icon
التغطية الحية

مخيم الركبان.. معاناة مستمرة و"يونيسف" تحذّر

2018.10.11 | 15:10 دمشق

اعتصام مفتوح في مخيم الركبان للمطالبة بالتدخل الفوري لـ إنقاذهم - 10 تشرين الأول (ناشطون)
تلفزيون سوريا - خاص/ متابعات
+A
حجم الخط
-A

يعاني النازحون في مخيم الركبان (القريب مِن الحدود الأردنية) شرق حمص، أوضاعاً مأساوية وظروفاً إنسانية صعبة، في ظل الحصار الذي يفرضه "نظام الأسد" على المخيم مع منعه وصول المواد الأساسية والغذائية إليه، وسط تحذيرات أممية مِن تدهور الوضع الإنساني.

وزادت الأمور سوءاً مع هطول أمطار "غزيرة"، أمس الأربعاء، التي اقتلعت عدداً مِن الخيم، ما أجبر بعض العائلات مِن المبيت في العراء، لـ يشهد مخيم الركبان اليوم الخميس، عاصفة غبارية كبيرة، أدّت إلى إصابة العديد مِن النازحين في المخيم بحالات اختناق.

وقال مدير مكتب الشؤون المدنية في مخيم الركبان (عقبة الفارس) لـ موقع تلفزيون سوريا، إن معظم المصابين بحالات اختناق هم أطفال (مصابون أساساً بـ الربو)، لافتاً أنهم نقلوا إلى مستوصفات المخيم، رغم سوء الوضع الطبي لـ قلة المعدات والأدوية.

قوات "نظام الأسد" ما تزال تفرض حصارها على مخيم الركبان وتمنع وصول المواد الأساسية والغذائية

وأضاف "الفارس"، أن قوات "نظام الأسد" ما تزال تفرض حصارها على مخيم الركبان وتمنع وصول المواد الأساسية والغذائية، مشيراً إلى دخول بعض المواد عن طريق "التهريب" وبأسعار مرتفعة، إلّأ أنها لا تفكي لـ أقل مِن 10 بالمئة مِن احتياجات قاطني المخيم.

وأشار "الفارس"، إلى انعدام المواد الطبية في المراكز الصحية بمخيم الركبان، لافتا أن مسؤولي المراكز يحاولون التواصل مع العديد مِن المنظمات الإنسانية لـ توفير المستلزمات، ولكن لا يوجد استجابة أبداً، وفقاً لقوله.

مِن جانبها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، اليوم الخميس، جميع "أطراف النزاع في سوريا والمؤثّرين فيهم" إلى السماح بوصول الخدمات الصحية لـ عشرات آلاف السوريين العالقين في مخيم الركبان على الحدود الأردنية - السورية.

وقال المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (خيرت كابالاري) في بيان، إنه "في الساعات الـ 48 الماضية توفي طفلان آخران، رضيع عمره خمسة أيام وطفلة عمرها أربعة أشهر في الركبان، حيث الوصول إلى المستشفى غير متاح"، متابعاً "بينما تواصل العيادة التي تدعمها الأمم المتحدة داخل الأردن، تقديم الخدمات الصحية الأساسية لحالات الطوارئ المنقذة للحياة، فإن الحاجة تستدعي رعاية صحية متخصصة".

"الوضع سيزداد سوءا بالنسبة لـ 45 ألف شخص، بينهم الكثير من الأطفال، مع اقتراب الشتاء"

وحذّر "كابلاري" في بيان "يونيسف" الذي نُشر على موقعها الرسمي، مِن أن "الوضع سيزداد سوءا بالنسبة لـ 45 ألف شخص (بينهم الكثير من الأطفال) مع اقتراب الشتاء، خاصة عندما ستنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وفي ظروف صحراوية قاسية".

وطالب "منسقو استجابة سوريا"، أمس الأربعاء، مَن سمتهم بـ"الأطراف الفاعلة" بالضغط على "نظام الأسد" وحليفته روسيا، مِن أجل فك الحصار عن مخيم الركبان وإدخال المساعدات الإنسانية له، داعين جميع المنظمات والجهات الدولية المعنية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين، إلى "التدخل الفوري" وإنقاذ النازحين، خاصة أن المؤن والمواد الغذائية المتوفرة ستنفد بشكل كامل خلال أسبوع.

وبدأ النازحون في مخيم الركبان، قبل يومين، اعتصاماً مفتوحاً للمطالبة بالتحرك العاجل لـ إنقاذهم، ونظّموا خلاله وقفة احتجاجية ورفعوا لافتات تطالب بوصول المساعدات الإنسانية والخدمات الطبية، بعد وفاة مدنيين بينهم أطفال، نتيجة سوء التغذية، مطالبين بعدم استخدام الغذاء والدواء كـ وسيلة للضغط على المدنيين في المخيم، ودفعهم للخروج منه باتجاه مناطق سيطرة "نظام الأسد"، عبر التنسيق - بدعم روسي - بين "النظام" والسلطات الأردنية.

وقالت الإدارة المدنية في المخيم - وفق تصريحات نقلتها وكالة "سمارت" للأنباء -، أن مخيم الركبان "يقع في أرض صحراوية قاحلة لا تحوي أي أشجار ليأكل النازحون أوراقها"، محذّرة مِن نفاد المواد الغذائية والمؤن بعد أقل مِن أسبوع، وإن حصل ذلك سيضطّر النازحون لـ"أكل لحم حمير موجودة في المخيم، فلا خيار أمامهم سوى ذبحها وأكلها".

وأحصى مستوصف "شام" في مخيم الركبان، أمس الثلاثاء، 14 حالة وفاة (أربعة أطفال وامرأتين وثلاثة رجال والباقي كبار بالسن) خلال الأسبوعين الماضيين بسبب نقص الرعاية الطبية، وذلك خلال إعادة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" فتح النقطة الطبية "الرسمية" الوحيدة في المخيم، بعد إغلاقها لـ أكثر مِن أسبوع، ما تسبّب بوفاة طفل رفض الأردن إدخاله إلى مشافيه حينها.

ويقطن أكثر مِن 15 ألف عائلة نازحة في مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة صحراوية جافة وقاحلة قرب الحدود مع الأردن، يعاني فيها النازحون انعدام مقومات الحياة وتردي الوضع الصحي والتعليمي وفقدان المساعدات، رغم مناشدات عدة للجهات الدولية مِن أجل الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني المتردي هناك.