icon
التغطية الحية

لارتفاع ثمنها.. سرقة إطارات السيارات وبطارياتها تنتشر بدمشق بطرق احترافية

2024.02.04 | 10:54 دمشق

لارتفاع ثمنها.. سرقة إطارات السيارات وبطارياتها تنتشر بدمشق بطرق احترافية
سرقة الدواليب والبطاريات الأكثر انتشاراً بدمشق ـ إنترنت
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

يضطر أبو فراس وهو من سكان منطقة ركن الدين بدمشق، وهو يعمل على (هونداي أو سوزوكي) كما يسميها سكان المنطقة، والقصد بها سيارة بيك آب صغيرة يستقلها السكان للوصول إلى منازلهم المرتفعة في الجبل، إلى فك بطارية سيارته والمسجّلة يومياً وحملهما إلى المنزل، ويفكر حالياً بربط الدواليب بالجنازير بعد انتشار ظاهرة سرقة محتويات السيارات في المنطقة.

يقول أبو فراس لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر هويته): إن ركن السيارة التي هي مصدر رزقه الوحيد، بات مؤرقاً جداً، حيث باتت  محتويات السيارات تسرق حتى من الأحياء التي تعتبر ضيقة والجميع فيها يعرف بعضهم البعض، لكن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة شجع اللصوص على السرقة من دون خوف.

سرقات في ركن الدين وأحياء أخرى

في ركن الدين ومناطق أخرى في دمشق، بات السكان يخشون ركن سياراتهم في أماكن مظلمة، يقول حسان (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) وهو سائق سرفيس في ركن الدين: "المنطقة التي تحاذي المدارس قرب ساحة شمدين، تعتبر أخطر منطقة يمكن أن يركن أحد فيها سيارته، فقد شهدت هذه المنطقة حوادث كثيرة لسرقة محتويات السيارات ودواليبها، ما دفع قسم الشرطة إلى تسيير دوريات ليلية بلباس مدني هناك."

وبالفعل، أعلن قسم شرطة ركن الدين مؤخراً، أن إحدى دوريات قسمه تمكنت من إلقاء القبض على المدعوَين ( أ . ر) و(ز . م) بالجـرم المشهود وهما يسرقان محتويات إحدى المركبات المركونة في ركن الدين مستخدمين مركبة خاصة في تنقلاتهما، وبالتحقيق معهما اعترفا بسرقة محتويات المركبات المركونة باستخدام مفتاح مطابق أو بطريقة الكسر والخلع بالإضافة إلى سرقة مادتي المازوت والبنزين.

يؤكد حسان أن السرقات في ركن الدين متنوعة، ومؤخراً زادت سرقة البنزين والمازوت من المركبات، وسرقة المسجلات والإطارات والبطاريات، وبات الأمر مزعجاً، مشيراً إلى أن قسم الشرطة يلقي القبض كل فترة على عصابة لكن السرقات تعود من جديد بعد فترة.

أسلوب للسرقة: مفاتيح مطابقة ورصد وتقصي

ليس بعيداً جداً عن ركن الدين، وفي مساكن برزة، أكد أصحاب محلات أن سرقات السيارات ازدادت في الفترة الأخيرة، وبطرق تبدو أكثر احترافية، وبحسب شهادات السكان وأصحاب المحلات، فإن سرقة محتويات السيارات تتم عبر رصد أصحابها الذين يحملون أموالاً فيها عادةً، ويتم تحضير مفاتيح مطابقة لنوع السيارة المرصودة، وبعد ركنها من قبل صاحبها حتى لو لبضع دقائق، تتم عملية السرقة.

يشير أصحاب المحلات والسكان إلى أن السارقين باتوا أكثر حذراً من ناحية سرقة سيارات كاملة لصعوبة نقلها وتصريفها في محافظات آخرى، ويتأكدون بالفعل من وجود أموال بالسيارات التي يسرقونها بعد التربص، ولم يعودوا يستخدمون أساليب الكسر والخلع، وهم اليوم يستطيعون فتح السيارات بأساليب متقدمة لا تثير الشكوك أو الريبة.

