icon
التغطية الحية

ما خطة مخابرات النظام السوري لإنهاء حراك محافظة السويداء؟

2023.09.06 | 04:44 دمشق

مظاهرات السويداء (شبكة السويداء 24)
مظاهرات السويداء (شبكة السويداء 24)
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • الحراك الشعبي في محافظة السويداء يشكل تحدياً للنظام السوري بتركيزه على مطلب رحيل بشار الأسد.

  • النظام السوري وضع خطة استخبارية لإنهاء الحراك في السويداء من خلال إحداث انقسامات داخل المحافظة.

  • رئيس المخابرات العامة حسام لوقا يعمل على التواصل مع مرجعيات دينية درزية لتلطيف الغضب الشعبي وتلبية بعض مطالب أهالي السويداء.

  • النظام يتحدث عن توجيه المساعدات الأممية إلى المحافظة لتهدئة التوترات.

  • النظام يخطط لتوسيع دور الفصائل المحلية في ضبط الأمن وتجنب الصدام مع المحتجين.

  • النظام يروج لفكرة تدخل استخبارات إسرائيلية وأميركية في الاحتجاجات.


يشكل الحراك الشعبي في محافظة السويداء معضلة حقيقية للنظام السوري، حيث اتصف هذه المرة بالتركيز على مطلب رحيل بشار الأسد، مع توسع القاعدة الشعبية التي تتبنى هذا الخطاب، واستمراره لعدة أسابيع متتالية عكس المرات السابق الذي اقتصر فيه الحراك على بعض الوقفات الاحتجاجية أو المظاهرات المحدودة.

وعلم موقع تلفزيون سوريا من مصادر أمنية خاصة، أن النظام السوري وضع خطة استخبارية تستهدف إنهاء الحراك في محافظة السويداء عن طريق إحداث انقسامات في صفوف مختلف شرائح المحافظة.

وبحسب المصدر، فإن النظام السوري أوكل مهمة العمل على إنهاء الاحتجاجات إلى رئيس المخابرات العامة اللواء حسام لوقا، الذي بدوره يعول على دور مرجعيات دينية درزية من لبنان وسوريا، وعلى رأسهم شيخ العقل اللبناني نصر الدين الغريب، وشيخ العقل السوري يوسف جربوع المعروف بقربه من النظام السوري.

تخفيف حدة الغضب في شارع السويداء أملاً بتقليص الاحتجاجات

أفاد مصدر أمني لموقع تلفزيون سوريا، أن رئيس المخابرات العامة حسام لوقا وخلال استضافته شيخ العقل يوسف جربوع، والمرجعية الدرزية اللبناني نصر الدين الغريب، أبدى استعداد النظام السوري للموافقة على مطالب شريحة من أهالي المحافظة، تتعلق بإتاحة المجال للخدمة الإلزامية لأبناء السويداء في منطقتهم، وتسهيلات أخرى تتعلق بدفع البدلات المالية.

أيضاً، أبلغ لوقا وفد المشايخ المنحدرين من السويداء بزعامة جربوع، أن النظام السوري يتجه لتوجيه جزء مهم من المساعدات الأممية التي يحصل عليها باتجاه محافظة السويداء، بهدف تحسين الخدمات وخاصة قطاع مياه الشرب والمراكز الطبية.

ورجح المصدر أن النظام يسعى من خلال هذا الطرح إلى تخفيف توتر الشريحة الشعبية الغاضبة من سوء الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية، وقطع الطريق على النخب السياسية التي تسعى لتوظيف الاحتجاجات وتحميلها مطالب سياسية.

العمل على إحداث صدام داخلي 

أكدت المصادر أن مبادرة النظام السوري التي طرحها على المرجعيات الدينية، تتضمن الموافقة على توسيع دور الفصائل المحلية وخاصة حركة رجال الكرامة في عملية ضبط الأمن، عن طريق إقامة نقاط تفتيش، ويعتقد أن هذه الخطوة من شأنها الحد من عمليات الخطف والانتهاكات.

وعلى مدار الأسابيع الماضية تجنب النظام السوري الصدام الأمني مع المحتجين في محافظة السويداء، باستثناء حالة إطلاق نار في الهواء خلال مظاهرة خرجت بمدينة شهبا، وتعتقد المصادر الأمنية التي تحدثت لموقع تلفزيون سوريا عن خطة النظام، أن الأخير يريد توظيف الفصائل المحلية أمنياً لتتولى عملية ضبط الشارع من دون تدخل منه.

استراتيجية إحداث صدامات داخلية بين مكونات السويداء ليست جديدة على استخبارات النظام، حيث اعتمد خلال السنوات الماضية على مجموعات محلية في تنفيذ مهام أمنية، مثل مجموعة راجي فلحوط، التي نفذت عمليات خطف وترويج للمخدرات، بالإضافة إلى مجموعة الدفاع الوطني التي أسسها رجل الأعمال المنحدر من محافظة السويداء رشيد السلوم.

وعلى الرغم من اختلاف الموقف الجذري بين حركة رجال الكرامة والمجموعات التي اعتمد عليه النظام السوري سابقاً، فيبدو أن النظام يتخوف من تنامي دور مجموعات متشددة تجاهه مثل قوات شيخ الكرامة بقيادة آل بلعوس، وتجمع أحرار العرب، بالتالي سيستفيد من توسيع دور الفصائل المعتدلة في الموقف من النظام.

وبحسب ما أكدته المصادر، فإن النظام السوري يروج بشكل كبير خلال اللقاءات مع المؤثرين المنحدرين من محافظة السويداء لفكرة مفادها بأن الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية تريد الاستفادة من المظاهرات لاستكمال مشروع تقسيم سوريا على غرار ما يحصل في شمال شرقي البلاد، في خطوة هدفها وضع سكان المحافظة بين خيارين، إما القبول بالمبادرات التي يطرحها أو تخويفهم من مخططات التقسيم.