icon
التغطية الحية

قيادات النظام في الساحل.. من الأمن والعسكرة إلى تجارة المسروقات

2020.12.18 | 05:07 دمشق

syria2.jpg
اللاذقية - حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

تحول عدد من قادة ميليشيات النظام وقادة الفروع الأمنية في الساحل السوري من عملهم العسكري إلى التجارة، مستفيدين من "تعفيش" أملاك السوريين في عدد من المناطق، وسرقة أهالي المعتقلين والمفقودين. حيث أصبح بعضهم اليوم مديرين لأكبر معارض بيع السيارات والمفروشات المستعملة.

في هذا التقرير يكشف موقع "تلفزيون سوريا" أهم تلك الشخصيات والمعارض الفارهة التي تم افتتاحها في الساحل السوري مؤخرا والتي حصل على معلومات بشأنها من مصادر عديدة في المحافظة.

تجارة المفروشات

نشطت تجارة المواد المستعملة بشكل واسع في الساحل السوري مؤخرا، بسبب عاملين أولهما توفر هذه المواد بشكل واسع بعد نقل البضائع المعفشة من مناطق سيطرت عليها قوات النظام مؤخرا في إدلب، وثانيهما هو رخص هذه المواد قياسا مع تلك المستوردة، وتشمل البضائع المفروشات والأدوات الكهربائية المستعملة والمواد المنزلية.

1- معرض "الباسل" في مدينة جبلة (حي الجبيبات)، وهو من أضخم المعارض في المدينة، وله عدة فروع في قرى ريف جبلة. يمتلك هذا المعرض قائد ميليشيا اسمه "جعفر حسن محفوض" من قرية عامود في ريف جبلة، وكان يشغل منصب قائد مجموعة في قوات العميد سهيل حسن "النمر" في ريف ادلب، وتوسعت أعماله بشكل كبير خلال العامين الماضيين.

2- معرض" الشروق" في مدينة جبلة (شارع المقص) لصاحبه "سومر ديوب"، وهو أحد قادة الميليشيات في قوات النظام الذين شاركوا بعمليات السرقة بمناطق ريف إدلب وهو مقرب من العميد سهيل الحسن أيضا.

 

 

3- معرض "حمود" في جبلة الذي أسسه "أحمد حمود" قائد ما يسمى ميليشيا "بواشق جبلة" التابعة للعميد "سهيل الحسن". كان عاملا بسيطا قبل سنوات في محل جملة لبيع البيض، وأصبح الآن من أكبر موزعي المفروشات المستعملة المسروقة من مناطق ريف إدلب.

وبحسب مسؤول "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة "أبو يوسف جبلاوي" فإن جميع قادة هذه المليشيات تركوا أعمالهم وتفرغوا للتجارة مستفيدين من رواج تجارتهم وأعمالهم.

تجارة السيارات المسروقة

تشهد أسواق الساحل السوري أيضاً رواجاً لتجارة السيارات المستعملة التي تديرها شبكة من قادة المليشيات أيضا وأبرز هذه المعارض وفق المصادر الخاصة التي زودتنا بها..

1- معارض "سامي إبراهيم" (أبو مالك) وهو آمر فرع المخابرات الجوية في مدينة جبلة، والمسؤول الأول عن الاعتقالات التعسفية والدراسات الأمنية التي تعتمد كل الـفروع الأمنية الأخرى عليها.

تشير المصادر إلى أن "إبراهيم" جمع ثروة لا يستهان بها من ابتزاز التجار، ومن الرشاوي الآتية من أسر المعتقلين لديه، كي يخفف عنهم التعذيب، ومن أثمان إخلاءات السبيل الباهظة التي كان يطلبها كي يغلق ملف أحد المواطنين.

يمتلك مسؤول المخابرات أربعة معارض سيارات في كل من اللاذقية وطرطوس وجبلة وريف جبلة، وتعتبر معارضه من أكبر معارض السيارات في الساحل السوري وأكثرها نشاطا ومبيعا، نظرا لتنوع بضائعه وحيازته على أصناف عديدة.

2- معرض "سموءل مرهج" الذي كان يشغل منصب قيادي في قوات "الدفاع الوطني" في ريف دمشق، وهو صاحب أكبر متاجر للسيارات المستعملة في مدينة اللاذقية الآن.

3- معرض "رائد معروف" من ريف القرداحة كان أيضا من ضمن قوات ميليشيا "الدفاع الوطني" في اللاذقية، يعمل حاليا في تجارة السيارات المستعملة، وله معرض في منطقة مشروع الزراعة داخل المدينة وهو من أهم المعارض في المدينة .

اقرأ أيضاً: مزاد علني لسيارات فاخرة في سوريا (فيديو - صور)

وبالإضافة إلى هذه المعارض الكبيرة تؤكد المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها بسبب وجودها في المنطقة، أن عدداً كبيراً من قادة وعناصر ميليشيات الساحل يمتلكون محلات لبيع الدراجات النارية المستعملة مصدرها "التعفيش"، وأشارت إلى أن مرابح هذه المواد تتقاسمه هذه الميليشيات بعد سرقتها.

وحول إقبال الأهالي على شراء هذه المواد، أشارت المصادر إلى أن الاسم الشعبي المتداول لهذه المواد هي "النصية" وتعني أن باستطاعة المشتري أن يبازر في سعرها ويحصلها بسعر أقل نظرا لكونها مسروقة ولم تكلف صاحبها شيئا، وأضافت "بعض الناس يعرضون عن شراء هذه المواد كونها معروفة المصدر، لكن آخرون يضطرون لشرائها لكون سعرها أقل بكثير من نظيراتها لاسيما في ظل حالة الغلاء وتدهور الوضع المعيشي".

كما لفتت المصادر إلى أن هذه المعارض والمحال تحظى بدعم حكومة النظام ولا توجد أي ملاحقة قانونية لها، لاسيما السيارات المسروقة التي يلجأ قادتها بالتعاون مع فروع المرور لاستصدار لوحات أخرى مزورة.