لم لا.. "نبل والزهراء" على قائمة الأهداف التركية في العملية المرتقبة

2022.06.09 | 16:05 دمشق

breaking_siege_of_nubl_and_al-zahraa_2.jpg
+A
حجم الخط
-A

تُفتح الأبواب على مصراعيها أمام الخيارات المطروحة على طاولة العملية التركية المرتقبة، فيركز كثيرون على الشريط الحدودي مع تركيا بمدنه وقراه التي تدخل ضمن نطاق 30 كم التي يطالب الرئيس التركي الواعدين بها بالدخول في مرحلة التنفيذ بعد أن باتت حاجة ملحّة من جهة، أو كردّ على عدم تنفيذ التعهدات التي منعت أنقرة من النشاط العسكري الفعال عام 2019.

يغمز بعض المتابعين، ومنهم من المعارضة السورية المسلحة، إلى هدف قديم جدا في شمالي حلب، كان موضوعا على ضمن أولويات أي عمل عسكري للمعارضة سواء أكان وحدها أم ضمن تحالفها مع الجيش التركي، لكن هذا الهدف بقي مؤجلا، تحت مسميات عدة من أبرزها عدم قبول موسكو بها أولاً وعدم الرغبة في استفزاز إيران وميليشياتها في تلك المنطقة ثانياً، والأهم الحفاظ على التفاهمات في حدودها الدنيا مع شركاء أستانا، إضافة إلى تجذير الوجود التركي العسكري شمالا.

انهارت فيما يبدو كل المُؤجّلات، مع تطورات درامتيكية حملتها العملية التركية "المخلب القفل" في شمالي العراق، والتي بدت فيها تركيا تتعامل مع ندّ لديه تخطيط وتنسيق عالٍ مع حلفاء موالين لإيران في العراق، وفق تأكيد المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية الذي أشار إلى "تكثيف الميليشيات الموالية لإيران من وتيرة هجماتها على القوات التركية في العراق وسوريا"، التقرير الذي قد يكشف عن أسباب ما حدث في 13 من شهر أيار الفائت مع استهداف باص لميليشيات موالية لإيران في نبل والزهراء شمال حلب المعروفة بأنها نواة حزب الله النسخة السورية.

يغمز بعض المتابعين، ومنهم من المعارضة السورية المسلحة، إلى هدف قديم جدا في شمالي حلب، كان موضوعا على ضمن أولويات أي عمل عسكري للمعارضة سواء أكان وحدها أم ضمن تحالفها مع الجيش التركي

مقتل عناصر حزب الله السوري، بصاروخ قالت الجبهة الوطنية للتحرير (وهي تجمع يمثل الجيش الوطني في أرياف إدلب وحماة وحلب) إنه ردٌ على فيديو مجزرة التضامن الذي نشرته صحيفة الغاردين، لكن تبعا لتقرير البنتاغون يبدو أن الجبهة الوطنية كانت صاحبة الإعلان ولكن لأنقرة دور فيه، ولا شك أن الاستهداف سخّن الأجواء في تلك المنطقة، فتعهد زعيم ميليشيا حزب الله اللبنانية حسن نصر الله بالرد، مع نشاط ميليشياوي واسع على الأرض من إرسال مزيد من العناصر والعتاد من المدفعية والأسلحة الثقيلة إلى نبل والزهراء وكامل خطوط الاشتباك غربي حلب  إضافة إلى تل رفعت وما حولها، حلّت مكان  قوات النظام (الفرقة 25) المعروفة بانتمائها لروسيا التي اتجهت نحو الشرق تحت مسمى قتال تنظيم الدولة، من دون أي ممهدات أو نشاط مريب للتنظيم شرقي حلب وغربي الرقة، مما يدعم نظرية أن اتخاذ قرار قتال التنظيم تم على عجل أو على الأقل خارج نطاق خطة استراتيجية بعيدة المدى.

لا تنكر بعض الفصائل المنصهرة ضمن الجيش الوطني، الحديث عن معركة نحو نبل والزهراء، تضيف بعض المصادر بالقول إنه وعد قديم ومحسوم، لكن لا يعرف متى وكيف سينفذ، لكن في الوقت عينه المؤشرات على الأرض لا تشي بتحرك في الوقت المنظور نحو نبل والزهراء.

الرباط الهش الذي يجمع إيران وتركيا في كل من سوريا والعراق، شهد انتكاسات كثيرة خصوصا على صعيد الميدان، والذي ظهرت أكبر ملامحه إبان محاولة الحرس الثوري الإيراني الوصول إلى نبل والزهراء عام 2015

والرباط الهش الذي يجمع إيران وتركيا في كل من سوريا والعراق، شهد انتكاسات كثيرة خصوصا على صعيد الميدان، والذي ظهرت أكبر ملامحه إبان محاولة الحرس الثوري الإيراني الوصول إلى نبل والزهراء عام 2015، إذ خسر العشرات من عناصره إلى جانب قوات الجيش الإيراني النظامي (كتيبة القبعات الخضراء) فيما يُعرف إعلاميا بمقتلة خان طومان، وبدا الأمر جليا ولا تخطئه عين مع عرقلة إيران تنفيذ التفاهم الروسي التركي القاضي بتهجير أهالي الأحياء الشرقية من مدينة حلب عام 2016، ومن ثم دعم الميليشيات في نبل والزهراء لقوات سوريا الديمقراطية خلال عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين.

الفاتورة بين أنقرة وطهران في العراق وسوريا، تكبر أكثر فأكثر، ولا يبدو أن هناك من يلعب دور المهدئ مع عدم الاكتراث الروسي الرسمي حول كل ما يجري في سوريا، في حين لا يظهر على الأرض كثير من التفاصيل التي تؤكد أو تنفي فرضية نبل والزهراء، لكن رُصدت تحركات عسكرية كبيرة لقوات النظام ذات التابعية الإيرانية لتل رفعت ومطار منغ، عبر نبل والزهراء، في المقابل انتقلت فصائل المعارضة من حالة التحضير شبه الاعتيادي، إلى رفع الجاهزية والمناورات التي تسبق معركة قد لا تأتي.