icon
التغطية الحية

مشاريع ضخمة وإعادة إعمار.. ما المنتظر من التحالف العملياتي الثلاثي شمالي سوريا؟

2023.08.30 | 06:22 دمشق

آخر تحديث: 30.08.2023 | 06:22 دمشق

مؤتمر صحفي للإعلان عن تشكيل "التحالف العملياتي المشترك" شمال غربي سوريا - 25 من آذار 2023 (الدفاع المدني السوري)
مؤتمر صحفي للإعلان عن تشكيل "التحالف العملياتي المشترك" شمال غربي سوريا - 25 من آذار 2023 (الدفاع المدني السوري)
+A
حجم الخط
-A

يخطط التحالف العملياتي الثلاثي لإطلاق عدة مشاريع خدمية وطبية وتعليمية في منطقة شمال غربي سوريا، مع التركيز على إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية في المناطق المتضررة من الزلزال في ريفي إدلب وحلب، إضافة إلى العمل على إيجاد حلول جذرية تنهي معاناة مرضى السرطان في المنطقة عبر إنشاء مركزين طبيين لهذا الغرض.

ويضم التحالف العملياتي الثلاثي، المنتدى السوري، والدفاع المدني السوري، والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، وقد تشكّل في 25 آذار الماضي بعد زلزال 6 شباط المدمر، بهدف العمل على تنفيذ مشاريع إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة في مختلف القطاعات ضمن الاختصاصات المتعددة التي تعمل بها كل مؤسسة من المؤسسات المذكورة، والمساهمة في إعادة تأهيل المرافق الحيوية لتقديم الخدمات الأساسية للمدنيين على مستوى الصحة والتعليم والخدمات المعيشية الأساسية.

دوافع إنشاء التحالف العملياتي

جاء في بيان الإعلان عن تشكيل التحالف العملياتي، أنه يهدف إلى تنسيق الجهود للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للسكان في شمال غربي سوريا من خلال تقديم أفضل خدمة تكاملية ضمن الاختصاصات المتعددة التي تعمل بها المؤسسات الثلاث.

وأشار البيان إلى أن المؤسسات الثلاث ستعمل بكل ما أوتيت من موارد على دعم عمليات التعافي وإعادة التأهيل ضمن مناطق عملها، وتسخير جميع إمكاناتها وطاقاتها للانتقال بالمنطقة إلى مستوى أكثر تقدماً يضمن تحسين حياة السكان وتعزيز صمودهم، والتمهيد لخطوات ذات آثار بعيدة المدى على مستوى شمال غربي سوريا.

وأفاد نائب مدير منظمة الدفاع المدني السوري، منير مصطفى، في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، بأن تشكيل التحالف جاء بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة في تركيا وسوريا وفاقم الكارثة الإنسانية وتبعات الحرب، من دمار في البنى التحتية وتهالك في القطاع الصحي والتعليمي وغياب مؤشرات الاستقرار والأمان وظروف المعيشة بالحد الأدنى، وقد استلزم ما سبق من المنظمات العاملة في الحقل التنموي والإنساني والإغاثي في سوريا تشكيل هذا التحالف.

وأوصح الرئيس التنفيذي للمنتدى السوري غسان هيتو في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن التحالف العملياتي يسعى لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة في مختلف القطاعات التي يعمل بها التحالف، ويضع كل المشاريع الإنسانية التي تقودها هذه المنظمات الانسانية الثلاث الكبرى في قالب استراتيجي وخطة مشاريع واضحة تترجم على الأرض، على مراحل زمنية بهدف خدمة المدنيين بشكل أساسي وفق الاختصاصات المتنوعة.

مشاريع وخطط متكاملة

قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) الدكتور باسل ترمانيني، إن التحالف يعمل على وضع خطط متكاملة لإعادة بناء المناطق المتضررة من جراء الزلزال، وفق أسس عمرانية سليمة من ناحية البنى التحتية، خاصة المرافق الصحية والتعليمية والسكن.

وأضاف ترمانيني في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن المشروع الأول قيد التنفيذ حالياً، ويتمثل بإعمار منطقة جنديرس/عفرين بالتنسيق مع المجالس المحلية.

ويتضمن المشروع إعادة تأهيل وبناء 12 مدرسة في هذه المنطقة (تنفيذ المنتدى السوري)، وإعادة تأهيل وفتح عدة طرقات ضمن وخارج مدينة عفرين، بالإضافة إلى رفع الأنقاض وتمديد الصرف الصحي (تنفيذ الدفاع المدني)، وبناء مشفى جديد في مدينة عفرين للخدمات الجراحية (القثطرة القلبية والعناية المشددة، والتنظير الهضمي)، فضلاً عن مركز لعلاج الجلطات الدماغية، ومركز علاج فيزيائي (تنفيذ سامز).

وتبلغ الكلفة التقديرية لهذا المشروع نحو 6 ملايين دولار، تتوزع بالتساوي على المنظمات الثلاث، بحسب الدكتور ترمانيني.

أهداف آنية

يشير نائب مدير الدفاع المدني، إلى وضع خطة تعاف إنسانية تساهم في تأهيل البنى التحتية والمرافق الحيوية والمراكز التعليمية والطبية في أكثر المناطق المتضررة من جراء الزلزال المدمر، ضمن الإمكانيات الحالية، بما يسهم في عودة الحياة الطبيعية للسكان في المناطق المنكوبة.

