icon
التغطية الحية

ما هي سلالات فيروس كورونا؟ وما مقدار الحماية التي توفرها اللقاحات ضدها؟

2021.07.05 | 14:30 دمشق

312976-1931503416.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

ظهرت آلاف الطفرات من فيروس كورونا منذ ظهوره بداية العام الفائت وتسمى الفيروسات المتحورة بالسلالات، حيث لها تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس، وكثير منها يختفي بمرور الوقت، وذلك وفقا لـ "منظمة الصحة العالمية".

وبحسب تقرير لموقع "بي بي سي" فإنه من الممكن أن يساعد تحور الفيروس على البقاء والانتشار لذلك يراقب الخبراء في جميع أرجاء العالم الطريقة التي يتطور بها الفيروس حتى تتمكن الحكومات من الاستجابة للتغيرات المهمة لكورونا.

السلالات الرئيسية لكورونا

يهتم الخبراء بأربع سلالات مختلفة من فيروس كورونا وهي "ألفا" التي ظهرت لأول مرة في بريطانيا و"بيتا" ظهرت في جنوب إفريقيا و"غاما" ظهرت في البرازيل و"دلتا" التي ظهرت لأول مرة في الهند، حيث تم تصنيفها جميعاً على أنها سلالات مثيرة للقلق من قبل "منظمة الصحة العالمية" لأنها تشكل خطراً متزايدا على الصحة العامة من خلال جعل الفيروس أكثر قدرة على العدوى أو التسبب في مرض أشد أو تمكين الفيروس من مقاومة اللقاحات في نسبة أكبر.

وأضافت أنه تم اعتبار مجموعة فرعية أخرى من السلالات "ذات أهمية" لأنه وجد أنها تسببت  بمجموعة من الأمراض أو تم رصدها في بلدان عديدة، وعليه قررت المنظمة تسمية تلك السلالات بالأحرف الأبجدية اليونانية لتجنب ربطها بالبلدان التي ظهرت فيها لأول مرة.

سلالة "دلتا" المتحورة من كورونا

تم تركيز كثير من الاهتمام مؤخراً على سلالة دلتا والتي ثبت أنها تمثل تهديداً أكبر على الصحة العامة مقارنة بباقي السلالات وذلك لأن معدل العدوى بهذه السلالة أعلى بحوالي 60 % من معدل عدوى بسلالة "ألفا" والتي لديها معدل عدوى أعلى بنسبة 50% مقارنة بالسلالة الأصلية لفيروس كورونا.

وتسببت سلالة "دلتا"  بموجة ثانية قاتلة من الإصابات في الهند في نيسان وأيار الماضيين وأصبحت أيضا السلالة المهيمنة في بريطانيا حيث رُصدت هذه السلالة في أكثر من 90 دولة حول العالم مع تأكد تفشيها في الولايات المتحدة والصين وإفريقيا والدول الإسكندنافية ومنطقة المحيط الهادئ.

وأظهرت بيانات بريطانيا أن الأشخاص المصابين بسلالة "دلتا" ولم يتلقوا اللقاح أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى بمرتين من أولئك الذين أصيبوا بسلالة "ألفا"، حيث أظهرت الدراسات أيضا أن سلالة "دلتا" مرتبطة بأعراض مختلفة مقارنة بسلالات كورونا الأخرى.

وقال البروفيسور تيم سبيكتور الذي يدرس أعراض كورونا من خلال تطبيق زوي كوفيد إنه على الرغم من أن الحمى ما تزال شائعة جداً في سلالة دلتا فإن فقدان حاسة الشم لم يعد من بين أبرز عشرة أعراض لها، حيث أصبح الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف من أكثر الأعراض المرتبطة بالعدوى بهذه السلالة في بريطانيا.

ولفت إلى أن هذه الأعراض تجعل الفيروس يبدو وكأنه "نزلة برد شديدة" بالنسبة للشباب مما يزيد من خطر حملهم للفيروس ونقلهم العدوى إلى أشخاص آخرين.

سلالتي دلتا بلس ولا مدا

أفادت "بي بي سي" أن الهند أدرجت في حزيران الفائت تحور "دلتا بلس" وهو من أشكال سلالة "دلتا" الحالية وأنها من بين السلالات المثيرة للقلق، حيث تم وصفها لأول مرة من قبل هيئة الصحة العامة في إنجلترا بأنها مماثلة لدلتا ولكن مع طفرة إضافية (كي 417 إن) فيسبايك البروتين الذي يمكّن الفيروس من ربط نفسه بالخلايا المصابة.

وبيّنت أنه تم العثور على "دلتا بلس" في 9 دول أخرى هي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والبرتغال وسويسرا واليابان وبولندا ونيبال وروسيا والصين.

وقالت وزارة الصحة الهندية إن سلالة "دلتا بلس" تنتشر بسهولة أكبر وترتبط بسهولة أكبر بخلايا الرئة ويحتمل أن تكون مقاومة لنوع من العلاج يسمى العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة، لكن علماء الفيروسات البارزين يقولون إنه لا توجد بيانات كافية لدعم هذه الاستنتاجات ولم تصنفها منظمة الصحة العالمية على أنها مصدر قلق أو اهتمام.

