icon
التغطية الحية

مؤلف "أكراد سورية": ثمّة مغالطات تتعارض مع المشروع الوطني الجامع

2020.11.19 | 15:04 دمشق

kat.jpg
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"أكراد سورية"، كتابٌ جديد للباحث السوري "مهند الكاطع" يتناول فيه دراسة المكون الكردي السوري، تاريخياً وديموغرافياً وسياسياً، ضمن الواقع العام لمنطقة الجزيرة السورية.

مضمون الكتاب وخطابه جاء عصريّاً ومختلفاً، ليس من ناحية ندرة الدراسات والمصادر التي تتناول المسألة الكردية المستجدة في سورية فحسب، بل لمحاولة المؤلف إجراء مقاربة تحليلية ونقدية لهذا الخطاب، والمفاهيم والمصطلحات المتفرعّة منه، الحديثة النشأة، ضمن الجغرافية السياسية السورية.

اقرأ أيضاً: مسألة أكراد سوريا الواقع ـ التاريخ ـ الأسطرة

 

84f35fb6-d46c-4550-8453-3ddba49c9fa6.jpg

 

تحديد مغالطاتٍ وتصويبها

خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أوضح المؤلّف مهند الكاطع أن كتابه هو محاولة لتقديم صورة واضحة عن "مغالطات" بحسب وصفه، "يحملها الخطاب الإيديولوجي القومي الكردي في سوريا، وانعكاسات ذلك على المشروع الوطني الجامع في سوريا".

كما ويسلط الكاطع الضوء على "التحديات والمخاطر التي تواجه أكراد سوريا في محاولاتهم لاستنساخ ذات الخطاب والمفاهيم والمصطلحات لأكراد الجوار، في ظل خصوصية ظروفهم التاريخية وواقعهم الديموغرافي والسياسي".

ويحاول الوقوف على أبرز المراحل التي مرت بها الحركة الكردية في سوريا، وأطوار خطابها القومي، وبشكل خاص منذ بدء الثورة السورية، ويحاول تحليل تلك "المغالطات" التي أشار إليها، ومناقشتها بشكل علمي، معتمداً على الوثائق والمصادر الأولية من مصادر الأرشيف الفرنسي، والبريطاني، والتركي.

ويضيف الكاطع أنه اعتمد أيضاً على المصادر الكردية و"أدبيّات الأحزاب الكردية الرسمية ذاتها، وكذلك مواقفها والرؤى السياسية التي تبنتها تلك القوى الكردية المتعددة في سوريا، كما اعتمدنا على جملة من المصادر الأجنبية المتخصصة وكذلك العربية في مواضع معينة، فضلا عن مصادر المكتبات الرقمية العالمية، والدوريات والصحف والمجلات العلمية، والبيانات التحليلية الإحصائية الميدانية".

ويلفت إلى أن القارئ سيلحظ تكثيفاً في التوثيق أيضاً إلى جانب تنوع المراجع، و"لعل الذي دفعنا إلى هذا هو طبيعة الخطاب الكردي نفسه، والمغالطات الإيديولوجية التي يتم تبنيها". ويرى الكاطع أنها مبنية على "كذبة تساندها أجهزة إعلامية، ويتم الترويج لها بشكل مكثف في الوسط الكردي وخارجه أيضاً" بحسب تعبيره.

اقرأ أيضاً: تعقيدات الحوار الكُردي –الكُردي في سوريا

اقرأ أيضاً: إضاءات حول تفاهمات الأحزاب الكردية على مستقبل الجزيرة السورية

أبواب الكتاب ومضامينه

ضم الكتاب في طياته أربعة أبواب مسبوقة بمقدمة، ومشفوعة بمجموعة من الملاحق.

الباب الأول.. التاريخ والمنبع

الباب الأول جاء، بحسب المؤلّف: "مدخلًا تاريخيًا لا بدّ منه؛ ليبحث في الجذور التاريخية والجغرافية والإثنوغرافية للأكراد، كما يستعرض السرديات التاريخية فيما يتعلق بأصل الأكراد، والتداخلات الأنثروبولوجية بينهم وبين الشعوب الأخرى، ولاسيما العرب والفرس".

كما ويتناول مصطلح الأكراد ودلالاته في العصور الوسطى، وكذلك مواطن الأكراد، وظهور مصطلح "كردستان" لأول مرة، ويعرض نماذج من دلالات المصطلح في مراحل مختلفة، ووفق المفهوم القومي الكردي الحديث، وأخيراً يستعرض جانباً من إثنوغرافيا المجتمع الكردي، وحياته الاقتصادية والدينية، وكذلك لمحة عن اللغة/ اللغات الكردية.

