icon
التغطية الحية

"لمحات من التاريخ الحديث للجزيرة السورية" كتاب آخر لمهند الكاطع عن الشرق السوري

2021.06.19 | 12:20 دمشق

mhnd_alkat-_tlfzywn_swrya1.png
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

بعد أقل من عام على صدور كتابه الأول الذي حمل عنوان "أكراد سورية: التاريخ- الديمغرافيا- السياسة"، يُطلق الكاتب والباحث السوري "مهند الكاطع" كتابه الثاني: "لمحات من التاريخ الحديث للجزيرة السورية" الذي صدر أخيراً عن دار "قناديل" للنشر، مطبعة بيروت.

يتناول الكتاب الذي يقع في 513 صفحة من القطع الكبير، منطقة الجزيرة الفراتيّة من سوريا، فيسلط الضوء على تاريخ هذه البقعة الجغرافيّة، والاستيطان الحضري المبكّر فيها.

كما يستعرض مهند الكاطع التبدلات السكانيّة التي طرأت على المنطقة منذ العهد العثماني، ويركز على السياسات الفرنسية الاثنيّة وتأثيراتها على ديمغرافيا المنطقة والتبدلات السياسية والسكانية التي أحدثتها. ويعالج الكتاب قضايا الحدود واللاجئين التي برزت في الحقبة الفرنسية، ويسلّط الضوء على مراحل التطور العمراني ونشوء البلدات والمدن الحدودية في الجزيرة العليا في سوريا.

اقتصادياً، يتناول الكتاب قضايا الأرض والملكيات الزراعية وتطوراتها قبل وبعد عهد الاستقلال السوري، ويستعرض في الجانب الاجتماعي صورة بانوراميّة تجسّد واقع التركيبة العشائريّة في الجزء الشمالي الشرقي من حوض الفرات (الفرات الأوسط).

أهم ما ورد في فصول الكتاب

القضايا السالفة جميعها توزّعت على ثلاثة أبواب مقسّمة إلى أحد عشر فصلاً.

الباب الأول من الكتاب، جعله الكاتب تمهيداً تاريخياً للمنطقة حمل عنوان "مقدّمة تأريخية"، وتناول فيه تأريخ سوريا وسكانها وجغرافيتها الطبيعية، ثم تفرّد بالحديث عن إقليم الجزيرة الفراتية وبداية الاستيطان الحضري فيها، وأهم التحولات والتبدلات الإدارية والسكانية والاقتصادية خلال الحقبة العثمانية، مستعرضاً مشاهدات الرحالة وتوصيفات المستشرقين الذين ذكروا الجزيرة الفراتية عبر مؤلفاتهم.

بحث الباب في مسائل الحدود والتسميات التاريخية وقضايا التشكّل التأريخي للجزيرة، الشعوب التي استوطنتها في حقب متعددة، مع تسليط الضوء على الواقع السكاني للجزيرة في العهدين المسيحي والإسلامي وصولاً إلى الحقبة العثمانية وما تخلله من تقسيمات إدارية وقضايا تتعلق بالملكية الزراعية

الجزيرة الفراتية خلال الانتداب الفرنسي

وانتقل المؤلف في الباب الثاني إلى تناول أحداث ووقائع الجزيرة السورية منذ ما قبل الانتداب الفرنسي -الحرب العالمية الأولى وما بعدها- وصولاً إلى الاستقلال 1946. ويعد هذا الباب الأكثر أهمية وغزارة مقارنة بالبابين الآخرين، إذ سلّط الضوء على المجتمع القبلي في الجزيرة والصراع ضد الفرنسيين، وقضايا الهجرات الحدودية واللاجئين والأرض وإشكالاتها.

كما تناول الكاتب الحديث في هذا الباب عن العلاقات التركية - الفرنسية، وكذلك عن التحالفات السياسية في الجزيرة والانقسامات والتكتلات (التكتل الكردي - المسيحي)، والمحاولات الانفصالية، وعن حوادث الجزيرة (1932- 1939).

وحول هذا الباب، يقول الباحث في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا: "ركزت في هذا الباب على سياسات الانتداب الفرنسي الاثنية والعشائرية، وتناولت الوضع السياسي في دير الزور بوصفها أقدم وأهم مركز إداري في المنطقة آنذاك. بالإضافة إلى السياسات الفرنسية في توطين اللاجئين".

ويضيف: "ناقشت أيضاً المعاهدة السورية - الفرنسية وانعكاساتها على الواقع السوري عموماً والجزيرة بشكل خاص، وما تخلل تلك الحقبة من حوادث وصراعات كان للأجهزة الفرنسية الاستخباراتية دور كبير في إشعالها".

ما بعد "الاستقلال"

خُصص الباب الثالث الذي غطّى مرحلة ما بعد الاستقلال، للحديث عن ظهور ما يسمّى "المزارعين المدنيين" وعن الصراع على الأرض في الجزيرة وسياسات الإصلاح الزراعي، والدور السياسي للعشائر العربية والكردية في الجزيرة السورية.

ويقول الكاطع: "تحدثت هنا عن مسألة طبقة الملاكين الجدد (شيوخ العشائر)، وسنرى كيف كان لتحوّل الأرض من المجال الرعوي إلى الزراعي دور في إشعال الصراعات بين القبائل للاستحواذ على الأرض".

ويختم بالقول: "يمكن للقارئ لحْظ كمية الموضوعات الكثيرة التي حاول الكتاب الإحاطة بها، وقد يكون ذلك مملاً، لكني رأيت أنه لا غنى عن ذلك لتوفير صورة متكاملة لتأريخ المنطقة".

ذُيّل الكتاب بملحق هام للصور والخرائط ونُسخ وثائق إدارية وحكومية، غطّت المراحل التي جاء على ذكرها الكتاب.

 سيرة..

مهند الكاطع، كاتب وباحث في التاريخ الاجتماعي والسياسي السوري، ومهتمّ بدراسة المكوّن الكردي وحراكه السياسيّ. من مواليد مدينة القامشلي 1982، وحاصل على ماجستير في الهندسة الكيميائية.

له مؤلّفان: "أكراد سورية.. التاريخ- الديموغرافية- السياسة" 2020. و"لمحات من التاريخ الحديث للجزيرة السورية" 2021.