icon
التغطية الحية

كرسي وإنترنت "سريع".. مقاهي الإنترنت تنتعش في سوريا للدراسة والعمل

2023.12.01 | 07:00 دمشق

مقهى إنترنت ـ
مقهى إنترنت في سوريا ـ (وسائل التواصل)
تلفزيون سوريا ـ علي أحمد
+A
حجم الخط
-A

في ظل الأزمة التي يعيشها السوريون من انقطاع معظم الخدمات وخاصة الكهرباء والإنترنت، يحاول كثير  إيجاد حلول بديلة، وخاصة في دمشق واللاذقية، حيث انتعشت مقاهي الإنترنت وأصبحت ملاذا للشباب يساعدهم على قضاء حوائجهم كالدراسة والعمل عن بعد، إضافة إلى أنها أصبحت في الآونة الأخيرة تدر ربحاً جيداً على أصحابها.

كرسي وإنترنت "سريع"

"منير" (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) رجل يملك مقهى إنترنت قديما في اللاذقية، ولم يفكر بتجديده أو تحسينه، كل ما فعله هو رفع سرعة الإنترنت في مقهاه وتحسين جودة الاتصال، حيث لا يقدم مقهاه أي خدمات سوى الاتصال بالإنترنت، توجد كراسي قديمة ومقاعد تعود لأيام الحاسب الثابت تركها في مكانها، وعندما يدخل أي شخص للمقهى يشبك له جهازه المحمول على شبكة المقهى ويختار الزبون مكانا يجلس فيه، وعندما ينتهي من استخدام الإنترنت يدفع حسب الوقت الذي قضاه مستخدما شبكة المقهى.

"ربح المقهى إلى حد ما جيد، كثير من الشبان يأتون لتحديث برامج هواتفهم الحديثة أو لتنزيل برامج على حواسيبهم ضرورية لعملهم ودراستهم، ولكن اعتمادنا الأكبر على المراهقين الذين يلعبون عبر الإنترنت هؤلاء مكسب حقيقي" يقول منير لموقع تلفزيون سوريا.

يعتمد كثير من الشبان اليوم على مقاهي الإنترنت للعمل، فمع تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، لجأ كثير من السوريين للعمل من المنزل مع شركات خارج سوريا، في أعمال كالبرمجة والتصميم وغيرها، وهذه الأعمال تحتاج لإنترنت سريع وتوفر دائم للكهرباء وهذا ما تقدمه مقاهي الإنترنت.

20 ألفاً لساعة إنترنت في سوريا

"زيد" مهندس في مجال الكومبيوتر، يذهب يومياً لمقهى إنترنت حاملاً معه حاسبه الشخصي ويبقى لساعات طويلة داخل المقهى حتى يكمل عمله، وحسب زيد فهو يضطر لإنجاز المشروع المطلوب منه في المقهى، وسعر الساعة داخل المقهى نحو 20 ألف ليرة سورية ويأخذ معه حافظة سوائل يضع فيها قهوته ويستمر بالعمل حتى يتعب أو ينتهي ويسلم العمل.

يقول لموقع تلفزيون سوريا "حاولت أن أعمل من منزلي وأرسل التصاميم المطلوبة مني ولكن الكهرباء السيئة والنت الضعيف يحولان دون مقدرتي على العمل، فلذلك المقهى هو المكان الأفضل للعمل بالنسبة لي". ليس زيد وحده من يعمل ضمن مقاهي الإنترنت فمعظم مصممي البرامج ومصممي الدعايات والإعلانات يضطرون للعمل مثله.

ملاذ "آمن" للدراسة

بمجرد الدخول إلى أي مقهى إنترنت تجد كثيرا من الشبان الصغار، يضعون سماعات موصولة إلى حواسيبهم ويدرسون، مثل "خليل" طالب جامعي يقصد مقهى إنترنت قريب من منزله يومياً، يقضي ساعات طويلة وينجز قسماً كبيراً من دراسته ثم يعود لمنزله. يحضر خليل أطروحة التخرج وهو بحاجة لأبحاث ودراسات وكلها محصورة بالإنترنت لضرورة استكمال أوراق أطروحته. وبحسب خليل يعتبر مقهى الإنترنت الحل الأمثل لطلاب الجامعات، خاصة من يحتاج لسرعة إنترنت كبيرة وكهرباء مستمرة، فهنالك مشاريع تخرج في مجالات الاتصالات والحواسيب والتكنولوجيا والمعلوماتية تحتاج لعمل مستمر على الحواسيب وهذا يرتبط بحاجة مستمرة للكهرباء وهذا لا يتوافر في المنازل السورية دوماً.

خليل كان معتاداً على الذهاب لمقهى عادي في دمشق يحتسي أي مشروب ويستخدم حاسبه المحمول للدراسة والعمل ولكن مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير أصبح صعباً عليه ارتياد مثل هذه المقاهي، فبحسبة بسيطة دفع أجرة أربع ساعات للإنترنت أوفر من دفع فنجان قهوة في مقهى عادي.

يضيف "خليل" لموقع تلفزيون سوريا، أنه "سابقاً كانت مكتبات الجامعة مفتوحة للدراسة ولكن اليوم ومع ازدياد عدد الطلاب لم يعد بالإمكان الدراسة ضمنها، فضلا عن أنها لم تعد توفر خدمة الإنترنت كما كان سابقا".

الحاجة أم الاختراع و"الربح"

يسعى أصحاب رؤوس الأموال لاستغلال أي أزمة أو مشكلة لتدر عليهم الأموال والربح الوفير. ففي الوقت الذي يضطر  فيه كثير من طلاب الجامعات لاستخدام مقاهي الإنترنت للدراسة، لا يجد أشخاص من ذوي الدخل الجيد أي مشكلة في دفع أموالهم في المقاهي، لذلك عمد كثيرون لإنشاء ما يشبه المقاهي، وهي عبارة عن حيز مكاني يتم تجهيزه بطاولات وكراسي وجو هادئ مع إنترنت بسرعة جيدة ويكون مخصصا فقط للدراسة، وبدلا من دفع مبلغ للإنترنت يدفع الشخص مبلغاً مقابل ما يطلبه من مشروبات أو أي مأكولات خفيفة.

"ماجد" خريج من كلية الطب البشري يتحضر حاليا للسفر إلى ألمانيا وبحاجة لمكان هادئ يدرس فيه اللغة الألمانية ويتوفر فيه إنترنت بسرعة جيدة، ولذلك اختار مركزاً من مراكز الدراسة المنتشرة بكثرة في سوريا وفي اللاذقية أيضاً، وهدفها مساعدة الطلاب على الدراسة بشكل جيد وبدون إزعاج، ولهذه الأماكن شروط واضحة وصارمة، حيث يمنع الضجيج ويشترط على روادها التزام الصمت والمحافظة على الهدوء. يقول ماجد: "أعرف أن مراكز الدراسة أغلى من مقاهي الإنترنت ولكن مراكز الدراسة توفر لي جواً هادئاً بينما في مقاهي الإنترنت يوجد كثير من المراهقين الذين يلعبون على الإنترنت ولا يستطيع أحد ضبطهم وإجبارهم على التزام الصمت!".