icon
التغطية الحية

كيف يحاول السوريون صنع البهجة بعيد الميلاد في هولندا؟

2022.12.26 | 16:08 دمشق

سوريون وهولنديون يحتفلون بعيد الميلاد في أحد مطاعم مدينة أوتريخت
سوريون وهولنديون يحتفلون بعيد الميلاد في أحد مطاعم مدينة أوتريخت
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

يحتفل اللاجئون السوريون المسيحيون في هولندا بعيد الميلاد في أجواء يسعون من خلالها لصنع بعض البهجة لهم ولأطفالهم رغم الغصة التي يشعرون بها بعيداً عن أهلهم وأقاربهم في سوريا.

وتحاول العديد من العائلات السورية اللاجئة في بلاد الطواحين خلق جو من الفرح بالعيد عبر الاحتفال بأجواء عائلية بسيطة.

شجرة ميلاد ومحاولة لاستعادة أجواء أعياد سوريا

اللاجئ (رياض. ج) القادم من مدينة حلب، والذي وصل إلى هولندا قبل سبعة أعوام ثم تبعته عائلته في إطار لم الشمل، اشترى وزوجته شجرة الميلاد ووضعوا عليها الزينة من الكرات الملونة والإضاءة بمناسبة العيد.

ويقول رياض لموقع "تلفزيون سوريا": "حقيقة لا نشعر بأجواء العيد التي كنا نشعر بها في حلب رغم الزينة التي نراها في شوارع هولندا بسبب الغربة التي نعيشها بعيداً عن سوريا"، مضيفاً: "لكننا نحاول صنع الفرح بالعيد بيننا كسوريين واستعادة أجواء العيد التي كانت في بلادنا".

ويحتفل رياض وعائلته مع عائلة صديقه بالعيد في منزلهم، حيث تصنع زوجته بعض أصناف الطعام السوري، إلى جانب زوجة صديقهم التي صنعت بعض الحلويات، بحسب ما قال رياض.

كما ذهبت العائلتان السوريتان، يوم الأحد، مع أطفالهم إلى مدينة الملاهي قرب مدينة رغم الأجواء الباردة، ويقول رياض: "نحاول أن نصنع أجواء من البهجة رغم الألم الذي نشعر به بسبب سوء الأوضاع في سوريا".

الاحتفال بعيداً عن العائلة

بدوره، يقول اللاجئ السوري (فراس. س) المقيم قرب مدينة روترام جنوب هولندا: "خلال الأعياد السابقة جرت العادة أن أزور بعض الأصدقاء المقربين للاحتفال بالعيد، إذ ليس لدي أقارب هنا".

ويضف فراس: "اتصلت بوالدتي وإخوتي وأصدقائي الذين ما زالوا في دمشق، لكن للأسف لا نستطيع أن نفعل لهم شيئا"، مشيراً إلى أنه أرسل مبلغاً مادياً لعائلته للاحتفال بالعيد لعله يساعدهم في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد.

ويحتفل السوريان جاك وماري المقيمان في مدينة زفولا في مقاطعة أوفرآيسل بعيد الميلاد مع الكنيسة العربية في هولندا، كما يتواصلان خلال فترة العيد بشكل يومي بالعائلة في سوريا.

عائلات هولندية تحتفل مع السوريين

ورغم عائق اللغة، تقوم بعض العائلات الهولندية بدعوة بعض اللاجئين السوريين للاحتفال معهم بعيد الميلاد في منازلهم أو في مطاعم.

في مدينة أوتريخت دعت الهولندية سيلكا (22 عاماً) مع والدتها آن ماري وشقيقها تايمن (13 عاماً) سكان مركز طالبي اللجوء للاحتفال بعيد الميلاد في أحد مطاعم المدينة.

تقول سليكا لصحيفة "de swollenaer": "لقد خططنا للدعوة قبل بضعة أشهر وأراد العديد من الأشخاص المساعدة.. تلقينا الكثير من المساعدات.. مثل سيارتين ممتلئتين تقريباً".

وتابعت سيلكا: "حصلنا على الكثير من الدعم من جيراننا وأراد أناس آخرون المجيء والمساعدة".

كما قام العديد من اللاجئين خصوصاً القادمين من سوريا بإعداد أطباق شرق أوسطية حتى يتمكن جميع الحاضرين من التعرف على الثقافات والأذواق الأخرى.

ويقضي طالبو اللجوء المقيمون في مراكز الإيواء عيد الميلاد بدون عائلتهم لأنهم ما زالوا في سوريا.

الحلويات السورية تعزز اندماج السوريين في هولندا

وفي مدينة سخيدام جنوب البلاد، تلقى جورج وأمه وأبيه دعوة من المتطوعة التي تعلم والدته اللغة لتناول العشاء معهم بمناسبة عيد الميلاد، حيث صنعت أم جورج "حلاوة الجبن" لصديقتها الهولندية وزوجها كعربون امتنان لهما على الدعوة.

ويقول جورج لتلفزيون سوريا: "نحاول تكوين صداقات في مجتمعنا الجديد ليس لدينا أقارب في هولندا".

وعلى مدار الأعوام العشرة الأخيرة، فر من الحرب في سوريا آلاف اللاجئين السوريين إلى هولندا، وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة وأبرزها امتحانات اللغة.

ويقدر عدد السوريين اللاجئين في هولندا بأكثر من 126 ألف شخص، وفق عدة تقارير رسمية.