icon
التغطية الحية

مبعوث بريطانيا إلى سوريا: المطلوب زيادة المساعدات للسوريين وليس وقفها

2022.07.08 | 08:15 دمشق

مبعوث المملكة المتحدة الخاص إلى سوريا، جوناثان هارغريفز
أشار هارغريفز إلى أنه لا يمكن الوثوق بنظام الأسد لتوفير الخدمات اللازمة لإنقاذ الحياة لمن هم في حاجة إليها - تويتر
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

شدد مبعوث المملكة المتحدة الخاص إلى سوريا، جوناثان هارغريفز، على أننا في حاجة إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى أعداد أكبر من السوريين، وليس أقل"، مشيراً إلى أن "الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا أكبر اليوم من أي وقت مضى".

وفي مقال نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة، قال هارغريفز إن "التقديرات تشير إلى أن أكثر من أربعة أشخاص من كل خمسة في حاجة إلى مساعدة إنسانية، كما أن ما يزيد على 12 مليون شخص ليس باستطاعتهم ضمان وجود ما يكفي لتناول الطعام، وتسعة من أصل عشرة أشخاص يعيشون تحت خط الفقر".

وأوضح الدبلوماسي البريطاني أن "مسألة اضطلاع الأمم المتحدة بدورها تصبّ في مصلحة الجميع. وتعمل آلية المراقبة القوية جداً والنشطة على ضمان ألا ينتهي الحال بالسلع التي تسهم في إنقاذ الحياة في أيد خاطئة. ويضمن تحليل الاحتياجات، وإجراء توجيه شفاف للتمويل وشراء الأغذية وغيرها من المنتجات، والالتزام بأعلى المعايير التشغيلية التي تستهدف أولئك الذين في أمس الحاجة إلى الحصول على المساعدات".

وأضاف أنه "في إطار القرار الصادر العام الماضي، اتفقنا على أننا في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتعزيز جهود التعافي المبكر، والمساعدات التي تعين السوريين على بناء مرونتهم الخاصة ضد صدمات أزمة الحماية القائمة منذ أمد بعيد".

وأشار هارغريفز إلى أنه "في العام 2022، سيجري تركيز ربع إجمالي المساعدات المطلوبة البالغة 1.1 مليار دولار أميركي على جهود بناء مرونة اقتصادية وقدرة على الصمود في وجه الأزمات"، مؤكداً على "التزام المملكة المتحدة بهذا الأمر، مع إقرارها برنامجاً جديداً ممتداً عبر عدة سنوات لبناء مرونة اقتصادية محلية في جميع أنحاء سوريا".

ماذا يعني ذلك على أرض الواقع؟

ووفق المبعوث البريطاني إلى سوريا، فإن ذلك يعني "تقديم الدعم لأشخاص مثل نجوى، وهي امرأة نازحة تبلغ من العمر 44 عاماً في إدلب، كي تتعلم مهارات زراعية جديدة".

ونقل هارغريفز عن نجوى قولها إنه "منذ وفاة زوجي، كنت أبحث عن عمل، والتحقت بأعمال غريبة كي يمكنني كسب لقمة العيش. اليوم، تمكنت من الحصول على الخبرة، وبناء اتصالات وتطوير صداقات"، مشيراً إلى أن صاحب مزرعة الزيتون التي تعمل فيها نجوى "أبدى إعجابه بعملنا، وأخبرنا أن نعاود العمل من أجله بعد انتهاء أزمة وضعنا".

وأكد الدبلوماسي البريطاني على أن "العائلات التي جرى تهجيرها وفقدت الكثير، في أمسّ الحاجة إلى لقمة العيش حتى تتمكن من البدء في إعادة بناء حياتها"، مضيفاً أنه "كما شرحت نجوى، كنساء سوريات، فإن رغبتنا في بناء حياة أفضل لأطفالنا هي التي تجعلنا مستمرات في الحياة، على الرغم من معاناتنا والعديد من المشكلات، يبقى هدفنا الوحيد توفير حياة لائقة لأطفالنا".

لا نمانع المساعدات عبر الخطوط لكن لا يمكننا الوثوق بالنظام

وعن المساعدات عبر خطوط التماس، قال هارغريفز إن "المملكة المتحدة ليس لديها أي اعتراض على محاولات تقديم المساعدات من المناطق التي يسيطر عليها النظام"، مضيفاً أنه "بصراحة لا يمكننا الوثوق بنظام الأسد لتوفير العناصر والخدمات اللازمة لإنقاذ الحياة لأولئك الذين هم في حاجة ملحة إليها، بغض النظر عن هويتهم أو خلفيتهم".

وأكد المبعوث البريطاني على أن "الحقيقة البسيطة، أنه ما دام كان هناك عنف وصراع ونزوح، لن يكون في استطاعة دمشق تلبية الاحتياجات الإنسانية التي خلقتها من الأساس في شمال غربي البلاد"، موضحاً أن "توفير المساعدات عبر الحدود، عبر تفويض الأمم المتحدة، تبقى الطريقة الآمنة والمستدامة الوحيدة للوصول إلى من يحتاجون بشدة إلى المساعدات".

وشدد على أن "المملكة المتحدة تستمر في اعتقادها بأنه بسبب الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، فإننا في حاجة إلى حل أفضل مما كنا فيه العام الماضي، ومنذ إغلاق المعابر الحدودية الثلاثة الأخرى، أصبح من الصعب جداً توفير المساعدات التي تسهم في إنقاذ الحياة إلى أجزاء من شمال غربي سوريا".