icon
التغطية الحية

"كنافة البطاطا".. حلويات شعبية قديمة تعود للواجهة في اللاذقية

2023.08.27 | 05:54 دمشق

آخر تحديث: 30.08.2023 | 11:42 دمشق

"كنافة البطاطا".. حلويات شعبية قديمة تعود للواجهة في اللاذقية
"البغاجة الشامية" صنف من أصناف الحلويات في سوريا (الإنترنت)
اللاذقية ـ حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • بسبب غلاء المعيشة وانخفاض الدخل أهالي اللاذقية يعودون إلى كنافة البطاطا (البغاجة) بدلاً من الكنافة المعروفة.
  • الكنافة الناعمة والحلويات التي اعتادها السوريون باتت ترفاً.

مع ميل الأجيال الجديدة للوجبات السريعة كادت بعض أصناف الطعام والطبخات الشعبية والحلويات القديمة في اللاذقية أن تندثر، منها أصناف الحلويات اعتاد السوريون تناولها، لكن تغير الأحوال والغلاء دفع أهالي الساحل السوري لإحياء تراث الأجداد من جديد.

إحدى هذه الأصناف نوع من الحلويات القديمة تلقب بكنافة الطيبين أو البسطاء، وتحمل أسماء عديدة ففي مدينة جبلة تعرف بـ "البغاجة" وفي اللاذقية "لئمة الحلوة" (لقمة الحلوة)، و"كنافة البطاطا" وبمناطق ساحلية أخرى "لقمة أم علي"، وتحضر بمكونات رخيصة الثمن.

"البغاجة اللاذقانية" إحدى أصناف الحلويات التي توصف بأنها كنافة الفقراء (الإنترنت)
"البغاجة اللاذقانية" إحدى أصناف الحلويات التي توصف بأنها كنافة الفقراء (الإنترنت)

تتكون "البغاجة" من البطاطا المسلوقة والسميد يمزجان سوية ويضاف إليهما ماء الزهر ثم توضع في الفرن ويضاف إليها القطر وهي نوع من الحلويات الخاصة بمنطقة الساحل منذ عقود من الزمن.

ونظراً لكلفتها الرخيصة ومكوناتها المتوفرة باتت الكثير من العائلات تعتمد على "البغاجة" كبديل عن الكنافة الناعمة بالجبن التي يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منها 70 ألف ليرة سورية (ما يعادل 5 دولارات أميركية).

يذكر أن مستوى الدخل في سوريا يتراوح ما بين 7 دولارات إلى 15 دولارا تقريباً بالقياس إلى راتب الموظف في القطاع العام بعد زيادة الرواتب الأخيرة.

الكنافة باتت ترفاً

"نسيناها من زمان"، يقول محمد ديبو وهو شاب يعمل حلاقّا في مدينة جبلة، عند سؤاله عن الكنافة، مؤكدا أن شراء كيلو واحد أصبح مستحيلا، وأنه يفضل صرف هذا المبلغ على طبخة بدلا من شراء الكنافة.

يضيف محمد ديبو، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، عن البدائل التي توجه إليها الأهالي: لا يمكن لأي رب أسرة بدخل متوسط اليوم أن يشتري لعائلته كيلو كنافة ويدفع سعر 70 ألف ليرة، معظم العائلات تتجه للأرخص أو المعقول ثمنها مثل المشبك والعوامة، وحتى الحلويات القديمة مثل "البغاجة"، والجزرية وفي أحسن الأحوال حلاوة الجبن.

"البغاجة" تعود إلى الصدارة

تستذكر الحاجة أم محمود (48 عاما) من مدينة جبلة كيف كانت والدتها تنتقي حبات البطاطا الصغيرة من بيت المونة، وتحولها خلال أقل من ساعة إلى طبق حلو لذيذ يدعى "بغاجة".

في ذلك الوقت لم يكن هناك أي محال لبيع الكنافة في مدينة جبلة، وكانت ربات المنازل يتفنن بإعداد أطباق حلوى بسيطة.

تضيف أم محمود: مع تطور الحياة بدأت هذه الأطباق البسيطة الشعبية بالاختفاء، أمام الحلويات الجاهزة، هناك الكثير من الجيل الجديد قبل ثلاث وأربع سنوات لو سألتهم ما معنى بغاجة لا يعرفوها، لكن هذه الأيام عدنا لهذه الحلويات البسيطة لنعوض عدم قدرتنا على تحضير الأطباق الغالية وشرائها.

الجزرية

"الجزرية" حلوى شعبية تشتهر في اللاذقية منذ ما يربو على مئة عام ويجهل الكثيرون تاريخ بدء تصنيعها لكن يتفق الجميع على أنها حلوى "لادقانية" بامتياز.

تباع الجزرية غالبا في عربات متنقلة في اللاذقية وجبلة بشكل كبير وفي بعض المحال التجارية وهي مصنوعة من القرع بشكل أساسي بالإضافة إلى الجزر والسكر والبهارات.

يصف أبو سعيد السوسي وهو صاحب محل لبيع الجزريـة في مدينة اللاذقية الإقبال على الشراء هذه الأيام بالجيد، مضيفاً أن هناك رواجا أكثر لبيع القطع الصغيرة على الماشي، على عكس ما هو مألوف سابقا في اللاذقية.

ويعزو أبو سعيد وهو العامل في هذه المهنة منذ طفولته في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" سبب عودة الإقبال أكثر على الجزرية إلى أسعارها المناسبة للفقراء والطبقة المتوسطة، موضحا أن كيلو الجزريـة تباع بـ 25 ألف ل.س، بينما يباع القرع بنحو 16 ألف ل.س.

وتلجأ بعض نساء اللاذقية لصنع الجزرية في المنزل مثل أمينة (53 عاما) التي تعلمت من والدتها صنعها بأدوات بسيطة.

وتوضح أمينة في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا" طريقة تحضريها التي تبدأ بتقشير القرع الأحمر أو الجزر وتنظيفه وسلقه ثم هرسه ليصبح عجيني القوام، ثم يوضع في أكياس "خيش" أو سميكة وتغلق بإحكام، وتكبس عدة مرات للتخلص من الماء، ثم يتم خلط الجزر مع السكر بنسبة محددة، ويطهى في طنجرة على نار هادئة ويحرك ثم تضاف المكسرات إليه.

وتؤكد أمينة أن الأجيال الشابة الجديدة لم تتعلم طريقة تحضير الجزرية في المنازل وتفضل أنواع حلويات أخرى عليها، لكن الجزرية تبقى من التراث الـ"لادقاني" المميز وهو مناسب في ظل هذه الأوضاع.