icon
التغطية الحية

ما سبب ارتفاع نسبة الوفيات بين الرضّع السوريين في غازي عنتاب؟

2021.04.01 | 17:35 دمشق

ما سبب ارتفاع نسبة الوفيات بين الرضّع السوريين في غازي عنتاب؟
أحد المراكز الصحية التي يمولها الاتحاد الأوروبي في ولاية غازي عنتاب (VOA)
إسطنبول - ترجمة خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

قالت وسائل إعلام ناطقة باللغة التركية إن نسبة الوفيات بين الرضّع من اللاجئين السوريين المولودين في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، سجّلت أرقاماً مرتفعة.

وذكر موقع "راديو صوت أميركا - VOA" بنسخته التركية، أن عشرات الرضّع السوريين يموتون كل شهر في ولاية غازي عنتاب، وذلك بحسب البيانات التي نشرتها مديرية المقابر في بلدية غازي عنتاب، جنوبي البلاد، مضيفاً أن 130 رضيعاً سوريا تراوح عمره بين الحديث الولادة والسنة، توفوا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.

وبحسب بيانات المعهد الإحصائي التركي "TÜİK" في غازي عنتاب، فقد لوحظ ارتفاع معدل وفيات الرضع في الولاية عام 2019 مقارنة بالعام السابق، وارتفع معدل وفيات الرضع من 15.4 لكل ألف في عام 2018 إلى 16.2 لكل ألف في عام 2019. بينما توفي 681 طفلاً تحت سن 12 شهراً في عام 2019.

وأشارت البيانات إلى أنّ 8.3 في المئة من الوفيات حدثت عند الأطفال الرضع (دون الـ 12 شهراً). في حين بلغ عدد وفيات الرضع 16.2 لكل ألف مولود في غازي عنتاب، وبذلك تكون الولاية صاحبة أعلى معدل وفيات بين الأطفال بين جميع الولايات. كما لوحظ أنه منذ كانون الثاني 2020، لم تنخفض وفيات الرضع في غازي عنتاب، بل ازدادت، وأكثر من نصف وفيات الأطفال سوريون.

معدل وفيات الرضع في غازي عنتاب مرتفع للغاية

بدورها، قالت "عائشة جول تارلا" رئيسة الغرفة الطبية في (غازي عنتاب-كلس): إنّ "معدل وفيات الرضع من المعدل العام في غازي عنتاب بالنسبة لباقي ولايات تركيا مرتفع للغاية، مضيفة أنه "بالتدقيق في عدد وفيات الأطفال السوريين اللاجئين ضمن هذه النسبة، أدركنا أن هذه النسب لم يتم تضمينها في الإحصائيات".

ونبّهت "تارلا" إلى ضرورة إيلاء أهمية للخدمات الوقائية بما يتعلق بالوفيات من الأمهات والوفيات من الرضع، مضيفةً أنّ التنمية الصحية لأي بلد تحددها معدلات وفيات الأمهات والأطفال. وقالت: "إذا كنا لا نزال غير قادرين على مناقشة سبب وكيفية وفاة هؤلاء الأطفال، فهذا يعني أننا لا نقدم خدمة جيدة".

ما سبب ارتفاع نسبة الوفيات بين الرضّع السوريين في غازي عنتاب؟

أسباب الوفيات عند الرضّع

وأشارت في حديثها مع موقع "VOA" إلى أنّ من بين أسباب وفيات الرضّع، حالات الزواج المبكر، أو الحمل بشكل متكرر عند الأمهات، أو عدم وجود رعاية قبل الولادة وبعدها. وأردفت أنه "من الضروري التحقق مما إذا كانت الولادات تحدث في المستشفيات، أم أنها تحدث في المنازل بحيث لا تدرج في السجلات".

وتساءلت عن مدى وصول عائلات اللاجئين إلى وسائل منع الحمل، وكيف يقومون بمراقبة الحمل، وأضافت: "نرى أنه لا يوجد بحث أو بيانات حول كل هذه القضايا، لا يكفي مجرد إنشاء مستشفيات لخفض معدل وفيات الرضع، إنه عمل جماعي. إنها سياسة صحية جنباً إلى جنب مع الطب الوقائي والعلاج الوقائي، يجب التخطيط للحلول على المدى الطويل"، وقالت: "يجب تسجيل أطفال اللاجئين السوريين عند ولادتهم، وعند حدوث وفيات، من الضروري التحقيق وتحديد سبب وفاتهم و  ألا تبقى الوفاة مسجلة كرقم".

نسبة الوفيات عند الرضّع السوريين غير مشمولة بالاحصائيات

وفي هذا السياق، أكد محمود توغرول رئيس إدارة TBMM، أنه "عندما كانت نسبة وفيات الرضّع في عموم الولايات التركية 9.1 في المئة في عام 2019، بلغت نسبة الوفيات 16.2 في المئة في ولاية غازي عنتاب لوحدها، ولم تكن أعداد الوفيات بين الرضّع السوريين تدخل في هذه النسبة، مضيفاً أنّ عدداً كبيراً من اللاجئين غير مسجلين في مراكز صحة الأسرة. مشيراً إلى أنه "لا توجد لجنة دراسة محددة داخل إدارة الكوارث والطوارئ أو مديريات الصحة للتحقيق في حالات مثل الزواج المبكر، والحمل غير المرغوب فيه، إضافة إلى عدم كفاية المتابعة الصحية للأفراد غير المسجلين، ومتابعة الأمهات قبل وأثناء وبعد الحمل".

اللغة هي العائق في التواصل مع المراكز الطبية

وأشار توغرول إلى أن حاجز اللغة هو أحد مشكلات اللاجئين، قائلاً: "لقد بدأنا في تلقي الأخبار عن وفيات الرضّع السوريين اللاجئين في الآونة الأخيرة، السجلات المتعلقة بهذا الموضوع ليست جيدة، عندما ننظر إلى المعلومات التي تم الحصول عليها من قوائم الدفن، نرى أن أكثر من 100 رضيع سوري توفوا في الشهرين الأولين من عام 2021، هذه الأرقام تقلقنا جميعا".

وأضاف توغرول أنّ النساء السوريات يترددن قبل الذهاب إلى مراكز صحة الأسرة بسبب ضعف اللغة، لافتاً إلى أنّ هذا يخلق مشكلات خطيرة فيما يتعلق بصحة الأم والطفل.