icon
التغطية الحية

مستغلاً قوانين النظام.. كيف يستولي يسار الأسد على أراضي فلاحي اللاذقية؟

2021.06.15 | 06:25 دمشق

photo_2020-11-27_21-45-17.jpg
اللاذقية - خاص
+A
حجم الخط
-A

لم يتنه مسلسل الأراضي التي احترقت نهاية العام الماضي في جبال ريف اللاذقية، فما يزال يسار الأسد (أبو الحارث) يعمل على سرقتها وتخليصها من أصحابها بطرق مختلفة وبثغرات قانونية بالتعاون مع مديرية الزراعة في اللاذقية

ويقوم ابن عم رئيس النظام والمسيطر الأمني في المنطقة باستصلاح الأراضي الزراعية بعد الحرائق بحجة إعادة تأهيلها للزراعة لعدم قدرة الفلاحين على تحمل تكاليف إعادة التأهيل، ولكن بشروط قاسية ومجحفة وتحت الضغط. 

وقال أبو محمد وهو صاحب أحد الأراضي المحروقة بقرية "قمين" لموقع تلفزيون سوريا: "يقوم يسار الأسد بالاستيلاء على الأراضي بما فيها من أشجار وأحجار مثل شجر الصنوبر وهو شجر عريض وسميك ويصلح للفحم الصناعي، بالإضافة إلى الحجر الذي يتم نقله إلى المقلع ويصنع منه الرخام والأحجار"، لافتا أنه لا يوجد في المنطقة سوى مقلع واحد له، والدولة ترفض ترخيص مقالع أخرى.

وأضاف أبو محمد أن يسار يقوم بالسيطرة على الأراضي بمقابل دفع مبالغ زهيدة للفلاحين كتعويض بحجة أنها أعمال خيرية وذلك لكسب شعبية أكثر في المنطقة وبسط نفوذه دون تعرضه لمضايقات من أهالي المنطقة. 

علي خضور فلاح آخر يمتلك أرضاً تعرضت للحرق في قرية بسوت بريف القرداحة، أوضح لموقع تلفزيون سوريا آلية السيطرة على الأراضي بطرق قانونية، حيث "يقوم يسار الأسد بالتعاون مع مديرية الزراعة بأخذ ترخيص لأرض صغيرة محروقة ولكنه بقوته الأمنية يسيطر على جميع الأراضي الصالحة للزراعة وغير الصالحة من حولها ويقوم بقطع الأشجار للاستفادة منها بصناعة الفحم.

ونشب حريق نهاية العام الماضي كان الأضخم في عدة محافظات سورية منها اللاذقية، وبحسب وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري، وصلت مساحة الأراضي المحروقة إلى 11 ألفاً و500 هكتار في محافظتي طرطوس واللاذقية.

وبحسب إحصائيات الوزارة فإن 60% من المساحات هي أراضٍ حراجية، والمساحة المتبقية هي أراضٍ زراعية، في حين بلغت نسبة المساحات المزروعة في الأراضي الزراعية 4% فقط، وكانت أشجار الزيتون الأكثر تضرراً من الحرائق.

 

يسار الأسد "مستثمر" سرايا العرين 313

يسار، هو ابن عم رئيس النظام بشار الأسد، وقائد ميليشيا سرايا العرين 313، التي تمتعت بصلاحيات مطلقة منذ أن أسست عام 2011 وحتى عام 2018، حين قيل إن البساط سُحب من تحتها، بضغط روسي، أجبر نظام الأسد على دمج معظم ميليشياته ضمن صفوف "قواته المسلحة".

 

 

مصدر محلي أكد أن تفكيك "السرايا" كان أمراً "شكلياً"، فلا شيء قد تغير على أرض الواقع، إذ أن يسار لا يزال لديه ميليشياتٌ، صلاحياتها مرتبطة باسمه، وتنفذ كل أعماله، بما فيها التضييق على تجار الحطب.

وأشار إلى أن "الأراضي الحراجية" هي إحدى أهم مصادر الحطب بالنسبة لـ يسار، مضيفاً أن أحداً لا يتجرأ على الاقتراب من تلك الأراضي فهي "خط أحمر".

وبيّن المصدر أن يسار لديه "ضوء أخضر" باقتطاع ما أراد من أشجار "حراجية"، حصل عليه من ابن عمه هارون الأسد، صاحب السطوة في مديرية حراج اللاذقية.

"التعفيش".. مصدر دخل جانبي

وسبق أن أكدت مصادر محلية في اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا أن عناصر "أبو الحارث" يمتهنون، إلى جانب تجارة الحطب، جمع البضائع "المعفّشة" وبيعها.

ويمتلك كثير منهم مستودعات في اللاذقية، يعملون بها منذ أعوام، ويجمعون فيها الأثاث المستعمل "المسروق"، ويعيدون بيعه لمحال المفروشات "المستعملة".

كذلك يمتد عمل ميليشيا "أبو الحارث" إلى السمسرة بين أهالي المعتقلين وبعض ضباط الأسد الكبار، إذ يطلبون مبالغ "مرتفعة" مقابل تحصيل معلومة عن أحد المعتقلين، أو المساهمة في إطلاق سراحه، وفق المصدر.