icon
التغطية الحية

مع تصاعد التوترات.. ما احتمالات اندلاع حرب بين "حزب الله" وإسرائيل؟

2023.08.18 | 14:44 دمشق

جنود من الجيش الإسرائيلي يراقبون "الخط الأزرق" الحدودي مع لبنان – آذار 2021 (AFP)
جنود من الجيش الإسرائيلي يراقبون "الخط الأزرق" الحدودي مع لبنان – آذار 2021 (AFP)
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

تصاعدت الحرب الكلامية بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، خلال الأيام القليلة الماضية، ليتزايد التوتر على الحدود، مع تعهد كل منهما بإعادة الآخر إلى "العصر الحجري"، والاستعداد لصراع محتمل، حتى وإن كان الطرفان ينفيان ذلك.

وتجنبت إسرائيل و"حزب الله" الدخول في حرب عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ آخر اشتباك كبير بينهما قبل 17 عاماً. وفي غضون ذلك، كانت سوريا بمثابة ساحة لصراعهما.

لكن محللين يقولون إن الهدوء أصبح على المحك في الآونة الأخيرة، بسبب سلسلة من الحوادث التي زادت من مخاطر التصعيد، مع احتدام التوترات الإقليمية بشأن برنامج إيران النووي، وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتأتي التوترات على خلفية أزمة سياسية في إسرائيل. حيث اعتبر "حزب الله" أن إسرائيل الآن أضعف من قبل. في حين تقول إسرائيل إن أعداءها يبالغون في تقدير تأثير الأزمة.

وتقول إسرائيل إن "حزب الله" يتصرف بجرأة أكثر من أي وقت مضى، وكان ذلك تحديداً في آذار الماضي، عندما اتهمت الحزب بالوقوف وراء تفجير بعبوة زرعت على جانب طريق مما أدى إلى إصابة قائد سيارة.

وذكر الجيش الإسرائيلي آنذاك أن قوات الأمن قتلت رجلاً كان يحمل حزاماً ناسفاً بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر القنبلة بالقرب من مفترق مجيدو جنوبي حيفا.

ويعد التسلل نوعاً من الهجمات لم يُعرف عن "حزب الله" أنه حاول تنفيذها من قبل بعيداً عن الحدود. وفي الوقت نفسه لم ينفِ الحزب مسؤوليته.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي، لوكالة رويترز، إن الهجوم كان يهدف إلى التسبب في خسائر كبيرة، وإنه "لو حدث ذلك لاشتعلت الجبهة الشمالية".

وتضمنت سلسلة الحوادث على الحدود في الآونة الأخيرة إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية على إسرائيل، رداً على اقتحام الجيش الإسرائيلي مدناً فلسطينية.

كما تصاعدت التوترات بسبب خيمة نصبها "حزب الله" على أرض تقول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إنها تقع على الجانب الإسرائيلي من "الخط الأزرق"، وهي حدود رسمتها الأمم المتحدة تحدد الخط الذي انسحبت إليه القوات الإسرائيلية عندما رحلت عن جنوب لبنان في عام 2000.

في غضون ذلك، اتهم "حزب الله" إسرائيل باتخاذ "إجراءات خطيرة" في قرية الغجر الحدودية التي يطالب لبنان بالسيادة على جزء منها وتحيطها إسرائيل بالكامل بسياج.

"حزب الله أصبح أكثر جرأة"

قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، في إفادة إعلامية، في السابع من آب، إن "حزب الله" أصبح أكثر جرأة، ورأى أن إيران تحاول إقناع الحزب "بالإقدام على المزيد والمزيد من المخاطر، وسننزلق إلى هذا الصراع على الرغم من أننا لا نريد أي صراع في لبنان".

وقال مصدر مطلع على تحركات "حزب الله" لوكالة رويترز، إن الحزب اتخذ قراراً بعدم السماح لأي استفزازات أن تفجر حرباً مع إسرائيل، وإنه يريد الحفاظ على الهدوء. وأضاف المصدر، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، أن الحزب عندما يريد خوض الحرب فإن ذلك سيكون نتيجة قراره وليس نتيجة استفزازه.

وحصدت حرب عام 2006 أرواح 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و157 إسرائيلياً معظمهم عسكريون، ومنذ ذلك الحين، توسعت ترسانة "حزب الله".

وفي كلمة بمناسبة الذكرى السنوية للصراع، قال عضو المجلس المركزي في "حزب الله"، حسن البغدادي، إن "الوقائع أثبتت - بما لا يحتاج إلى دليل - أن القوة التسليحية والإعداد الجيد الذي ينتهجه حزب الله من خلال تراكم القوة، هو الذي منع إسرائيل من الحرب على لبنان رغم حاجتها الماسة إلى تلك الحرب التي تساعدها على الخروج من الانقسام الداخلي".

وقال دبلوماسي غربي إن هناك "خطراً بأن يسيء حزب الله والآخرون تفسير ما يحدث في إسرائيل على أنه مؤشر على الضعف.. هم يفرطون في الثقة ويعتقدون أنهم يستطيعون فعل شيء ما".

وأشار الدبلوماسي إلى أن "الإسرائيليين قلقون بشأن احتمال نشوب صراع مع حزب الله أكثر مما كانوا عليه قبل 12 أو 24 شهراً"، مضيفاً أنه في حين أن هذا لم يجعل الصراع أمراً حتمياً، فإن المخاطر تتصاعد.

مناورات حربية

وكان "حزب الله" دعا وسائل الإعلام في أيار الماضي لمشاهدة عناصره من وحدة النخبة المعروفة باسم (الرضوان) خلال محاكاة لغزو إسرائيل.

ورداً على ذلك، عرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حزيران فيديو يظهر اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في المقر العسكري في تل أبيب لمحاكاة حرب على "حزب الله" وإيران.

وقال ضابط عسكري إسرائيلي لرويترز، إن "التوتر زاد بشكل كبير خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الماضية. لكن في النهاية تستمر الحياة كالمعتاد".

وأوضح مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط، أن "حزب الله" يسعى إلى "تغيير قواعد الاشتباك"، مع توثيق عرى تحالفه مع فصائل فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وغزة.

وأضاف أن "هناك قاعدة الآن إذا وقعت انتهاكات للمسجد الأقصى في القدس أو حدث تصعيد موسع في الأراضي الفلسطينية فإن حدود لبنان الجنوبية ستشهد مناوشات أو إطلاق صواريخ".

ولا يستطيع لبنان تحمل تداعيات نشوب صراع في ظل الانهيار المالي الذي دخل عامه الرابع وأصاب الدولة بالشلل. وأعطى "حزب الله" العام الماضي موافقته على اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل يسمح للبنان بالتنقيب عن الطاقة في البحر.

وقالت اليونيفيل إن الميجر جنرال أرولدو لازارو ساينز الرئيس والقائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عبر عن قلقه خلال اجتماع مع ضباط إسرائيليين ولبنانيين إزاء الحوادث التي تقع على طول "الخط الأزرق" والتي زادت من حدة التوترات.

وقال المتحدث باسم اليونيفيل آندريا تينينتي إن أيا من الحوادث لم يتصاعد "بفضل عملنا والتزام الطرفين"، لكنه أضاف "ومع ذلك، يمكن أن يتحول أي حادث إلى شيء أكثر من ذلك".