icon
التغطية الحية

شخصيات ومؤسسات سورية توجه "نداء عاجلاً" إلى اليونسكو لحماية دمشق القديمة

2023.07.20 | 18:52 دمشق

آخر تحديث: 21.07.2023 | 19:25 دمشق

النيران تلتهم عدد من المنازل القديمة والأثرية في حي ساروجة الدمشقي - 16 تموز 2023 (AFP)
النيران تلتهم عدد من المنازل القديمة والأثرية في حي ساروجة الدمشقي - 16 تموز 2023 (AFP)
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أطلقت شخصيات سياسية ومؤسسات سورية، اليوم الخميس، "نداء عاجلاً" لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، لحماية الآثار في منطقة دمشق القديمة من "ممارسات نظام الأسد الممنهجة الساعية إلى تدمير هوية البلاد التراثية".

جاء ذلك بحسب بيان مشترك لتلفزيون سوريا وعدد من المؤسسات السورية، بالإضافة إلى شخصيات سياسية بارزة من بينها رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، ووزير الثقافة السوري السابق رياض نعسان آغا، والسفير فاروق طه معاون وزير الخارجية السوري الأسبق، والمفكر برهان غليون، ورئيس المجلس الوطني السابق جورج صبرا.

وقال البيان إن مدينة دمشق القديمة تضم خزّاناً هائلاً من الكنوز الآثارية التي تعود إلى آلاف مضت من السنين، وحضارات عديدة تعاقبت على دمشق (العاصمة الأكثر قدماً في التاريخ والتي لا تزال مأهولة حتى يومنا هذا).

وتلك الآثار المعمارية مرتبطة بالثقافات التي عبرت وعاشت على أرض سوريا، من معابد الرومان الوثنية، وأبرزها معبد جوبتير، على أبواب الجامع الأموي الكبير، أول نموذج معماري للمسجد سارت على تصميمه جميع مساجد المسلمين في العالم، وصولاً إلى المواقع اليهودية والمسيحية والعربية الإسلامية والأيوبية والمملوكية والعثمانية التي حافظ عليها السوريون عامرة ومصونة، بما يعكس روح العيش المشترك التي عرفوا بها على مرّ التاريخ.

النظام الذي ارتكب مجازر بحق شعبه لن يتوانى عن تدمير الآثار

وشدد البيان على أن انهيار شرعية النظام الذي قتل شعبه وارتكب المجازر بحق المدنيين الأبرياء، واستخدم الأسلحة الكيماوية وغيرها من الأسلحة المحرّمة دولياً، لا يتوقف على شرعية حكم سياسية، وإنما يمتدّ لنزع أهليته لإدارة وحماية التراث الإنساني القيّم.

وارتكب النظام السوري على مدار السنوات الماضية، بحسب البيان، مجازر حتى بحق المواقع الأثرية التي جرى إحراقها وبشكل مبرمج، خدمةً لأغراض عديدة، في مقدمتها تغيير هويّة دمشق التراثية، ومن بينها إخلاء المناطق الأثرية لصالح الفساد الإداري والمالي بغية إقامة مشاريع تحلّ محلّ الأبنية المزالة.

وكان أحدث هذه الجرائم حرق قصر الأمير عبد الرحمن باشا اليوسف، أمير الحج السوري في العهد العثماني التركي، بسوق ساروجة، فجر الأحد الماضي، والذي خسرت الحضارة الإنسانية بسبب اندلاع النيران فيه، تحفة معمارية فريدة، إضافة إلى امتداد النيران إلى منزل رئيس الوزراء السابق خالد العظم الذي تم اعتماده كدار للوثائق والمخطوطات

مطالبات بفرض وصاية على آثار سوريا

وناشد البيان "اليونسكو" لتفعيل دورها المطلوب في حماية التراث الإنساني السوري، وفقاً للمبادئ التوجيهية لتنفيذ اتفاقية حماية التراث العالمي، واستخدام جميع الوسائل التي يتيحها القانون الدولي، لفرض وصاية على هذا التراث، تمنع النظام من التصرّف فيه والتفريط به، أو تدميره لصالح حلفائه الإيرانيين الذين يعملون بشكل واضح وفاضح على إحداث تغيير ديموغرافي واستبدال سكاني كبير ومحو لهويّة سوريا الحضارية وشعبها.

وبلغ عدد الحرائق المفتعلة من قبل عناصر النظام والميليشيات الإيرانية، خلال السنوات الثلاث الأخيرة وحدها، نحو خمسة حرائق في دمشق، وفي مناطق أثرية لها رمزية كبرى في البلاد وفي التراث العالمي وذلك بهدف التغيير الديموغرافي والتاريخي، بحسب البيان.

تشكيل "هيئة حماية التراث الدمشقي المستقلّة"

وكشف البيان عن تشكيل لجنة ستضم رجال دولة ومثقفين وعلماء سوريين ومنظمات مجتمع مدني في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي ومختلف أرجاء العالم، سيعلن عنها قريباً تحت اسم "هيئة حماية التراث الدمشقي المستقلّة".

وحث البيان "اليونسكو" على اتخاذ إجراءات عملية لحماية الكنوز التراثية في دمشق بشكل خاص وفي سوريا بشكل عام، واعتماد اللجنة التي انبثقت عن هذا التجمع، للوقوف ضد كل ما يهدّد استمرارها الحضاري، وضمان عدم تعريضها لمزيد من التدمير الوحشي المبرمج على يد نظام لم يعد يرى أي حدود يجب عليه التوقّف عندها، بعد أن استغلّ صمت العالم على جرائمه بحق الإنسان فبدأ بجرائم جديدة بحق العمران.