icon
التغطية الحية

لبناء برج تجاري.. هدم موقع أثري عمره آلاف السنين وسط السويداء |صور

2023.08.11 | 14:11 دمشق

"الشارع المحوري"
"الشارع المحوري" عمليات الهدم في الموقع الأثري في "الشارع المحوري" وسط السويداء - "ربيعة صخر"
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

بدأت أعمال الهدم في موقع أثري عمره آلاف السنين وسط مدينة السويداء، وذلك بعد بيع الأرض من قبل "مجلس المحافظة" التابع للنظام السوري لأحد "المستثمرين" لبناء برج تجاري، ما أثار مخاوف بشأن الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة.

ونشرت السيدة ربيعة صخر، الباحثة في علم الآثار والتاريخ، تدوينة على صفحتها في (فيس بوك)، أكدت فيها استمرار "التعديات الجسيمة" وما سمتها "جريمة الشارع المحوري التي قطعت النسيج التاريخي للمدينة".

وأضافت: "يهدم الآن تراث إنساني عمره آلاف السنين ليشاد مكانه أبراج إسمنتية حمقاء ولصالح قلة من الأفراد والجيوب المستفيدة، أدت إلى تشويه عمراني بصري للمكان التاريخي الغني بالأبنية الأثرية".

وهذه الآثار التي تضررت، منها ما هو أسفل "الشارع المحوري" وسط المدينة ومنها على جانبيه.

الموقع موثق في سجلات "الآثار والمتاحف"

ومخططات هذه الأثار محفوظة لدى "مديرية الآثار والمتاحف" في سجل المواقع الأثرية، بحسب صخر، معظمها يقع في الحي الجنوبي البيزنطي للمدينة بنسيجه المميز من المباني التاريخية والدينية المهمة كـ"الحج المسيحي والتجمع الكنسي"، وأسفل هذه الأوابد تقع مبانٍ تاريخية أقدم منها تعود لأزمنة تاريخية متعددة.

وتساءلت صخر: "إذا كان لابد من التغيير واستثمار هذه المباني ذات الطابع الفريد ما استراتيجيات التخطيط العمراني ودور الجهات المعنية بالحفاظ على هذا التراث؟ ألا نستطيع أن نرسم وجهاً جميلاً للمدينة يجمع بين التراث والحداثة بالاستفادة من الخامات الموجودة على أرض الواقع وإعادة توظيفها من جديد بيد الطاقات والخبرات الموجودة بإتقان وإبداع في العمل"؟

وتابعت: "كيف نقنع المجتمع المحلي وهذا الجيل المتحمس المندفع لتنظيف وتجميل بلده بأن الجهات المسؤولة عن حماية التراث العمراني حين تمنعه من حملات التنظيف تهدف إلى حماية الآثار وبالوقت نفسه تغض الأبصار عن التخريب والهدم والترحيل"؟

موقع أثري آخر بانتظار هدمه

وأكدت الباحثة في علم الآثار بيع موقع أثري آخر خلال الفترة الماضية، في المنطقة نفسها لأحد المستثمرين، حيث ستبدأ أعمال الهدم قريباً لبناء برج جديد.

نداء عاجل إلى اليونيسكو لحماية آثار سوريا

وأطلقت شخصيات سياسية ومؤسسات سورية، في 20 من تموز الماضي، "نداءً عاجلاً" لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، لحماية الآثار في منطقة دمشق القديمة بشكل خاص وسوريا بشكل عام من "ممارسات نظام الأسد الممنهجة الساعية إلى تدمير هوية البلاد التراثية"، مطالبين بفرض وصاية على هذا التراث، تمنع النظام من التصرّف فيه والتفريط به، أو تدميره لصالح حلفائه الإيرانيين.

وارتكب النظام السوري على مدار السنوات الماضية، مجازر حتى بحق المواقع الأثرية التي جرى إحراقها وبشكل مبرمج، خدمةً لأغراض عديدة، في مقدمتها تغيير هويّة دمشق التراثية، ومن بينها إخلاء المناطق الأثرية لصالح الفساد الإداري والمالي بغية إقامة مشاريع تحلّ محلّ الأبنية المزالة.