سرقة الدواليب والبطاريات الأكثر انتشاراً بدمشق

عدا عن المفاتيح المطابقة، أكد سكان مناطق مختلفة من دمشق وريفها (العدوي، ركن الدين، مساكن برزة، مشروع دمر، قدسيا، جرمانا،) أن السرقات الأكثر انتشاراً هي سرقة الدواليب والبطاريات. بحسب مصادر في وزارة الداخلية، فإن سهولة تصريف هذه البضائع وارتفاع ثمنها شجّع على انتشارها مؤخراً بين عصابات سرقة السيارات.

في جولة على بعض محلات الإطارات بدمشق، تبين أن سعر إطار السيارة الجديد الواحد يبدأ من 650 ألف ليرة للصيني النوع الخفيف، ويصل إلى مليون ومئة ألف ليرة للنوع الياباني، وبينهما الكوري بـ850 ألف ليرة، ونتيجة ارتفاع ثمن هذه الإطارات زاد الطلب على الإطارات المستعملة التي يباع الإطار الواحد منها بين 100 – 300 ألف ليرة حسب حالته ونوعه وفقاً لبعض باعة الإطارات في منطقة الفحامة بدمشق.

أكد الباعة أنه من الصعب معرفة إن كانت الإطارات المستعملة التي يشترونها من الزبائن لإعادة بيعها مرة أخرى، مسروقة أم لا، حيث يقوم السارقون عادةً ببيعها متفرقة وبأماكن متباعدة، أو على الانترنت، لكن أكثر من بائع إطارات لاحظ مؤخراً زيادة عرض بيع الإطارات المستعملة التي كانت عادةً ترمى في القمامة أو تباع لمحل الإطارات عند تبديلها بجديدة فقط.

 على صعيد البطاريات، فقد تراوح سعر بطاريات السيارات (55 أمبير) الجديدة بين 500 ألف وحتى مليون ليرة، ويتدرج السعر تبعاً لنوع البطارية إن كانت وطنية أو صينية أو كورية نخب أول، بينما تباع البطاريات الكورية المستعملة بنحو 500 ألف ليرة إن كانت بأداء جيد، وتباع على الأقل بـ100 ألف ليرة لتجار الخردة إن كانت من أسوأ نوع أو لا تعمل نهائياً، وفقاً لأصحاب محلات في الفحامة.

سرقة الدراجات النارية

مالك يبلغ من العمر 25 عاماً، ولديه دراجة نارية اشتراها تهريباً بأكثر من 6 ملايين ليرة، يقول لموقع تلفزيون سوريا: "اشتريت الدراجة النارية بعد 5 سنوات من العمل والادخار، لكن وبعد اقتنائها بشهر، سرقت من أمام منزلي في ضاحية قدسيا".

العثور على دراجة مالك صعب، لأنها مهربة وليست موثّقة بأوراق أو نُمر، ولا يملك منها سوى رقم الهيكل والمواصفات، ويقول "حتى لو تقدمت بشكوى للمخفر، من الصعب جداً الوصول إلى الدراجة، فإذا غيّر السارق لونها ومواصفاتها ووصل بها إلى محافظة أخرى فعلى الدنيا السلام، وعادةً شرطة المرور لا تقوم بتدقيق أرقام الهيكل الخاصة بالدراجات النارية".

ما تزال سرقة الدراجات النارية منتعشة بدمشق ويمكن أن يسرق اللصوص كامل الدراجة بدقيقة واحدة عبر رفعها إلى صندوق سيارة والهرب بها. وما يشجع اللصوص على سرقة هذه الدراجات غير سهولة سرقتها وسهولة تصريفها أو تصريف قطعها، هو أنها بالغالب مهربة ويصعب الوصول إليها من قبل الشرطة خاصةً إن بقيت ضمن نطاق جغرافي معين بعيد عن مكان السرقة.