icon
التغطية الحية

مشروع برأس مال قليل.. انتشار كثيف لبسطات الخضراوات والفواكه في شوارع دمشق

2023.04.05 | 11:33 دمشق

انتشار كثيف لبسطات الخضار والفواكه في دمشق (إنترنت)
انتشار كثيف لبسطات الخضراوات والفواكه في دمشق (إنترنت)
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

يبحث السوريون عن مصادر لكسب الرزق بسبب عدم كفاية المداخيل الشهرية أو توقف الأعمال بالمصالح الحرة وخاصة في قطاع البناء والإكساء الذي يعاني من ركود إثر ارتفاع التكاليف. ولأن المثل الشائع بين سكان العاصمة بأنه "لو توقفت كل المصالح لن يتوقف الأكل والشرب"، توجه كثيرون إلى العمل بهذا القطاع سواء عبر شراكات بين بعضهم بعضاً أو بشكل مستقل.

يبدو واضحاً للذي يسير في شوارع العاصمة، الانتشار الكثيف لبسطات الخضراوات والفواكه، وهي المهنة الأكثر شيوعاً حالياً حيث يمكن أن يجد الشخص أكثر من 4 محال وبسطات في الحي الواحد.

وخلال جولة لموقع تلفزيون سوريا لوحظ وضع أصحاب محال البقالة والأكشاك لبسطات الخضار أمام محال، إضافةً إلى قيام أصحاب بعض السيارات البيك أب ببيع الخضراوات عبر التجوال بين الأحياء.

وضمن الجولة، لوحظ وجود بسطات صغيرة جداً تعتمد على نوع أو نوعين من الفواكه والخضراوات، مثل بسطات الحشائش فقط التي تبيع الخس والبقدونس والكزبرة والنعناع والسبانخ وما شابه، وبسطات تعتمد على بيع الموز فقط وأخرى لبيع الفريز أو العوجا إلخ.

ورغم انتشار بسطات الخضراوات والفواكه الكثيف، فإن ذلك لم يساعد على خفض الأسعار بموجب كثرة العرض، بل بقيت الأسعار ترتفع يومياً لعدة أسباب، منها بحسب أحد الباعة أنه يريد في النهاية أن يحصل على قوت يومه ما يجبره على عدم القدرة على خفض الأسعار للمناسفة خاصة وأن معظم البسطات لا تعتمد على الكم الكبير ما يجعل الربح اليومي قليلا خاصة مع وجود أجور نقل يومية كبيرة لتلك الكميات القليلة من سوق الهال.

بسطات دمشق.. أسعار مرتفعة وأرباح قليلة

في جرمانا وضع كمال وهو في الـ27 من عمره، بسطة للحشائش على الرصيف، ويقول إن رأسماله بالكاد نصف مليون ليرة وهو ما استطاع تأمينه ليبدأ عمله الجديد بعد توقف عمله في البناء، مشيراً إلى أن مربحه اليومي بالكاد يصل إلى 40 ألف ليرة وفي بعض الأحيان أقل.

يشير كمال إلى بعض الصعوبات التي يعاني منها في مهنته الجديدة، وهي عدم قدرته على التعامل مع بقايا الحشائش التي لا تباع وعدم قدرته على الاحتفاظ بها أكثر من يوم آخر بسبب ذبولها وعدم وجود برادات يعتمد عليها، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، مؤكداً أنه لا يستطيع التنبؤ بمصير عمله في فصل الصيف لعدم قدرته على الحفاظ على بضاعته طازجة.

بسطات للميسورين وأخرى لمتوسطي الحال

على امتداد شارع حاميش انتشرت بسطات البطاطا والموز والتفاح والحشائش وغيرها، وتكاد تشير كل بسطة إلى إمكانية صاحبها المادية. عند بسطة البطاطا يقدّر أحد العاملين من أصل 3 وهو الأصغر عمراً (19 عاماً)، أن رأسمال البسطة يصل إلى مليوني ليرة تقريباً، فسعر مبيع  الكيلو تقريباً بالكيس نحو 2000 ليرة (الكيس يزن 20 كيلو تقريباً)، مشيراً إلى أن مرابح البسطة يومياً تتراوح بين 100 – 150 ألف ليرة، لكن في بعض الأحيان هناك خسارات تأكل الأرباح لها علاقة بالتلف. علماً أنه يحصل على أجرة يومية بمعدل 30 ألف ليرة فهو غير مشارك برأس المال.

يشكك بعض المارة الذين التقاهم الموقع بالأرباح التي تحدث عنها أصحاب البسطات، مؤكدين أنهم يجنون أكثر من ما عرضناه عليهم من أرقام بكثير، في حين يؤكد أصحاب البسطات أن بيعهم قليل ورأسمالهم ضعيف وخسائرهم كبيرة.

قد لا يقوى كثيرون على بسطة موز، وخاصة أن سعر كيلو الموز يتراوح بين 7 – 8 آلاف ليرة سورية، لذلك فمعظم بسطات أو سيارات البيك آب التي تبيع الموز والفواكه المتنوعة، فيها أكثر من شريك، منها من يتخذ ساحة معينة ويقف فيها لبيع طوال النهار، ومنها من هو متجول في الأحياء، والغريب أنه رغم كلف التنقل وإنفاق البنزين في تلك السيارات فإن أسعارها غالباً ما تكون مثل أسعار المحال أو أرخص بقليل.

واجه الموقع صاحب أحد المحلات بفارق السعر مع سيارات الخضراوات والفواكه المتجولة ذات الرأسمال الصغير رغم نفقات البنزين بالتجوال، فرد بأن النوعيات التي يتسوقها أصحاب السيارات والبسطات الصغيرة تكون ذات جودة متدنية، إضافةً إلى أن المحال مجبورة على دفع الضرائب وفواتير الكهرباء والماء وما إلى ذلك، مع أجور العمال، لذا فمن المفترض أن تكون أجور تشغيل البسطات والسيارات أقل على حد تعبيره، ما يعني أن مرابحهم أكبر من المحال، خاصةً وأن حجم التلف في المحال أكبر وتنوع الخضراوات والفواكه مكلف.

وفي العام الماضي، أكد عضو المكتب التنفيذي في "محافظة دمشق" لقطاع الأملاك، مازن غراوي لإذاعة نينار المقربة من النظام، أن وجود بسطات الخضراوات والفواكه ضمن شوارع مركز المدينة، يعود لغض المحافظة نظرها عنهم في ظل الظروف الاقتصادية والوضع المعيشي الصعب، على اعتبار أنها تعيل صاحب البسطة علماً أن أي تراخيص أو إشغالات موجودة ضمن شوارع مركز المدينة هي مخالفة ولا تُمنح تراخيص من أجل بسطات خضراوات أو فواكه.

وأضاف بأن المحافظة ستكتفي بإزالة البسطات الكبيرة، تاركةً الـ"متعيشين" أصحاب البسطات الصغيرة، كحل لموضوع البسطات وما يسببه من مشكلات وعراقيل مرورية وازدحامات. وأوضح أن إشغالات البسطات للأرصفة في العموم هي ممنوعة ضمن مدينة دمشق، مبيناً أن المحافظة تقوم بإزالة البسطات الكبيرة والتي تتجاوز مساحتها 20 أو 30 متراً، وتترك البسطات الصغيرة والتي يعمل عليها "المتعيشون" كالموجودة في "سوق الحميدية".