عام 2020، حيث ورد على لسانه قوله: "لقد اتخذنا هذا القرار في ظل ظرف كنا ننتج فيه كميات ضئيلة بالأصل مقارنة بإجمالي الطلب على لقاحات الكوليرا، وكنا نعرف حينها بأن شركات أخرى مصنعة للقاحات الكوليرا (دخلت السوق في ذلك الحين أو مؤخراً) قد أعلنت عن زيادة قدرتها على التوريد خلال السنوات المقبلة".

الحاجة لزيادة إنتاج اللقاح

في مؤتمر صحفي عقد يوم 6 تشرين الأول الماضي، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأن الكوليرا: "قد عادت ولا مرحباً بها" وذكر بأنه: "خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام فقط، تفشت الكوليرا في 27 دولة، بيد أننا لا نشهد زيادة في حالات التفشي فحسب، بل إن ذلك التفشي مميت أيضاً، إذ تبين البيانات التي بين أيدينا، والتي ما تزال محدودة، بأن متوسط نسبة الوفيات بهذا المرض حتى الآن من هذا العام أعلى بثلاثة أضعاف من نسبة الوفيات بسببه خلال السنوات الخمس الماضية، إذ في سوريا هنالك أكثر من 10 آلاف حالة يعتقد بأنها إصابة بالكوليرا ظهرت خلال الأسابيع الستة الماضية فقط، أما في هاييتي، فبعد أكثر من ثلاث سنوات على اختفاء حالات الكوليرا، تم الإعلان رسمياً عن ظهور حالتين خلال هذا الأسبوع في العاصمة بورت أو برينس، مع الشك بوجود 20 حالة أخرى وسبع وفيات يجري التحقق من أمرها في مناطق أخرى، ولذلك يرجح بأن العدد الفعلي للحالات أعلى بكثير، بيد أن تفشي هذا المرض يعتبر انتكاسة حقيقية بالنسبة لهاييتي بما أنها كانت تستعد لتصبح دولة خالية من الكوليرا بنهاية هذا العام"، وأضاف هذا الرجل بأن الكوليرا تنشط في حالات الفقر والنزاع، وتزداد سرعة انتشارها بسبب التغير المناخي وفي أجواء الطقس الصعبة التي تحد من قدرة الإنسان على الوصول إلى مياه نظيفة.

وبسبب انتشار هذا المرض، خصصت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها مخزوناً دولياً من لقاحات الكوليرا عملت من خلاله على شحن 27 مليون جرعة خلال عام 2021، ولكن وكما يقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية فإنه: "مع زيادة تفشي المرض، لا يمكن للتوريد أن يواكب الطلب، ولهذا نحث الجهات المصنعة العالمية الرائدة في مجال اللقاحات على مخاطبتنا حول الطريقة التي يمكننا من خلالها زيادة الإنتاج".

المصدر: Pharma Logictics