icon
التغطية الحية

مشروع ري كبير في إدلب.. سد البالعة يعود للعمل ونهضة زراعية مرتقبة في سهل الروج

2024.03.29 | 05:17 دمشق

آخر تحديث: 29.03.2024 | 05:17 دمشق

65765
ملء سد البالعة في سهل الروج غربي إدلب - تلفزيون سوريا
إدلب ـ فائز الدغيم
+A
حجم الخط
-A

بدأت "حكومة الإنقاذ" عملية ضخ مياه نهر العاصي إلى سد البالعة التخزيني غربي إدلب بعد توقفه عن العمل منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك بهدف دعم قطاع الزراعة في سهل الروج الذي يعد السلة الغذائية لإدلب، إلا أن هنالك مخاوف من تشققات رصدت في جسم السد.

وجاءت عملية ضخ مياه العاصي إلى السد بعد أن أعادت "وزارة الزراعة والري في حكومة الإنقاذ" العام الماضي 5 مضخات مياه للعمل في محطة عين الزرقا من أصل 7 مضخات، بإجمالي استطاعة 2700 متر مكعب في الساعة، واستكمالها هذا العام أعمال الصيانة في واحدة من الأقنية الثلاث الرئيسية وعدد من الأقنية الفرعية المخصصة لنقل المياه، وصيانة عقدة السكر الواصلة بين مضخات عين الزرقا وبحيرة السد، بحسب أحمد الكوان معاون وزير الزراعة والري في حديثه لموقع تلفزيون سوريا.

 

 

وتبلغ السعة التخزينية القصوى لسد البالعة 14،5 مليون متر مكعب من المياه، ويروي 10500 هكتار من الأراضي الزراعية في سهل الروج، المنطقة التي تعتبر السلة الزراعية لإدلب وريفها، ويستفيد منه أكثر من 50 ألف شخص في 20 قرية في سهل الروج.

ويعد سد البالعة جزء من مشاريع الري في سهل الروج، وتبلغ مساحة السهل 13100 هكتاراً، ويربط سد البالعة بنبع عين الزرقا نفق طوله 4،2 كم.

 

23452345

 

ويستفاد من السد في حصر مياه الأمطار ومنع الأراضي من الغرق واستخدام تلك المياه لري المحاصيل الصيفية.

وتأتي أهمية المشروع في كونه شريان لإحياء الزراعة في المنطقة التي كانت تزرع فيها المواسم على مدار العام في السابق، بمعدل ثلاثة مواسم سنوياً في الأرض الواحدة، فيما باتت تقتصر فيها الزراعة على الموسم الشتوي فقط خلال السنوات العشر الماضية.

 

سد البالعة قبل إعادة ضخ المياه إليه

 

مخاوف من التشققات

يقول محمود العيسى أحد مزارعي سهل الروج: نأمل أن يستعيد الروج مكانته الزراعية وينتعش المزارع، وتعود كثير من الأصناف إلى قائمة مزروعاتنا بعدما غابت لسنوات عديدة، كالقطن الذي لم يعد يزرع، والملوخية التي انخفضت زراعتها إلى ما دون النصف.

يختصر العيسى كلامه بالقول أن "السد يحيل سهل الروج جنة على الأرض"، لكن بعد صمت مطبق ومفاجئ، يخرج العيسى مخاوفه قائلاً: "أخاف أن يكون السد سبب فناء المنطقة ... جدار السد الشرقي (الساتر الركامي) فيه تشققات وتصدعات ربما تتسبب بانفجار السد وزوال القرى العشرين التي تعيش بفضله اليوم".

عاين موقع تلفزيون سوريا مواقع التشقق في جدار السد الشرقي والتقط بعض الصور، ونقل بدوره تلك الأسئلة والمخاوف إلى وزارة الزراعة والري.

 

التشققات في سد البالعة

 

من جانبه بدّد تمام الحمود المدير العام للموارد المائية في وزارة الزراعة والري هذه المخاوف في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، وقال الحمود: "لا يوجد في جسم سد البالعة أي تصدعات، وإنما هناك تسريب بسيط لمياه السد من الجهة الشرقية الشمالية، وطبعا هذا يؤثر على السد في حال تمت تعبئة السد بشكل كامل، ويبلغ سعته التخزينية قرابة 14.5 مليون متر مكعب، ولكن في حال كانت السعة التخزينية للسد ما دون الـ 7 مليون متر مكعب فإن ذلك لا يؤثر على السد".

وأكد الحمود أن وزارة الزراعة والري ستقوم بملء السد بشكل جزئي، بمعدل 5 مليون متر مكعب، كما أن الوزارة وضعت خطة للعمل على صيانة السد.

 

 

تعتبر إعادة سد البالعة إلى الخدمة واحدة من أبرز المشاريع الزراعية في إدلب، فبعد خسارة المعارضة أكثر من 2300 كيلو متر مربع معظمها أراض زراعية خلال الحملة العسكرية لروسيا ونظام الأسد بين عامي 2019 و 2020، باتت معظم الأراضي المتبقية في إدلب صخرية وغير صالحة لزراعة المحاصيل، كما تعرضت تلك المساحات المتبقية للتقلص نتيجة توسعة المخططات التنظيمية للمدن على حساب الأراضي الزراعية كما في مدينة الدانا شمالي إدلب، وإنشاء مخيمات كثيرة في أراضٍ زراعية، كل تلك الأسباب أدت لتركز معظم زراعة إدلب في منطقة سهل الروج.

ويتوقع أن تسهم عودة السد إلى العمل في ازدهار الزراعة في المنطقة، وبالتالي تخفيف اعتماد المنطقة على استيراد المنتجات الزراعية، حيث بلغت قيمة الواردات من المنتجات الزراعية كالخضار والفواكه التركية إلى الشمال السوري 22,7 مليون دولار عام 2020، بحسب تقرير لوكالة الأناضول، بزيادة قدرها 364٪ مقارنة بعام 2019 قبل خسارة الشمال السوري معظم أراضيه الصالحة للزراعة.