icon
التغطية الحية

"مشكلة قادمة من الجحيم".. مقاتلو داعش في مخيم الهول يرعبون الأميركيين

2023.04.13 | 10:26 دمشق

قائد القيادة الوسطى وهو يراقب مخيم الهول بسوريا- تاريخ الصورة: 9 أيلول 2022
قائد القيادة الوسطى وهو يراقب مخيم الهول بسوريا- تاريخ الصورة: 9 أيلول 2022
Stars & Stripes- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

مع الوتيرة البطيئة الحالية التي تتم بها عمليات إجلاء مقاتلي تنظيم الدولة وأهلهم واللاجئين منهم ممن يقيمون في مخيمات وسجون مؤقتة بسوريا لا بد أن هذه العملية ستستغرق عقوداً، وفي ذلك ورطة تزيد من خطر عودة ذلك التنظيم بحسب رأي مسؤولين عسكريين ومحللين أميركيين.

يؤوي مخيم الهول أكثر من 50 ألفاً معظمهم نساء وأطفال أتوا من نحو 60 دولة، ولهذا وصفه قائد القيادة الأميركية الوسطى، الجنرال مايكل إيريك كوريللا، بأنه نقطة ساخنة للمعاناة الإنسانية والتي يمكن أن تعزز هذه الأيديولوجية لدى الجيل القادم من تنظيم الدولة.

وفي هذه الأثناء، يخضع نحو عشرة آلاف مقاتل من هذا التنظيم لحراسة من قبل قوات قسد الشريكة للولايات المتحدة، بيد أنها بحاجة للتدريب على إصلاح السجناء، وقد وردت أنباء تفيد بأن تلك القوات تعاني من تراجع في الروح المعنوية.

من يضم مخيم الهول في سوريا؟

من المرجح لهؤلاء الحرس أن يغادروا لولا الدعم الأميركي، ما يجعل حظوظ تنظيم الدولة في إعادة تنظيم صفوفها عالية. وبالمقابل، فإن الوجود الأميركي يقلل من فرص قيام دول أخرى بتقديم الكثير من أجل إجلاء الأهالي والأسر كما يقلل بنسبة أكبر من احتمال إجلاء السجناء وإعادتهم إلى ديارهم، بحسب رأي محللين متخصصين بالشأن الإقليمي.

إذ يقول جوناثان لورد، وهو عضو لدى مركز الأمن الأميركي الجديد بواشنطن: "إنها مشكلة قادمة من الجحيم، وستبقى كذلك إلى أن يتوحد المجتمع الدولي ويقرر القضاء على هذا التنظيم".

ثم إن مخيم الهول الذي يعمل بطاقة تعادل نحو 500% من طاقته الاستيعابية، يفتقر إلى مياه نظيفة وظل يقي من أشعة الشمس الصحراوية الحارقة، بحسب ما ورد في تصريحات وبيانات صادرة عن القيادة الوسطى الأميركية.

كما أن هذا المخيم لا يحوي فقط من تربطهم صلات بمقاتلي تنظيم الدولة، وذلك لأن البعض لجأ إلى هناك هرباً من تلك الجماعة الإرهابية وفقاً لما أوردته القيادة الوسطى الأميركية، إلا أن حالة تلقين عقيدة تنظيم الدولة وفرضها تنتشر كثيراً هناك بين الأطفال المحتجزين في المخيم، والذين وصل عددهم إلى 25 ألفاً بحسب ما أورده مسؤولون أميركيون.

عمد مقاتلو تنظيم الدولة إلى تهريب البشر والسلاح عبر المخيم، حيث تم إلقاء القبض على 300 رجل وبحوزتهم مواد متفجرة في مخيم الهول وذلك خلال حملة تفتيش جرت العام الفائت، وفقاً لما ورد في مجلة بوليتيكو في شهر آذار الماضي.

ويعمل الجيش الأميركي على بناء المزيد من المقار الآمنة في مخيم الهول إلى جانب بناء سجن في الحسكة التي تبعد نحو 50 كم عن المخيم في شمال شرقي سوريا.

وفي طلب لتحديد ميزانية البنتاغون تم تقديمه في آذار الماضي، تبين بأن الجيش الأميركي يقوم بتدريب الحرس من قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعد نقل سائر قوات الحرس إلى مكان آخر خلال العام الماضي عقب استعصاء نشبت بعده معركة خلفت مئات القتلى، وذلك بحسب ما ورد في تقرير لهيئة أبحاث الكونغرس لعام 2022.

