icon
التغطية الحية

مساع إيرانية للتمدّد في الحسكة.. ما علاقة "قسد" والعشائر؟

2023.11.07 | 16:00 دمشق

المربع الأمني الحسكة
المربع الأمني في الحسكة (مجلة صور)
الحسكة ـ عبد العزيز خليفة
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، نهاية تشرين الأول الفائت، بأنّ اجتماعاً جرى بين ضباط كبار ومحافظ النظام السوري في الحسكة مع شيوخ عشائر ووجهاء، في منزل حسن المسلط أحد مشايخ قبيلة الجبور، تحت شعار "دعم غزة"، التي تحاول إيران وأذرعها استغلالها لزيادة نفوذها في المنطقة، مستغلةً تضامن السوريين ودعمهم للقضية الفلسطينية.

وأضافت المصادر أنّ "قسد" قطعت الطرقات المؤدية إلى منطقة المربّع الأمني في مدينة الحسكة، ومنعت وصول المدعوين من خارج المنطقة، كما منعت عبور "وليمة الغداء" التي أُعدّت في مطعم "شتو" الواقع ضمن مناطق سيطرة "قسد" بالمدينة.

مَن دعا إلى الاجتماع ومَن شارك فيه؟

قال أحد المدعوين إلى الاجتماع - فضّل عدم ذكر اسمه - لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "الاجتماع دعا إليها حسن المسلط، وكان بهدف بحث سبل دعم قطاع غزة، الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 7 تشرين الأول الفائت".

وأضاف المصدر أن الاجتماع جرى بحضور قادة فروع الأمن التابعة للنظام في الحسكة والمحافظ وأمين فرع "حزب البعث"، مشيراً إلى مشاركة مفتي الحسكة عبد الحميد الكندح وفايز النامس، اللذين يعملان منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في إعداد قوائم بأسماء متطوعين للانخراط فيما يعرف باسم "المقاومة الإسلامية" لمساندة غزة عبر استهداف القوات والقواعد الأميركية في المنطقة.

وأشار إلى أن "المسلط" وهو عضو في "مجلس الشعب" للمرة الثانية على التوالي، ورئيس غرفة الزراعة في الحسكة، معروف في ولائه الشديد للنظام السوري، لا يتحرك إلا بـ"أوامر مباشرة من فروع المخابرات، ما يعني أن الاجتماع كان بأوامر من المخابرات، ولو كانت الدعوة منه والوليمة في منزله".

ما هدف الاجتماع؟

الباحث في مركز عمران سامر الأحمد، قال إنّ حسن المسلط قدّم شكره للنظام وفروعه الأمنية، لأنهم استجابوا إلى مطالب قبيلة الجبور في التخلّص من (عبد القادر حمو) قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام، بعد اعتدائه على شقيقه عبد العزيز المسلط، شهر آب الماضي، بهدف زيادة حظوته داخل دوائر الأمن.

وأضاف "الأحمد" لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّه خلال الوليمة قال "المسلط": إنّ المأدبة هي "دعم لحلف المقاومة والنضال الفلسطيني في غزة"، لكن المعلومات تؤكّد أنّ الوليمة جاءت بتنسيق مع قيادات مرتبطة بطهران، أبرزهم: محمود نواف العداي مدير مركز الإمام المهدي في منطقة السيدة زينب بدمشق، وهو من وجهاء قبيلة الجبور في الحسكة أيضاً، وعلى علاقة جيدة مع "المسلط" و "الشيخ الكندح".

وأوضح أن هدف هؤلاء جميعاً هو تعزيز النفوذ الإيراني في الحسكة، بالتنسيق مع "الحاج مهدي" في القامشلي الذي يشرف على ميليشيا "قوات المهام"، وكان لهؤلاء دور كبير، خلال السنوات الماضية، في إدخال ميليشيات إيرانية إلى المحافظة مثل ميليشيا "الخراساني".

واعتبر "الأحمد" أنّ هدف الاجتماع هو تحضير الأهالي لدعم أي تحرّك إيراني عبر الميليشيات ضد القوات الأميركية في المنطقة بحجة دعم "النضال الفلسطيني"، مشيراً إلى أنّ هناك بعض الهجمات التي نُفّذت في المنطقة ضد القواعد الأميركية بريفي الحسكة ودير الزور، كانت في هذا الإطار رغم تبنيها من قبل ميليشيا تُطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي "اسم فضاض لفصيل غير معروف".

وبحسب مصادر موقع تلفزيون سوريا، فإن "قوات المهام" نقلت بالفعل، منذ منتصف الشهر الفائت، العشرات من عناصرها إلى دير الزور وإلى العاصمة دمشق، في إطار دعم الميليشيات الإيرانية في تلك المناطق، وهي تخطط إلى إرسال المزيد واستقطاب آخرين في الحسكة.

لماذا ضيقت "قسد" على المجتمعين؟

قلّل الباحث سامر الأحمد، من أهمية تضييق "قسد" على بعض المدعوين ومنعهم من العبور للمشاركة في الاجتماع، معتبراً أن ذلك لا يأتي في إطار مواجهة التوسّع الإيراني بقدر ما يأتي في ظل محاولة "قسد" منع بروز حسن المسلط كشيخ لقبيلة الجبور، لصالح تعزيز نفوذ أمثال عبد العزيز المسلط.

وأشار إلى أنّ "عبد العزيز" أصبح عضواً في مكتب العلاقات العامة التابع لـ"الإدارة الذاتية" في الحسكة، بعد تزعمه الاحتجاجات ضد ميليشيا "الدفاع الوطني"، على خلفية خلافه مع عبد القادر حمو، ومع ما يُسمّى "مستشار قبيلة الجبور" أكرم محشوش، مردفاً "التضييق الذي حصل على الاجتماع كان بسبب المنافسة بين شيوخ ووجهاء الجبور على زعامة القبيلة".