icon
التغطية الحية

كيف تفاعلت الدول العربية مع سيطرة "طالبان" على أفغانستان؟

2021.08.18 | 06:54 دمشق

28688299447eb821108eecc17e7a3bb2f9e07e7f.png
(أ ف ب)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تنوّعت مواقف الدول العربية تجاه سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان والعاصمة كابل، بين التهنئة، والدعوة للحفاظ على الاستقرار والأمن في البلاد.

وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، إن بلاده تسعى لحدوث انتقال سلمي للسلطة في أفغانستان والتمهيد لحل سياسي شامل.

وأضاف آل ثاني أن هناك "عملاً مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة للمساعدة في إعادة بسط الاستقرار بأفغانستان"، مشدداً على "أهمية المحافظة على المكتسبات وعدم المساس بأمن الشعب الأفغاني وبسط الاستقرار في البلاد بأسرع وقت ممكن".

من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، أول أمس الإثنين، إنها "تقف مع الشعب الأفغاني وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد"، معربة عن أملها "أن تعمل حركة طالبان وجميع الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات".

من جانبه عبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، الذي يزور العاصمة عمان، عن "قلق بلده إزاء ما يجري في أفغانستان"، قائلاً إن "الأولوية هي ضمان الأمن والاستقرار وعدم حدوث الفوضى".

وفي الكويت قالت الخارجية في بيان إنها "تتابع ببالغ الاهتمام والقلق الأوضاع والتطورات في أفغانستان الصديقة"، داعية الأطراف الأفغانية إلى "ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس حقناً للدماء"، كما دعت إلى "توفير الحماية الكاملة للمدنيين، والخروج الآمن للدبلوماسيين والرعايا الأجانب العالقين".

وأكدت على "أهمية عمل الجميع معاً للحفاظ على أمن واستقرار أفغانستان، وحقوق ومكتسبات شعبه الصديق".

وفي الإمارات، أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أنها "تتابع عن كثب واهتمام التطورات الأخيرة في جمهورية أفغانستان الشقيقة، مشددة على ضرورة تحقيق الاستقرار والأمن فيها بشكل عاجل"، معربة عن أملها في أن تعمل الأطراف الأفغانية على بذل جميع الجهود لإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان.

وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عبر حسابه في تويتر، إنه "في ظل وضع ضبابي جاءت تصريحات المتحدث باسم حركة طالبان (ذبيح الله مجاهد) مشجعة"، في إشارة لإعلانه إصدار عفو عام والقبول بدور للمرأة.

وفي سلطنة عمان، هنأ المفتي الشيخ أحمد بن حمد الخليلي الشعب الأفغاني بما اعتبره "فتحاً مبيناً ونصراً على الغزاة المعتدين".

وقال في تغريدة على تويتر: "نهنئ الشعب الأفغاني المسلم الشقيق بالفتح المبين والنصر العزيز على الغزاة المعتدين"، داعياً إياه لأن يكون "يداً واحدة في مواجهة جميع التحديات، وألا تتفرق بهم السبل وأن يسودهم التسامح والوئام".

وفي فلسطين، اعتبرت الرئاسة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن أحداث أفغانستان تؤكد أن الحماية الخارجية "لا تجلب الأمن لأي دولة"، مضيفة أن على إسرائيل "استيعاب الدرس".

وهاتف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي لـ "طالبان"، مهنئاً "بزوال الاحتلال الأميركي عن أفغانستان".

وقال هنية، بحسب ما نقل عنه موقع "حماس" الإلكتروني، إن "زوال الاحتلال (الأميركي) عن التراب الأفغاني هو مقدمة لزوال كل قوى الظلم، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين".

وفي بيان منفصل قالت الحركة، إنها "تؤكد على أن زوال الاحتلال الأميركي وحلفائه، يثبت بأن مقاومة الشعوب وفي مقدمتها شعبنا الفلسطيني المجاهد موعدها النصر وتحقيق أهدافها في الحرية والعودة بإذن الله".

ومن لبنان، قال أمين عام ميليشيا "حزب الله"، حسن نصر الله، في خطاب متلفز، إن مشهد انسحاب الأميركيين من أفغانستان "كبير جداً" ورسالة لها أبعادها الاستراتيجية، مشيراً إلى أنهم خرجوا "أذلاء فاشلين مهزومين".

فيما قال مسؤول بجماعة العدل والإحسان، أكبر جماعة إسلامية معارضة في المغرب، إن جماعته تتابع التطورات في أفغانستان، وتؤيد "استقلال الشعب الأفغاني عن كل تدخل أجنبي".

ودعا محمد حمداوي، مسؤول العلاقات الخارجية بالجماعة، عبر فيس بوك، الأفغان إلى تدشين مرحلة جديدة من التنوع واحترام الحقوق والحريات وتأسيس دولة عادلة دون عنف أو إقصاء أو تمييز.

والأحد، أتمت حركة طالبان السيطرة على أفغانستان بشكل شبه كامل، بما فيها كابل، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" على مدى قرابة 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية، تزامنا مع انسحاب عسكري لواشنطن.

ومنذ أيار الماضي، بدأت "طالبان" بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول 31 آب الجاري.

وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات في الولايات المتحدة في أيلول من العام ذاته.