إلا أن الحل الأمثل هو نقل العائلات والسجناء بعيداً عن النزاع، بما أن تنظيم الدولة يواصل عملياته القتالية المتمردة ولكن ضمن أدنى مستوياته على الرغم من خسارته لآخر معاقله في عام 2019، بحسب ما أوردته منى يعقوبيان، وهي مستشارة بارزة لدى المعهد الأميركي للسلام بواشنطن، حيث تقول: "كلما طال بقاء عدد كبير من الأهالي في المخيم، زاد احتمال حدوث خرق أمني كبير أو هجوم واسع عليه".

في حين ذكر قادة عسكريون أميركيون بأن عمليات الإجلاء البطيئة ما تزال: "أكبر عائق يقف أمام ضمان هزيمة تنظيم الدولة بشكل دائم".

Children look at visiting U.S. troops through the fence at the al-Hol camp for displaced people in Syria, Aug. 21, 2022. There are about 50,000 people at the camp, many of whom are family members of captured Islamic State fighters. Others there fled from ISIS, U.S. officials say.

أطفال مخيم الهول وهم ينظرون للجنود الأميركيين عند زيارتهم لهم- التاريخ 21 آب 2022

ما مصير مقاتلي داعش المحتجزين في الهول؟

يقسم معتقلو تنظيم الدولة البالغ عددهم 10 آلاف إلى خمسة آلاف سوري، وثلاثة آلاف عراقي، وألفين من المقاتلين الأجانب، وذلك بحسب ما أوردته هيئة أبحاث الكونغرس في تقريرها لعام 2022.

يذكر أن العراق وافق على إجلاء مواطنيه، إلا أن معظم المناطق في سوريا ليست آمنة بما يسمح بإعادة أي شخص إليها، بحسب ما ذكره محللون.

ثم إن عودة المقاتلين الأجانب وعائلاتهم عملية صعبة وشائكة، وذلك لأن الشكوك التي تحوم حول ارتباطهم بتنظيم الدولة، بصرف النظر عن مدى صحتها، يجعل من عملية إعادتهم على المستوى السياسي سماً زعافاً بالنسبة للحكومات برأي يعقوبيان.

إذ أعلنت بعض الدول الأوروبية عن رغبتها بإجلاء النساء والأطفال إلى بلدهم، دون أن تبدي كبير اهتمام بإجلاء المقاتلين.

وفي حالات أخرى، لم توافق الولايات المتحدة على إرسال المقاتلين وعائلاتهم إلى الدول التي لن تخضعهم لعملية مقاضاة ملائمة، بل ربما ستقوم بإعدامهم بلا محاكمات.

وفي تلك الأثناء، تستعين الحكومات الأجنبية بالجيش الأميركي لحل هذه المشكلة بصورة فعّالة، حتى في الوقت الذي تطالب فيه القيادة الوسطى الأميركية بتسريع عمليات الإجلاء.

وعن ذلك يعلق جيروم دريفون، وهو محلل لدى مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، فيقول: "إن ذلك للأسف يتيح لهم فرصة عدم اتخاذ قرار ، وذلك لأن المقاتلين ما يزالون محتجزين في هذه الأثناء، وبذلك فإنهم لا يشكلون أي تهديد مباشر عليهم".

ولهذا في حال رحيل القوات الأميركية عن سوريا، أو قطعها للدعم عن القوات الشريكة لها، فإن تنظيم الدولة قد يتمكن وبسرعة من إعادة ترتيب صفوفه خلال سنة، بحسب ما يراه محللون، وفقاً لما ورد في تصريحات مماثلة لكوريللا.

إذ يقول تشارلز ليستر، وهو عضو بارز لدى معهد الشرق الأوسط بواشنطن: "إن ذلك يقوم على احتمال عدم قيام قوات سوريا الديمقراطية بالإبقاء على تلك السجون، والتخلي عنها، أو السماح لتنظيم الدولة باقتحامها، وذلك في ظل غياب الموارد التي يقدمها الجيش الأميركي لهم".

زار ليستر مدينة الحسكة مؤخراً، حيث تم إحباط عملية اقتحام للسجن قبل أيام من زيارته، ما أعاد إلى الأذهان عملية الهروب الناجحة التي تمت خلال السنة الماضية وتطلّب الأمر معها التدخل من قبل قوات العمليات الخاصة الأميركية، وقد خلفت تلك المعركة التي امتدت لعشرة أيام 500 قتيل ما بين مقاتلي تنظيم الدولة ومقاتلي قسد، بحسب ما أعلنته القيادة الوسطى الأميركية.

وفي تلك الأثناء، تسبب كمين لتنظيم الدولة بإصابة جندي لدى قسد بجراح خلال تلك الزيارة.

وهذا ما دفع قيادة قسد للتساؤل: "إلى متى سنبقى نحرس مواطنيكم"، بحسب ما أورده ليستر.

المصدر: Stars & Stripes