icon
التغطية الحية

متحف "بيرغامون".. روائع الآثار السورية في جزيرة المتاحف الألمانية | صور

2023.04.14 | 06:53 دمشق

متحف الفن الإسلامي "بيرغامون" في العاصمة الألمانية برلين (تلفزيون سوريا)
متحف الفن الإسلامي "بيرغامون" في العاصمة الألمانية برلين (تلفزيون سوريا)
برلين – سامي جمعة
+A
حجم الخط
-A

ما إن لمح عبد الله عبد الله جبقجي عبارة "Aleppo Zimmer" والتي تعني "غرفة حلب" حتى تسمّر في مكانه وسط متحف الفن الإسلامي "بيرغامون" في برلين.

ينحدر عبد الله من مدينة حلب وقدم إلى ألمانيا عام 2015 إلى مدينة ترير غربي ألمانيا على الحدود الفرنسية.

كان عبد الله يخطط في أول زيارة له إلى العاصمة برلين لزيارة المتاحف، لا سيما بعد أن أسدى له أحد أصدقائه نصيحة بزيارة متحف بيرغامون قبل أن يغلق أبوابه أمام الزوار لأغراض الصيانة.

ومن المقرر أن يغلق المتحف بشكل كامل لمدة 4 أعوام لإصلاح الجزء الجنوبي منه، وفقاً لما أعلنته مؤسسة التراث الثقافي البروسي في برلين، كما ستغلق أجزاء من المتحف لمدة 14 عاماً.

متحف بيرغامون

يقع المتحف، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1899، في جزيرة المتاحف على ضفاف نهر شبريه وسط برلين.

ويعد أحد أهم المتاحف في ألمانيا وفي أوروبا وأميركا وأكبرها حجما ومساحة.

ولا تقتصر معروضات المتحف على حضارة بعينها، وإنما تضم بين أروقته عدداً من الآثار والتحف النادرة الشاهدة على عدة حضارات متنوعة، ما بين الحضارة البابلية والآشورية والإسلامية.

وينقسم إلى ثلاثة أجنحة رئيسية، وهي جناح النحت ومتحف الشرق الأدنى القديم، ومتحف الفن الإسلامي، ويضم نحو 93 ألف تحفة وأثر إسلامي.

يتجاوز عدد زوار متحفي الشرق الأدنى والفن الإسلامي سنوياً المليون زائر.

1
جانب من الآثار والتحف المعروضة في متحف الفن الإسلامي ببرلين، متحف بيرغامون، ألمانيا (تلفزيون سوريا)

 

يقول المؤرخ مروان ماميش: "يضم المتحف جزءًا مهماً من تاريخ سوريا والمنطقة العربية ككل وتعود الآثار إلى الحضارات المتعاقبة للمنطقة من السومرية والأكادية والبابلية والآشورية والحثية والآرامية، وصولا للحضارة الإسلامية".

وأبرز آثاره هي بوابة عشتار وآثار تل حلف، وقصر المشتى الأموي، وغرفة حلب ومجموعة من أكبر مقتنيات العملات المعدنية في العالم.

ويضيف ماميش لموقع "تلفزيون سوريا" أن متحف بيرغامون يركز على التراث السوري والعراقي والعلاقات التاريخية والثقافية المشتركة بين سوريا والعراق من جهة وألمانيا من جهة أخرى، ويلعب دورا هاما في تعزيز ثقة اللاجئ العربي بنفسه ويعزز انتماءه وهويته ويعطيه أملا بإعادة النهوض.

ويلفت ماميش إلى أن سوريا تعتبر متحفا في الهواء الطلق "لكثرة ما تحويه من نفائس ومواقع أثرية مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو مثل دمشق القديمة، وحلب القديمة، وبصرى، وتدمر، وقلعة الحصن وقلعة صلاح الدين، والمدن المنسية، والتي تقع شمال غرب حلب مثل قلعة سمعان، وأن وصول جزء من هذه الآثار إلى المتاحف الأوروبية يعتبر شيئا مبشرا لأنه بمقدورنا في المستقبل أن نعيدها لأنها وصلت بطرق غير شرعية وبظروف استثنائية".

آثار سورية في بيرغامون

يضم متحف بيرغامون تحفا ومعروضات وآثارا سورية لحقب مختلفة ومجسمات لحصون وأبراج قديمة، بالإضافة إلى مجسمات لقلاع قديمة، ويُلقي المتحف الضوء أيضاً على ثقافة سوريا مثل نماذج للبيوت التقليدية، والمجوهرات، والقطع النقدية القديمة، والأواني المنزلية، والألبسة التقليدية وقطع الأثاث القديمة.

كما يضم المتحف تشكيلة من المشغولات اليدوية تُعتبر من أكثر المعروضات استقطاباً للزوّار، ومن ضمنها، القطع الفنيّة الزجاجيّة، والسجّاد القديم، والمشغولات المعدنيّة، والنقوش والزخارف، والأواني البرونزيّة، والأواني الفخّاريّة والخزفيّات.

ويقول عبد الله جبقجي، بعد زيارة بيرغامون، إن مشاهدة الزوار وهم يتزاحمون على قراءة اللوحات التعريفية بكل لوحة أو قطعة أثرية تبعث في النفس الفخر بأننا أبناء بلد تعاقبت عليه حضارات مختلفة وأثرت التراث الإنساني برمته بجوانب مختلفة.

ويضيف، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، أن ما يحصل اليوم ما هو إلا كبوة ستزول ما إن تزول أسبابها المتمثلة بنظام الأسد ستعود سوريا كما كانت تاريخيا كبلد معطاء.