icon
التغطية الحية

مصدر أميركي: قاطعنا أستانا لأن الضامنين لا يساهمون بوقف العنف

2018.05.18 | 23:05 دمشق

جانب من مؤتمر أستانا 9 الذي عقد قبل أيام (انترنت)
تلفزيون سوريا - طه عبد الواحد (موسكو)
+A
حجم الخط
-A

تناولت صحيفة "نيزافيسما غازيتا" في عددها اليوم مقاطعة الولايات المتحدة للجولة التاسعة من مفاوضات أستانا حول الأزمة السورية، وسعي روسيا لنقل ذلك المسار التفاوضي من العاصمة الكازاخية، إلى مدينة سوتشي على البحر الأسود.

 وفي عرضها لأسباب الغياب الأميركي عن "أستانا-9"، نشرت الصحيفة تصريحات خاصة عن مصدر في الخارجية الأميركية، أكد فيها أن "الولايات المتحدة ترحب بأي عملية خفض تصعيد حقيقية، تركز الجهود للقضاء على "داعش" وغيرها من إرهابيين، وتساعد في خلق ظروف لعملية انتقال سياسية".

وشكك المصدر في نوايا الدول الضامنة، وقال:"لقد رأينا ما فيه الكفاية كيف تتصرف روسيا وإيران وتركيا، ما يجعلنا نعتقد أنهم لا يقدمون مساهمة جدية في وقف العنف المستمر" وشدد على تمسك الإدارة الأميركية في العملية السياسية السورية في جنيف، موضحاً أن هذا الموقف الثابت جاء "حصيلة توافق مع المجتمع الدولي، بما في ذلك مع روسيا، على أن جنيف هي الدرب الوحيد الذي يمكن أن يأخذنا إلى تسوية سياسية بموجب القرار الدولي 2254".

كما وعاود التأكيد " نحن نركز على جنيف، والتقدم الملموس في المفاوضات على هذا المسار"، وعبر عن قناعته بأن "كل القنوات الأخرى هي فقط لشغل الأنظار".  وطالب المصدر من الخارجية الأميركية روسيا بدفع رأس النظام للمشاركة في عملية جنيف، بما يتوافق مع البيان الرئاسي المشترك الصادر عن الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين على هامش مشاركتهما في قمة آسيان في فيتنام في شهر نوفمبر 2017.

 

وانتقلت الصحيفة إلى الحديث حول نقل "إطار أستانا" إلى مدينة سوتشي الروسية، وتوقفت عند تصريحات ألكسندر لافرينتيف المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا، في ختام "أستانا-9"، والتي قال فيها: "نحن الدول الضامنة اتفقنا على عقد اللقاء المقبل في سوتشي (...) مع أخذ التطورات الميدانية بالحسبان، نريد أن نعطي لعملية أستانا واقعا جديداً ونبضا جديداً للعمل لاحقا، وأن نحول الاهتمام إلى حد أكبر بالملفات السياسية والإنسانية".

 وفي هذا السياق رأى أن "سوتشي حيث تم عقد مؤتمر الحوار السوري، هي الساحة التي تلبي تطلعات المرحلة"، وشدد على أن مكان عقد لقاءات وفود الدول الضامنة ليس بالأمر المهم "إذ قد تجري اللقاءات في أنقرة، أو جنيف، أو أي مدينة أخرى، إلا أن الصيغة تبقى ذاتها، وتحديداً عملية أستانا، وإطار أستانا".

 

بعد عرض تصريحاته تقول "نيزافيسمايا غازيتا" إن الخبراء وجدوا في كلام لافرينتيف ما يشير إلى سعي روسيا الابتعاد عن "إطار أستانا" الذي استنفذ إمكانياته، وحمل النتائج إلى سوتشي.

 في هذا الصدد قال الخبير الروسي كيريل سيمينوف، العضو في مجلس العلاقات الدولية، مدير مركز الدراسات الإسلامية: "حقيقة إنهم يريدون أخذ عملية المفاوضات إلى سوتشي، وربما جعلها بديلة عن "جنيف"، مسألة لا تثير أي تساؤلات"، ولفت إلى أن "المشكلة تكمن في من سيوافق على أمر كهذا"، وعبر عن قناعته بأن "الأسد يعرقل عملية جنيف لأنه لا يحتاجها، ويريد القضاء على المعارضة لا الذهاب إلى اتفاقيات معها"، موضحا أن النظام السوري لا يحبذ "جنيف" لأن هذا المسار على عكس "مسار سوتشي" لا يوجد فيه ثغرات يستغلها وفد النظام وحلفاؤه لفرض جدول أعمالهم على المفاوضات.

 وفي ختام تعليقه قال الخبير الروسي إن "مسار سوتشي لن يكون له أيه فعالية، لأنه وعلى الرغم من حضور دي ميستورا، فإن هذا الأمر لا يمنح لسوتشي صفة عملية برعاية دولية"، وحذر في سياق متصل من أن "المبادرة السلمية الروسية قد تصطدم مع المنافسين"، لافتاً إلى أنه "من غير المستبعد أن تطلق الولايات المتحدة ساحة تفاوضية بديلة بمشاركة دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي".