icon
التغطية الحية

كيف يستعد القطاع الطبي لمواجهة "الفطر الأسود" شمال غربي سوريا؟

2021.10.06 | 12:45 دمشق

2021-09-30t134637z_2040152398_rc2lxp99ttzh_rtrmadp_3_health-coronavirus-syria.jpg
مستشفى لعزل مصابي كورونا في إدلب ـ رويترز
إدلب ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

سجّلت منطقة شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة، خلال الساعات القليلة الماضية إصابات بـ"الفطر الأسود" لأول مرة، بالتزامن مع تصاعد أزمة فيروس كورونا وتزايد أعداد الضحايا والإصابات وتراجع كبير في قدرة القطاع الطبي على المواجهة، الأمر الذي أشاع قلقاً لدى الأهالي.

وأكدت جهات طبية تسجيل عدة حالات بـ"الفطر الأسود" أو "الفطر العفني" في المنطقة، وهو عدوى نادرة جداً، وفي هذا السياق يقول الطبيب حسام قرة محمد مسؤول في مديرية صحة إدلب ويدير ملف كورونا لموقع تلفزيون سوريا، إن "أربع حالات مؤكدة سجلتها مديرية صحة إدلب والمنظمات الصحية العاملة منها في دارة عزة بريف حلب الغربي ومدينة إدلب".

تشخيص سريري

يقول الطبيب ياسر الفروح وهو منسّق في "شبكة الترصد الوبائي" لموقع تلفزيون سوريا، "إنّ الحالات المشتبه بإصابتها لم تخضع لتشخيص مخبري مؤكد حتى الآن".

في حين يؤكد الطبيب محمد عيسى، وهو ممثل "إدارة الحالة" لفريق الاستجابة لوباء (كوفيد - 19) في منطقة شمال غربي سوريا، أنّ تشخيص الحالات المسجلة جرى سريرياً، في الوقت الذي يعمل فيه الكادر المختص على التأكد رغم وجود صعوبات تقنية، على اعتبار أنّ إثبات الحالة يتطلب خزعات وفحص بالتشريح المرضى أو عن طريق فحص (PCR).

ويلفت "عيسى" إلى أنّ "إدارة الحالة تعمل على مراجعة المصادر العلمية الخاصة بالمرض، وتحديد طريقة التشخيص الأفضل، لكن في الوقت ذاته يتم التعامل مع الحالات سريرياً على أنها مؤكدة وبدأ علاجهم ضمن البروتوكول المعتمد عالمياً".

كيف يرتبط بـ(كوفيد ـ 19)؟

أثار خبر ظهور المرض الجديد مخاوف لدى الأهالي، بالتزامن مع الكارثة الإنسانية بانتشار فيروس "كورونا" بشكل متسارع بين السكّان وتزايد أعداد الإصابات والضحايا.

يجيب محدثنا "عيسى"، أنّ عوامل الخطورة للإصابة بوباء "الفطر الأسود" متوفرة لدى مرضى "كورونا" المستجد، أبرزها ضعف المناعة بشكل شديد، إضافةً إلى العلاج بـ"الستيروئيدات القشرية" والعلاج الوريدي طول الأمد، ومرضى السكّري المعرضين للإصابة بمرض "كوفيد" بمرحلة خطيرة.

الأعراض والعدوى

يتحدث الطبيب "عيسى" عن أعراض مرض الفطر الأسود المسجّلة في المنطقة، يقول لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "الأعراض بدأت باحمرار حول العينين والأنف ومن ثم حمى وصداع واحتقان أنف بالإضافة للون الأسود الذي يظهر مع انتشار الفطر، ولاحقاً تبدأ أعراض رئوية وعصبية".

ويقول "عيسى" وهو المختص في التشخيص المخبري، إنّ "مرض الفطر غير معدٍ بالمعنى المعروف لأنه بالأساس موجود في البيئة لكنه ينتشر بين فئة محددة من الناس ممّن لديهم مناعة ضعيفة (فطر انتهازي)".

كيف يواجه القطّاع الطبي في إدلب المرض؟

يوضح الطبيب، أنّ "القطاع الطبي يعمل في الوقت الحالي على تحديد العوامل المسببة للمرض وتوعية المجتمع والكوادر الطبية عليها بهدف تجنّبها".

وفي الخطوة التالية، يقول: "تطبيق البروتوكولات العلاجية التي تجنب المرضى الإصابة به وهذا ليس سهلاً كون الخطوط العلاجية للكوفيد تساهم بذلك، لذا يمكن تعديلها وفقا لحالة المريض".

ويضيف: "الخط العلاجي الأول للفطر الأسود هو عقار (Amphotricin B) ويمكن إضافة بعض المضادات الفطرية لاحقاً في حال عدم الاستجابة، مشيراً إلى أنّ الشيء الجيد في التصدي للمرض، "أننا حضرنا أنفسنا مسبقاً لشيء مشابه بتأمين هذا الدواء لكن سنقوم بتعميم توصيات لمنع الاستعمال الواسع والمفرط له بشكل وقائي".

وعن جاهزية الكوادر، يبيّن محدثنا أنّ "الكوادر الطبية التي تعمل في مستشفيات العزل هي من أكفأ الكوادر الطبية في الشمال السوري وزادت خبرتها بشكل كبير خلال موجات الوباء التي ضربت الشمال السوري ويتم تقديم الدعم التقني لها بشكل مستمر وتزويدهم بأحدث التوصيات والبروتوكولات العلاجية لذا فهي قادرة على التعامل مع المرض".