وضمت منظمة الصحة العالمية مؤخراً سلالة "لامدا" إلى قائمة السلالات ذات الأهمية وارتبطت هذه السلالة بحالات كورونا في العديد من الدول لا سيما في أميركا الجنوبية والبيرو وتشيلي والأرجنتين والإكوادور وتم العثور على هذه السلالة في 29 دولة وفقا للمبادرة العالمية لمشاركة بيانات أنفلونزا الطيور التي تتبادل أيضا البيانات حول فيروس كورونا.

وتوقع عالم الجراثيم من جامعة كاييتانو هيريديا في بيرو وأحد الباحثين وراء تحديد السلالة الجديدة بابلو تسوكاياما، أن تكون سلالة لامدا "أكثر قابلية للعدوى فهذه هي الطريقة الوحيدة لشرح نموها السريع".

وأضاف أن الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن هذه السلالة أكثر قابلية للعدوى تعني مزيداً من الحالات التي تدخل إلى المستشفيات ومزيداً من الوفيات، مشيراً إلى أن الأدلة تشير إلى أن هذه السلالة قد تسبب مزيدا من المشكلات المعوية ولكن الأدلة محدودة فيما يتعلق بما إذا كانت أكثر مقاومة للقاحات.

هل تقي اللقاحات من السلالات المتحورة؟

أظهرت الدراسات أن اللقاحات المتوفرة ما زالت فعالة ضد السلالات الجديدة لكورونا لكن فعاليتها تقل ضد السلالات الأحدث مقارنة بالسلالة الأصلية للفيروس خاصة بعد جرعة واحدة فقط من اللقاح.

ووفق دراسة أجرتها "هيئة الصحة العامة" في إنجلترا حيث قدمت جرعة واحدة من لقاح "فايزر أو أسترازينيكا" 33 حيث وفر 33% فقط من الحماية ضد سلالة "دلتا" مقارنة بـ 50% ضد سلالة "ألفا" وارتفعت هذه المعدلات بعد الجرعة الثانية إلى 88% للقاح فايزر و60 %  للقاح أسترازينيكا.

وأكدت دراسة منفصلة أجرتها جامعة أكسفورد أن لقاحي "فايزر وأسترازينيكا" كانا فعالين ضد سلالتي دلتا وكابا اللتين تم رصدهما في الهند.

وأشار الباحثون في مجلة سيل إلى السلالتين برمز النسب المشترك بينهما، قائلين: "لا يوجد دليل على عدوى واسعة النطاق، مما يشير إلى أن الجيل الحالي من اللقاحات سيوفر الحماية ضد سلالة بي1.617"، ولكن نظراً لأن اللقاحات ليست فعالة بنسبة 100% فإن السلالات ستؤدي أيضاً إلى حالات دخول المستشفيات وحتى الوفيات بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم خاصة بين الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة فقط من اللقاح، ذلك وفق المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية.

ووفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإنه تم تطعيم أكثر من 144 مليون شخص بشكل كامل في الولايات المتحدة حتى الـ 14 من حزيران الفائت لتشهد نفس الفترة إصابة 3729 بالعدوى و671 حالة وفاة.

وتعمل الحكومات في إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية على تقليص الفجوة الزمنية بين الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح المضاد لكورونا للمجموعات الأكبر سنا وذلك ضمن الاستجابة للانتشار السريع لسلالة "دلتا".

ويقول عالم الأوبئة الدكتور لاليت كانت "إنهم يحتاجون إلى بذل مزيد من الجهد في رصد التسلسل لتحديد السلالات الخطرة مبكراً وتطبيق إجراءات الاحتواء" معتقداً كانت أن الموجة الثالثة في الهند أمر لا مفر منه.

وأكد البروفيسور إس في سوبرامانيان بجامعة هارفارد أن الدول لن تكون قادرة على تحصين طريقها للخروج من الوباء، داعياً إلى المزيد من التركيز على العلاجات وتجهيز نظام الرعاية الصحية.

لافتاً إلى أنه "لا توجد طريقة يمكننا من خلالها الانتصار على الفيروس الذي يبدو أنه يتحور، ولكن يمكننا بناء أنظمة تطمئن الأشخاص إذا احتاجوا إلى الرعاية بأنها متوفرة ويمكن الوصول إليها بأسعار معقولة".

وتجاوزت حصيلة عمليات التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا حول العالم أمس الأحد، 3.19 مليارات جرعة، وذلك وفقاً لمعطيات موقع "Ourworldindata.org" المتخصص بإحصاء معطيات كورونا حول العالم، حيث جاءت الصين في المرتبة الأولى بأكثر من 1.29 مليار جرعة ثم الهند بـ351 مليوناً و22 ألفاً تليها الولايات المتحدة بـ 329 مليوناً و97 ألفاً.