icon
التغطية الحية

لا يحتاج زيتاً أو وقوداً.. الحراثة بـ"الفدان" تنتشر في السويداء |فيديو

2024.03.31 | 16:30 دمشق

الحراثة بالفدان في السويداء ـ خاص
الحراثة بالفدان في السويداء ـ خاص
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

لم ينقطع العمل بـ «فدان الدواب» أقدم وسائل حراثة الأراضي الزراعية في ريف السويداء، حيث يعتبر كثير من الفلاحين أن الحراثة بالفدان أكثر بركة من الآلات الزراعية الحديثة.

ويعود اسم «الفدان» إلى زمن غابر، فمن المؤرخين من ينسبه للفراعنة ومنهم ماينسبه للآشوريين، وجاء اسمه من وحدة قياس تساوي متوسط المساحة التي يستطيع حراثتها زوج من الثيران خلال يوم، والتي قدرت في عهد الحاكم المصري المملوكي عبدالله باشا فكري بـ 333 قصبة مربعة مايعادل 4200 متر مربع.

وبقي العمل بزوج من الثيران أو البقر معمولاً به حتى أوائل القرن الماضي، والذي حافظ الأهالي على اسمه المتداول «فدان»، وفيما بعد بدأ التخلي عن البقر والثيران ليصبح قوام الفدان زوج من الحمير أو فرد من البغال (وهو نتاج تزاوج حمار وأنثى الحصان)، أو (كديش/ة) وهو فرس أو حصان مجهول النسب على عكس الخيول الأصيلة.

ميزات الحراثة بالفدان

ولايزال العموم في أرياف السويداء يفضلون الحراثة بالفدان باعتقاد منهم أن فلاحة الفدان أثرى للأرض وأنجع للزرع، حيث يجاهر كبار السن بعدائهم للآلات الزراعية الحديثة، التي يقولون إنها ترص الأرض وتكدسها وتنثر التربة نثرا وتنشفها، على عكس الفدان الخفيف الذي لايرص الأرض ويشقها أثلاماً ويحافظ على ماء التربة كما يعتقدون.

موقع تلفزيون سوريا أجرى لقاءاً مع "أبو حسن" أحد الفلاحين الذين يحرثون أرضهم بالفدان ويعملون بالأجرة عليه، حتى اليوم منذ زمن بعيد، وعدد أبو حسن حسنات الفدان الكثيرة فهو يقلب التربة ويشق الأرض ويحافظ على التربة بمائها ولا يرصها، على حد قوله.

وأضاف أبو حسن؛ أن الفدان إضافة إلى حسناته من حيث الحراثة، فإن له حسنة أخرى أنه على عكس الآلات الزراعية الحديثة، فهو ليس بحاجة للزيت ولا المازوت، والصيانة والدواليب، بل يكفي الدابة 2 كيلوغرام من الشعير وصفيحتين من التبن (مايعادل 4 كيلوغرام) طيلة اليوم، أي مايعادل 20 ألفا بحد أقصى.

وتعاني مناطق سيطرة النظام من نقص في المحروقات وارتفاع أسعارها، ولا سيما مازوت التدفئة وأسطوانات الغاز التي تشتد مع حلول فصل الشتاء من كل عام، إلا أنه في العام الحالي اشتدت الأزمة ولم يتخذ النظام أي إجراء سوى تخفيض مخصصات العائلات من مازوت التدفئة.

ما مساحة الإنتاج اليومية؟

وحول أجور الحراثة، يشير أبو حسن إلى أن أجور الحراثة بالفدان تتراوح بين 125 ألفاً و150 ألف ليرة سورية في اليوم، مقدراً مساحة الإنتاج بين نصف دونم إلى دونمين في اليوم حسب طبيعة الأرض، واحتوائها على الحجارة.

وبحسب سامي شرف، أحد الفلاحين، فإن الغالبية في ريف المحافظة عادوا لفلاحة أراضيهم بالفدان، أولاً لنجاعة الحراثة، والسبب الآخر ندرة توافر المازوت اللازم للحراثة بالآلات الحديثة.

وأوضح شرف لموقع تلفزيون سوريا أن اعتماد الأهالي في ريف السويداء على زراعة الحبوب والكرمة يجعل خيار الحراثة على الفدان هو الخيار الأول، لأنه لا يؤذي هذه المزروعات ولايترك مساحات بور كبيرة في الأرض ولايضر بالجذور الدقيقة لهذه الزراعات.