icon
التغطية الحية

قلق إسرائيلي وغضب فلسطيني.. ما الذي حدث اليوم في مخيم جنين؟ | فيديو

2023.01.26 | 16:46 دمشق

اقتحام المخيم، شمالي الضفة الغربية، 26 كانون الثاني/يناير 2023 (AFP)
مواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين بعد اقتحام مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، 26 كانون الثاني/يناير 2023 (AFP)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

تتصاعد الأحداث في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل، صباح اليوم، في مخيم جنين شمالي الضفة، ويعلن الجيش الإسرائيلي الاستنفار لمدة أسبوع وسط مخاوف من اندلاع مواجهات مع قطاع غزة.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ضابط إسرائيلي كبير، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريو تصعيد متحمل في الضفة والقطاع في أعقاب سقوط 9 قتلى في عملية اقتحام مخيم جنين.

وأضاف الضابط،  أن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى التأهب والجاهزية، موضحاً بأنه سيتم زيادة التعزيزات العسكرية لمدة أسبوع تقريباً، استعدادا لأي رد فعل من قبل الفصائل الفلسطينية.

بدورها، حذّرت حركة الجهاد الإسلامي من اندلاع معركة قريبة ومفتوحة في قطاع غزة، في حال لم تتوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين.

بحسب التقارير الإسرائيلية فإن 8 من بين القتلى الفلسطينيين هم من ناشطي "الجهاد الإسلامي" في مخيم جنين.

مواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين بعد اقتحام مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، 26 كانون الثاني/يناير 2023 (AFP، رويترز، وفا)

 

كما توعدت حركة "حماس" إسرائيل بدفع الثمن، وقال رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري إن "رد المقاومة لن يتأخر".

ودعا العاروري فصائل المقاومة الفلسطينية إلى "الرد على العدو والاشتباك معه في كل مناطق الضفة الغربية والأراضي المحتلّة وبكل الوسائل المتاحة".

من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام عقب أحداث جنين، وفق التلفزيون الفلسطيني الرسمي.

وأضاف التلفزيون، أن الرئيس عباس عقد اجتماعاً طارئاً مع القيادة الفلسطينية لبحث أحداث جنين.

في المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية قناة "كان 11" الرسمية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجري تقييما للوضع الأمني ​​اليوم الخميس، بعد العملية التي جرت صباحا في جنين وخوفا من التصعيد.

وأشارت إلى مخاوف إسرائيلية من إطلاق حركة الجهاد الإسلامي صواريخ من قطاع غزة ردا على العملية.

وقالت "كان 11"، إن حركة الجهاد الإسلامي أبلغت الوسطاء أن إسرائيل تتحمل مسؤولية الهجوم، وأنه إذا لم يتوقف العدوان على جنين فإن كل الخيارات مطروحة.

في غضون ذلك، خرجت العديد من المسيرات الاحتجاجية وأُعلن الإضراب في عدة محافظات في الضفة الغربية، تنديداً بمجزرة جنين، وسط دعوات لمسيرات خلال الأيام المقبلة أيضاً، وفق شبكة القدس الإخبارية.

ماذا حدث في جنين؟

على مدار أربع ساعات من صباح اليوم، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، خلفت 9 قتلى بينهم امرأة مسنة وعشرات الجرحى، إضافة لدمار كبير في المباني والممتلكات.

وبحسب شهود عيان، فإن المخيم شهد "معركة حقيقية" نفذها جيش الاحتلال، استخدم خلالها الرصاص الحي والقذائف وطائرات مسيرة، ومركبات مصفحة.

في حين قال مصدر أمني إسرائيلي لـ “يديعوت أحرونوت"، إن العملية العسكرية تمت في قلب المخيم واستهدفت "منظمة عسكرية" من ناشطي حركة "الجهاد الإسلامي".

وأضاف أن العملية تركزت على محاصرة مبنى وسط المخيم تحصن بداخله المطلوبون، الذين نشروا نحو 30 حاجزاً في المخيم.

وأردف قائلاً: استخدمنا القنابل المضادة للأفراد والقنابل المضادة للدبابات إلى جانب المتفجرات التي استخدمناها ضد المطلوبين وإطلاق الرصاص الحي عليهم.

وأشار الضابط إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت مع الشبان الفلسطينيين الذين أطلقوا العبوات الناسفة والرصاص الحي.

وبحسب شبكة القدس الإخبارية، فإن العملية الإسرائيلية كانت تستهدف ماهر التركمان، أحد أهم المطلوبين للاحتلال، ولكن العملية فشلت.

وهذه هي العملية العسكرية الإسرائيلية الأوسع منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية نهاية الشهر الماضي وأكثرها دموية في مخيم جنين منذ سنوات.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن "حصيلة العدوان الإسرائيلي على جنين منذ صباح اليوم ارتفعت إلى 9 أشخاص بينهم سيدة مسنة، و20 إصابة، بينها 4 بحالة خطرة".

مشاهد من داخل المخيم

يصف عاصم مسلم، أحد سكان المخيم، أجواء الاقتحام الإسرائيلي بأنها "حرب حقيقية" لم يشهدها المخيم منذ 2002.

ويقول عاصم لوكالة "الأناضول"، على مدار 4 ساعات أصوات الرصاص والتفجيرات لم تتوقف، المخيم شهد معركة حقيقة.

وفي نيسان/ أبريل 2002 اجتاح الجيش الإسرائيلي مخيم جنين خلال عملية "الدرع الواقي"، وقتل 52 من سكانه، وفق تقرير للأمم المتحدة  حينذاك.

بدورها، تقول زاهدة السولمي، من سكان المخيم، "في تمام الساعة السابعة، استفقنا على وجود قوة خاصة وصلت إلى المخيم عبر مركبة ثلاجة نقل ألبان، وحاصرت منزلاً".

وأضافت، أن القوة الإسرائيلية فتحت النار على المنزل، وأطلقت عدة صواريخ تجاه المنزل.

وتابعت أن الطواقم الطبية انتشلت 4 جثامين من داخل المنزل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن شهود عيان آخرين، أنهم شاهدوا جرافة عسكرية إسرائيلية تدعس بدم بارد مركبة فلسطينية كان بداخلها مصاب.

في غضون ذلك، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي كيلة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي استهدف الطواقم الطبية ومنع مركبات الإسعاف من الدخول للمخيم خلال العملية.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى لإصابة أطفال بحالات اختناق.