وقال منير مصطفى، إن المشاريع التي تُنفّذ حالياً، هي:

  •  مشروعان لإعادة تأهيل الطرقات في شمال غربي سوريا ضمن التحالف العملياتي، حيث يتم تزفيت طريق الجسر الثالث في مدينة عفرين بطول 1650 متراً، وطريق عفرين – كفرجنة بطول 9500 متر.
  •  إعادة أكثر من 13,600 طالب وطالبة إلى 23 مدرسة متضررة من خلال مشروع ترميم المدارس الذي بدأ حالياً في شمال غربي سوريا، لتصبح جاهزة مع بداية العام الدراسي المُقبل.

بناء مركزين لعلاج مرضى السرطان

أكد رئيس الجمعية الطبية السورية الأميركية الدكتور أمجد راس، أن التحالف الثلاثي سيقوم ببناء مركزي سرطان شمالي سوريا، يحتويان على أجهزة علاج شعاعي، كما نشر الدكتور صورة للشكل المعماري لأحد المراكز المخطط بناؤها في المنطقة الحدودية مع تركيا.

1

وفي حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، لفت الدكتور أمجد، إلى أن الرؤية لدى التحالف الثلاثي تتمثل ببناء مركزي سرطان متعددي الخدمات، بما فيها العلاج الشعاعي، وقبل شهرين، تم توقيع عقد لشراء أرض بهدف بناء أول مركز.

وسيختص المركزان بالعلاج الشعاعي، وتقييم وعلاج الأورام بالكيماوي وما يلزم من خدمات أخرى، وذلك بتمويل من المنظمات الثلاث في التحالف، مع البحث عن مصادر تمويل أخرى لتعويض النقص نظراً لضخامة المشروع وكلفته العالية.

وبحسب رئيس "سامز"، دخل مركز إدلب مراحل تصميم البناء، ومن المتوقع إعلان انطلاق المشروع خلال أسابيع قليلة، في حين سيكون المركز الثاني في ريف حلب الشرقي.

بدوره قال الدكتور باسل ترمانيني، إن المركز الأول سيكون في منطقة بابسقا قرب سرمدا شمالي إدلب، وهو مشروع مشترك للتحالف، يضم مركز علاج شعاعي وتشخيصي متطور ومخبر تشريح مرضي، بالإضافة إلى عيادات ومركز تسريب للأدوية الكيميائية والمناعية بكلفة تقديرية تبلغ 4 ملايين دولار.

والمركز الآخر، سيكون للعلاج الشعاعي في منطقة الباب شرقي حلب، كإضافة لعيادة الأورام ومركز التسريب التابعين لسامز في هذه المنطقة، وهو مشروع خاص بسامز بالتعاون مع المجلس المحلي والمشافي في المنطقة.

ويضيف ترمانيني: "سيساهم هذان المركزان في تأمين العلاج لعدد أكبر بكثير من مرضى السرطان محلياً، ولكن الحاجة إلى الإحالة لتأمين بعض الأدوية غير المتوافرة محلياً أو الإجراءات الجراحية المعقدة، ستظل موجودة، ونحن نواصل التعاون مع الجانب التركي لتأمين الإحالة بشكل سريع ومنتظم".

من جهته، قال غسان هيتو، إنه سيتم توفير الخدمات الأساسية لمرضى السرطان من تشخيص وعلاج كيماوي وشعاعي وتشريح مرضي، بالإضافة إلى رفع كفاءة العاملين وتدريب الكوادر على أحدث طرق العلاج وتخفيف الضغط عن المشافي التركية التي تستقبل هذه الحالات، على أمل أن يساهم المشروع في مساعدة أكثر من 7000 مريض في المنطقة.

الباب مفتوح أمام الجميع

وحول ما إذا كان الباب مفتوحاً لانضمام منظمات أخرى إلى التحالف، قال نائب مدير الدفاع المدني: "بالتأكيد الباب مفتوح ونشجع جميع الشركاء السوريين للمضي في خطى مشابهة، سواء من خلال الانضمام إلى هذا التحالف، أو من خلال تشكيل تحالفات جديدة تضمن مستوى أعلى من الكفاءة والفعالية في التخطيط والاستجابة لاحتياجات الأهالي في المناطق المتضررة والمنكوبة".

وأوضح أن التحالف ينسق الجهود للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للسكان في شمال غربي سوريا من خلال تقديم أفضل خدمة تكاملية ضمن الاختصاصات المتعددة التي تعمل بها المؤسسات في التحالف.

وبين غسان هيتو، أن "التحالف العملياتي" ليس مجرد تنسيق بين المنظمات، كما أنه ليس عملية دمج مؤسساتي، إنما عملية أعلى من مفهوم التنسيق بين المؤسسات بمراحل، إذ "نستطيع أن نصفه بأنه عبارة عن تنفيذ مشاريع بوقت متزامن لتقديم خدمات متكاملة ومشاريع في منطقة معينة في مجالات متعددة مثل: التعليم ودعم البنية التحتية ودعم العمل الطبي والإنساني".