الباب الثاني.. بين الحربين

 وجاء الباب الثاني للحديث عن نشأة الحركة القومية الكردية في العصر الحديث، في المدة المحصورة بين الحربين العالميتين، مروراً بالثورات الكردية التي انطلقت ضدّ السلطات التركية الحديثة، وانعكاساتها على المجال العربي، وحركة الهجرات الكردية، وكيفية انتعاش الحركة القومية الكردية في المجال العربي.

ويشير الكاطع إلى أن الباب يرصد أيضاً "إشارات التقارب الذي حدث بين الأكراد وبعض الأنظمة العربية، ومبرراته ونتائجه، كما يتناول الباب الإيديولوجيا الكردية المعاصرة، ومرتكزاتها، ومسألة (التكريد) في الخطاب السياسي الكردي، وبعد انطلاق الثورة السورية خاصة، وأبعاد ذلك على الساحة السورية".

ويتابع الكاطع: "وتناولت أهم المغالطات الإيديولوجية المطروحة في الخطاب القومي الكردي، وتحدثت بإسهاب عن مسألة التعريب المثارة في الخطاب القومي الكردي التي جرت محاولة أدلجتها في معظم الأحيان".

ويضيف: "ومن بين المغالطات التي تناولتها في هذا الباب، مسألة الطرح الفيدرالي في الواقع السوري، والمسوّغات الديموغرافية الكردية المطروحة في هذا الإطار".

واستعرض الباب أيضاً دراسة الجغرافيا البشرية لأكراد سوريا بشكل مفصّل، تُظهر التوزع الديموغرافي لأكراد سوريا، وتقديرات أعدادهم فيها، ونسبتهم بالنظر إلى مجمل السكان.

الباب الثالث.. ما بين الاستقلال و2018

 أما الباب الثالث فتم تخصيصه لعرض تطور الحركة الكردية في سورية، منذ الاستقلال 1946 وصولاً إلى 2018.

خلال هذه الفترة، يقول الكاطع: "نعرض صورة بانورامية شاملة عن الأحزاب الكردية ونشأتها، وانشقاقاتها، وبرامجها السياسية والتغييرات التي طرأت عليها، ومسألة الولاءات المتعددة للحركة الكردية، وانعكاسات ارتباطها بمرجعيات كردية غير سورية على خطابها، في سورية تحديداً".

الباب الرابع.. حزب العمال الكردستاني ونظام الأسد

 ويدرس الكاطع في الباب الرابع من كتابه، منظومة "حزب العمال الكردستاني/ PKK" ونشأته، وعلاقته بنظام الأسد في مراحل مختلفة، ومسألة استعمال ورقة العمال الكردستاني في الصراع السوري- التركي، وتمّ فيه عرض إيديولوجيا "عبد الله أوجلان"، والمفاهيم والمصطلحات الجديدة التي وضعها وسعى لتطبيقها، كمرحلة جديدة لـ "حزب العمال الكردستاني"، والمصطلحات ذات الصلة في ما أطلق عليها المؤلف "الإيديولوجية الأوجلانية".

كما يسلّط الضوء على نشأة الفرع السوري من "حزب العمال الكردستاني"، ومحاولاته تطبيق مفاهيمه في سوريا، والمشاريع السياسيّة التي طُرحت، كمسألة "الإدارة الذاتية"، وممارسة "الميليشيات المسلّحة" التابعة لحزب العمال على الأرض.

ويختم الكاطع: "ينتهي الباب الرابع/ الكتاب، بوضع تصوّر للمستقبل الكردي في سوريا، في ظل كل ما سبق، وبذكر التوصيات والحلول المقترحة فيما يتعلق بهذه المسألة".

عن المؤلِّف والمؤلَّف

الكتاب: "أكراد سورية.. التاريخ- الديموغرافية- السياسة"، عدد الصفحات 586، من إصدارات "دار قناديل"- بغداد- العراق، 2020.

المؤلّف "مهند الكاطع": باحث في التاريخ الاجتماعي والسياسي السوري، ومهتمّ بدراسة المكوّن الكردي وحراكه السياسيّ. من مواليد مدينة القامشلي 1982، وحاصل على ماجستير في الهندسة الكيميائية.