icon
التغطية الحية

لماذا لا ترد واشنطن على اعتراضات قوات النظام لدورياتها في الحسكة؟

2022.04.07 | 06:08 دمشق

hasaka-28012020_10.jpg
غازي عنتاب - عبد العزيز الخليفة
+A
حجم الخط
-A

زادت قوات النظام خلال شهر آذار/مارس الماضي من عمليات اعتراض الدوريات الأميركية، في منطقة شمال الحسكة، وبشكل خاص بريف منطقة القامشلي الجنوبي والمناطق المحاذية لمنطقة العمليات التركية "نبع السلام" بريف بلدة تل تمر، الأمر الذي تسبب بحدوث اشتباك بين دورية لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وحاجز النظام في قرية (الكوزلية) بريف رأس العين الجنوبي على خلفية اعتراض دورية أميركية من النظام، ما أدى إلى وقوع 4 قتلى من الطرفين، إلا أنها لم تتوسع إلى أي نقطة ثانية. 

يجري ذلك، بالتزامن مع زيادة في دخول قوافل الأسلحة الأميركية إلى مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة "قسد"، إضافة إلى إجراء تدريبات بالذخيرة الحيّة شمال دير الزور لقوات التحالف المتمركزة في حقل العمر النفطي.

يرى الصحفي سامر الأحمد، أنه وبعد دخول الروس إلى منطقة الجزيرة السورية في أعقاب عملية "نبع السلام" بموجب تفاهمات مع تركيا، بدأ النظام بمحاولة إثبات وجوده من خلال الاستقواء بالروس الذين بات يراهم هم من يحمون المنطقة، وبالتالي على الدوريات الأميركية عدم التجوال بحرية فيها.

ويوضح الأحمد في حديثه لـ "تلفزيون سوريا"، أن النظام يريد من خلال ذلك إثبات وجوده وسيطرته على جزء معيّن من منطقة شمال الحسكة، وهي بالتحديد مناطق انتشار قواته وميليشياته جنوب القامشلي والمناطق المحاذية لمنطقة "نبع السلام" في بلدتي أبو رأسين وتل تمر. 

وتوسعت قوات النظام في منطقة شمال الحسكة، عقب اتفاق ثنائي روسي تركي، على إبعاد "قسد" عن الحدود التركية مقابل توقف العملية التركية "نبع السلام" التي طردت خلالها "قسد" من منطقة ممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض شمال سوريا.

دوريات روتينية

وحول الدوريات الأميركية التي تجوب المنطقة بين حين وآخر، وعدم الرد الأميركي، يقول الصحفي سامر الأحمد، إن هدف هذه الدوريات المراقبة وتجول المنطقة من الشمال إلى الجنوب بشكل روتيني، موضحاً أن القوات الأميركية ليست بصدد الرد على اعتراضات قوات النظام؛ لأن الأمر خاضع لحاسبات دولية، وفيما عدا حادثتين منذ العام 2019 تحدث مثل هذه الاعتراضات ومرّ العشرات منها بسلام، بسبب الرغبة في عدم التصعيد بالمنطقة الحدودية التي تشهد تصعيداً بين الجيش التركي و "قسد" بسبب نشاط حزب العمال الكردستاني فيها.

بدوره يقول الباحث أنس الشواخ، لـ "تلفزيون سوريا"، إن استجابة القوات الأميركية لاعتراضات النظام، يقع ضمن إطار الاستجابة الاعتيادية ما لم تشكل تهديداً على أمن الدوريات.

وبحسب الشواخ، ليس من أولويات واشنطن الرد عسكرياً على النظام، مشيراً إلى أن الاعتراضات ليست جديدة رغم أنها ازدادت الشهر الماضي، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن من يقوم بهذه الاعتراضات حواجز تابعة بشكل أساسي لميليشيا الدفاع الوطني، المقربة من إيران.

"قسد" ليست معنية بالرد

وبالنسبة لموقف "قسد" يشير الصحفي سامر الأحمد إلى أن الأخيرة لا يمكن أخذ موقفها على محمل الجد، حتى لو اعترض أو اشتبك بعض عناصرها مع حاجز للنظام بشكل فردي؛ لأن طريقة رد "قسد" خاضعة لما تريده أميركا منها ولا تستطيع لعب دور غير مطلوب منها تؤديه بالنهاية. 

 في حين يقلل الباحث أنس الشواخ في حديثه لـ "تلفزيون سوريا"، من أهمية حادثة الاشتباك التي جرت بداية الشهر الماضي بين دورية من "قسد" وحاجز لقوات النظام بقرية (الكوزلية) بريف تل تمر، ووصفها بالحالة الفردية وغير المدبرة وليست جزءاً من خطة استراتيجية لـ "قسد" لمواجهة اعتراضات قوات النظام.

ويقول الشواخ "قسد" ليست قادرة وليست ملزمة بحماية مسار الدوريات الأميركية، ملمحاً إلى أنه قد تكون هناك مصلحة لـ "قسد" من هذه الحوادث الأمر الذي يعطيها دوراً أكبر كفاعل محلي يحافظ على التفاهمات الدولية بما يخص المنطقة.

تعزيزات واشنطن تستهدف التوسع الإيراني 

وعن التعزيزات الأميركية التي تصل إلى المنطقة بشكل دوري، من خلال قوافل عسكرية تعبر من العراق إلى القواعد العسكرية شمال شرقي سوريا، يقول الشواخ، إنها تتعلق بشكل أساسي بنشاط إيران في المنطقة وبشكل أساسي في محافظة الحسكة من خلال إرسال خبراء عسكريين، إضافة إلى ظهور نشاط لخلايا مرتبطة بميليشيات في المنطقة يتمثل بمهاجمة قواعد أميركية في المنطقة.

ويتفق الصحفي سامر الأحمد مع رأي الشواخ في تحديد الهدف من التعزيزات الأميركية، قائلا: إن منطقة شمال الحسكة أي بالتحديد المنطقة التي تعترض فيها حواجز النظام دوريات القوات الأميركية ليست مهمة بالنسبة لواشنطن، التي تفضل التركيز على منطقة جنوب الحسكة وشرق دير الزور، لثلاثة اعتبارات تتعلق بنشاط تنظيم "داعش" فيها، ومحاذاتها لمنطقة الوجود الإيراني والحدود السورية العراقية.

وتنتشر قوات تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في القسم الشرقي من منطقة نهر الفرات في المناطق الأغنى بالغاز والبترول، على امتداد ريفي الحسكة ودير الزور في قواعد عديدة، أهمها: "قاعدة تل بيدر وقاعدة رميلان وقاعدة المالكية في ريف الحسكة، وقاعدة قسرك الأميركية، شرقي بلدة تل تمر على طريق "إم 4"، وفي دير الزور في قاعدة حقل العمر النفطي في الريف الشرقي للمحافظة".