icon
التغطية الحية

ما الذي سيحدث لمجموعة فاغنر بعد مقتل بريغوجين؟

2023.08.25 | 18:17 دمشق

آخر تحديث: 25.08.2023 | 18:17 دمشق

أحد مقاتلي فاغنر وهو يعزي بييفغيني بريغوجين من أمام مكتب فاغنر في نوفوسيبيرسك- التاريخ: 24 آب 2023
أحد مقاتلي فاغنر وهو يعزي بييفغيني بريغوجين من أمام مكتب فاغنر في نوفوسيبيرسك- التاريخ: 24 آب 2023
Bloomberg- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يشكك كثيرون بمصير مجموعة فاغنر للمرتزقة التي دعمت عمليات فلاديمير بوتين العسكرية القذرة الممتدة من أوكرانيا حتى أفريقيا، وذلك بعدما أعلنت السلطات الروسية عن مقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين الذي كان على متن الطائرة الخاصة التي تحطمت يوم الأربعاء الماضي.

وقعت حادثة تحطم الطائرة فوق الأراضي الروسية بعد شهرين بالضبط من قيادة بريغوجين لمقاتليه في تمرد أُجهض وقتئذ لكنه مثّل تهديداً كبيراً لبوتين وحكمه الذي امتد قرابة ربع قرن من الزمان.

ما هي فاغنر؟

مجموعة أسسها بريغوجين في عام 2014، وهي شركة عسكرية خاصة توفر الدعم لأهداف الكرملين في أرض المعركة في كل من أوكرانيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث اتهمت بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وفي أوج مجدها، بلغ عدد المجندين من مرتزقتها نحو 50 ألفاً، معظمهم سجناء سابقون جندوا من السجون مباشرة، ثم نقلوا للقتال في أوكرانيا.

ولذلك صنفت الولايات المتحدة هذه المجموعة على أنها تنظيم إجرامي عابر للدول في مطلع هذا العام، وفرضت كل من أستراليا وكندا واليابان والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على فاغنر.

يتسم الوضع القانوني لفاغنر بالغموض، وذلك لأن موضوع المرتزقة يخالف القانون الروسي عملياً، وهذه المجموعة تعمل بصورة مستقلة عن القوات المسلحة الرسمية لروسيا، كما أنها رفضت مؤخراً مطالب موسكو الساعية لدفع مقاتلي فاغنر لتوقيع عقود رسمية مع الجيش الروسي، فكان ذلك السبب الرئيسي للتمرد الذي انصب على قادة الجيش لا على بوتين نفسه.

ارتبط اسم فاغنر بمشاريع نفطية ومشاريع الذهب وغيرها من المشاريع المربحة في بعض الدول التي تعمل فيها المجموعة خارج روسيا.

ما الذي حل بفاغنر منذ أن انتهى التمرد؟

إن مقاتلي فاغنر الذين لم يفصلهم عن الكرملين سوى 200 كلم وقتلوا ما لا يقل عن 13 طياراً روسياً خلال زحفهم إلى موسكو، استطاعوا أن يحموا أنفسهم من العقاب بعد توقيع اتفاقية فرضت عليهم أن يعودوا القهقرى، ثم انتقل بعضهم -وبينهم بريغوجين- إلى بيلاروسيا، التي ساعد رئيسها في التوسط لعقد الاتفاق الذي أنهى التمرد، لكن لم يتضح عدد المرتزقة من فاغنر الذين قبلوا بالانضمام لقوات وزارة الدفاع الروسية.

بيد أن بريغوجين ظهر فجأة في موسكو بعد أيام على العصيان الفاشل، وحضر مفاوضات مع بوتين في الكرملين، فصدم المراقبين الذين توقعوا نفي مؤسس هذه المجموعة. وفي إهانة واضحة أخرى لسلطة بوتين، ظهرت صورة لبريغوجين وهو يختلط برؤساء وقادة أفارقة في القمة الروسية الأفريقية التي عقدت خلال الشهر الفائت في سان بطرسبرغ.

سمح لمجموعة فاغنر أيضاً بالاحتفاظ بمعظم عملياتها الموسعة والمربحة في أفريقيا، حيث لعبت دوراً مهماً في مد نفوذ الكرملين بميزانية محدودة، وقدمت في بعض الأحيان خدمات عسكرية مقابل وصولها إلى موارد المعادن.

ما الذي سيحدث لمجموعة فاغنر اليوم؟

من غير الواضح ما الذي سيحل بهذه المجموعة لأن أهم عساكر بريغوجين كانوا على متن الطائرة معه، وهذا ما سيخلف فراغاً هائلاً في المراكز القيادية العليا لهذا التنظيم، إذ من بين من قتلوا مع بريغوجين ديميتري أوتكين، وهو ضابط سابق لدى الاستخبارات العسكرية، وأهم شخصية في فاغنر منذ تأسيسها في عام 2014 يوم أيد هذا الرجل العصيان الذي دعمته روسيا في شرقي أوكرانيا، والذي تحول إلى أساس للنزاع الحالي. وبحسب ما أعلنته السلطات الروسية، فإن فاليري تشيركاسكوف الذي كان يدير العمليات التجارية الممتدة لفاغنر في الشرق الأوسط وأفريقيا، كان على متن الطائرة هو أيضاً.

ثمة مؤشرات تفيد بأن مجموعات روسية أخرى أو مؤسسات حكومية تابعة للدولة الروسية يمكن أن تستولي على الإمبراطورية التجارية لفاغنر، إلا أن ذلك غير مؤكد.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للغزو الروسي لأوكرانيا؟

من المرجح إخفاء أي أثر لذلك على النزاع لأن فاغنر خسرت وسحبت معظم قواتها من أوكرانيا قبل التمرد بعد أشهر من القتال الدموي في محيط مدينة باخموت الأوكرانية، إذ صرح مسؤولون أوكرانيون بأنه بقي فقط نحو ألفين إلى ثلاثة آلاف من مقاتلي فاغنر في أوكرانيا، بعدما وصل عددهم تقريباً إلى خمسين ألفاً، كما لم يتضح بعد ما إذا كان الجيش الروسي النظامي سيستقبلهم بين صفوفه أم لا.

أين تعمل قوات فاغنر أيضاً؟

لدى المجموعة قوات في سوريا وليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وعلى ما يبدو سيبقى هؤلاء في أماكنهم خلال الوقت الراهن، وقد ظهرت مؤشرات تفيد بأن الكرملين حاول السيطرة على تلك القطعات، لكن كل تلك الأخبار بقيت بلا تأكيد.

غير أن الاستقلال الاسمي لمجموعة فاغنر منح الحكومة الروسية في الكرملين ورقة توت لتنكر من خلالها ارتباط فاغنر بها، وقد استفادت من تلك الورقة كثيراً على الصعيد الدبلوماسي.

المصدر: Bloomberg