icon
التغطية الحية

"كاليجولا في دمشق".. عمل جديد للروائية السورية ابتسام تريسي

2022.11.24 | 21:04 دمشق

كاليجولا
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"كاليجولا في دمشق"، رواية صدرت حديثاً للأديبة والروائية السورية ابتسام تريسي عن دار "ميسلون للثقافة والترجمة والنشر". وجاءت في 306 صفحات.

اقتباس

فوجئ "النّباش" بقامته الطّويلة تحجب جزءًا من نور الشّمس المتسلّل عبر الباب إلى فسحة الإسطبل. نهض مسرعًا، ووقف باستعداد بانتظار الأوامر.

سأله:

  • كم عاملًا يقوم على خدمة الخيول؟

حدس "النّباش" بأنّ وراء السّؤال كارثة، أومأ مشيرًا إلى أنّه لا أحد غيره.

ضحك:

  • جيد.

أخرج مسدسه. صوبه إلى رأس "النّباش". لم يتحرّك ولم يشعر بالذّعر. كان يعرف أنّ الرّئيس لم يبرح طفولته العقلية بعد، ولا يمكن لأحد التّنبؤ بتصرفاته المزاجية وتفسير أفعاله، وكونه يعرفه مذ كان طفلًا يدرك الخطوة التّالية لإرهابه بالمسدس، كما توقع حرّكه بشكلٍ بهلواني كما يفعل رعاة البقر في الأفلام الأميركية، وقال:

  • سيأتي اليوم الذي أدخل الرّعب فيه إلى قلبك؛ لذا لن أقتلك الآن.

وصوّب المسدس على رأس الفرس البيضاء "فرس الأحلام"، كما كانت تسميها ابنة الجنرال، وأطلق الرّصاص.

نفر الدّم من رأس الفرس، وانتثر على ثياب "النّباش".. تخبّطت على الأرض طويلًا، ورفست بقائمتيها الأماميتين قبل أن يهمد جسدها. تناول العصا الحديدية المعلّقة قرب الباب، وحطّم اللوحة الجدارية الكبيرة التي كتب عليها أسماء الخيول الخمسة وأنسابها وموطنها وتاريخ شرائها. تمتم:

  • لم تعجبني الطّريقة التي ماتت بها، في مخيلتي صورة أخرى لارتطام الجسد بالأرض! برأيك هكذا تموت الخيل؟... اسلخها وقطّع لحمها وأحفظه في الثّلاجة الكبيرة.

حين غادر الإسطبل، بَرَكَ "النّباش" على الأرض، وبكى للمرّة الأولى في حياته. لم يكن يعرف قبل الآن كيف يبكي النّاس ولماذا، حتّى حين مات الزّعيم رفيق الطّفولة شعر ببعض الألم، ولم يستطع استدرار دموعه.. فقط كان هناك بللٌ طفيف على جفنيه، وقتها خشي من نظرات المتفجعين على الزّعيم الذين يصرخون ويقطّعون ملابسهم وينشجون بقوة ودموعهم تسيل على ملابسهم.. في ذلك الموقف لا يستطيع المراهنة على درجة قربه من الزّعيم، فلا شيء يشفع له عدم بكائه، ويمكن لأيّ عابر سبيل بكّاء لم يرَ الزّعيم في حياته أن يزايد عليه ويتهمه بالتّشفي، بل ويطالب بقتله أيضًا!

ابتسام تريسي

كاتبة وروائية سورية من مواليد مدينة أريحا بإدلب عام 1959، خريجة كلية الآداب/ قسم اللغة العربية بجامعة حلب.

تميّز فنها الروائي بصبغته الاجتماعية المحلية السورية ومكونات المجتمع السوري، وطرح قضاياه وإشكالاته والسعي لحلها، مع الاهتمام بقضايا المرأة السورية بصورة خاصة.

لاقت نصوصها اهتماماً نقدياً ملحوظاً، كما وصلت إحدى رواياتها "عين الشمس" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية في 2010.

كانت ابتسام تريسي من بين المنسحبين الأوائل، كُتّاباً وكاتبات، من "اتحاد الكتاب العرب" بدمشق، وذلك في كانون الأول 2012 احتجاجًا على سلبيته إزاء وحشية النظام التي مارسها ضد السوريين.

عضو في رابطة الكتاب السوريين التي تأسست بعد الثورة، وعضو أيضاً في هيئة تحرير مجلة (أوراق) التي تصدرها الرابطة، ولها كثير من المقالات والدراسات الأدبية والاجتماعية في العديد من الصحف والمواقع العربية والدولية.

أعمالها الأدبية

في الرواية: "جبل السماق"، الجزء الأول: سوق الحدادين 2004. و"ذاكرة الرماد" 2006. ثم الجزء الثاني من "جبل السماق": الخروج إلى التيه 2007. ورواية "المعراج" 2008. و"عين الشمس" 2009. و"غواية الماء" 2011. و"مدن اليمام" 2014. و"لمار" 2015. و"لعنة الكادميوم" 2016. "الشارع 24 شمالاً" 2017. "سلّم إلى السماء" 2020. "كتاب الظل" 2020. "القمصان البيضاء" 2020. "بنات لحلوحة- الرواية القاتلة" 2021.

في القصة القصيرة: وللكاتبة مؤلفات في القصص القصيرة، منها: مجموعة "جذور ميتة" 2001. و"نساء بلا هديل" 2014. و"امرأة في المحاق" 2014، وغيرها.