icon
التغطية الحية

"قسد" تبدأ ترحيل عشرات العائلات السورية من مناطق الشريط الحدودي بالحسكة

2024.03.03 | 11:28 دمشق

عناصر من قسد شمال شرقي سوريا ـ إنترنت
عناصر من "قسد" شمال شرقي سوريا ـ إنترنت
 الحسكة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

رحلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عشرات العائلات السورية خلال الأسبوع الفائت من مناطق الشريط الحدودي بالحسكة، باتجاه المناطق الجنوبية للمدينة ودير الزور والرقة بذريعة عدم حصولهم على بطاقة وافد أو لأسباب أمنية.

ومنذ نحو أسبوعين تلقت مئات العائلات من قاطني مدن وبلدات محافظة الحسكة الواقعة على طول الشريط الحدودي مع تركيا (المالكية القحطانية والجوادية ومعبدة والقامشلي وعامودا والدرباسية) إبلاغات من الأسايش تنص على ضرورة مغادرتهم هذه المنطقة والعودة إلى مناطقهم أو الاختيار بين مناطق الرقة أو دير الزور.

وتنحدر العائلات هذه بشكل رئيسي من مناطق سيطرة النظام ومناطق الرقة ودير الزور وريفيهما والمناطق الجنوبية في محافظة الحسكة مثل عريشة والشدادي ومركدة، ومعظمهم نزحوا خلال السنوات الأخيرة إلى مدن وبلدات وقرى المناطق الحدودية بالحسكة.

وقال أحد النازحين (طلب عدم ذكر هويته) المنحدرين من ريف حلب ومقيم في القامشلي منذ عشر سنوات، إن قوات الأمن الداخلي المعروفة محليا باسم "الأسايش" رحلت عائلته برفقة 10 عائلات أخرى إلى مدينة الرقة يوم الجمعة الفائت.

وأوضح لموقع تلفزيون سوريا أن قرار الترحيل شمل عائلات تنحدر من الشام وحلب واللاذقية ومدن سورية أخرى وأنهم خيّروا بين الترحيل إلى الرقة أو ريف دير الزور.

وبحسب النازح فإن أفرادا من عائلته مقيمون في القامشلي لم يتم ترحيلهم بعد، مشيرا إلى أن "قرار الترحيل يستند إلى دراسات أمنية غير واضحة وأن بعض المرحّلين عملوا في وقت سابق بمؤسسات الإدارة الذاتية وخدم بعض منهم الخدمة العسكرية الإلزامية التي تفرضها قسد في مناطقها".

ترحيل سكان المناطق الجنوبية للحسكة من الشريط الحدودي

رحلت "قسد" أكثر من 30 عائلة من مدينتي عامودا والدرباسية خلال الأسبوع الفائت إلى مناطقهم الأصلية في بلدة الشدادي وقرى تابعة لها.

وقال أحد المرحلين لموقع تلفزيون سوريا (فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية) إن "قوات الأسايش رحّلت عشرات العائلات من العاملين في المزارع والأراضي الزراعية ومشاريع تربية المواشي والدواجن من مدينتي عامودا والدرباسية لأسباب غير معروفة".

وأشار إلى أن قرار الترحيل "شفهي" وطال عشرات العائلات عبر قوات الأمن الداخلي ورؤساء لجان الأحياء والقرى المعروفة باسم "الكومين".

وفق المواطن المنحدر من مدينة الشدادي فإن آلاف العائلات المنحدرة من مناطق ريف الحسكة الجنوبي وصولاً إلى مناطق دير الزور، تعمل في مدن وبلدات الشريط الحدودي لتوفر فرص العمل فيها على عكس مناطقهم.

"وستؤدي عملية الترحيل إلى تدهور الوضع المعيشي لهذه العائلات وخلق حالة من التمييز والعنصرية والتفرقة بين السوريين كونه لا يحق لأي جهة كانت منع السوريين من حرية التنقل داخل بلدهم" وفق قوله.

ما الأهداف "غير المعلنة" لعملية الترحيل؟

أواخر شباط الفائت أنهى المجلس التنفيذي في "الإدارة الذاتية" اجتماعه السنوي وكشف عن مجموعة من المخرجات والأهداف ومنها "استكمال عملية الإحصاء الشامل متعدد الأغراض وإجراء الانتخابات خلال العام الحالي.

وقال مصدر مقرب من "الإدارة الذاتية" لموقع تلفزيون سوريا إن "عملية الترحيل تأتي لأسباب سياسية متعلقة بإجراء عملية الإحصاء في مناطق شمال شرقي سوريا والتحضير لإجراء انتخاب البلديات".

أما السبب الثاني فيتمحور بحسب المصدر حول "نشاط تنظيم خلايا داعش في محافظة الحسكة مؤخراً وتنفيذ التنظيم لعدة عمليات منها اغتيالات داخل مدينة الحسكة والقامشلي وزيادة الاستهدافات التركية لقادة العمال الكردستاني وقسد والتي تحاول ربط هذه الهجمات بمتعاونين محليين للتغطية على الاختراقات الكبيرة ضمن صفوف قواتها".

وأشار إلى أن "عملية الترحيل تستهدف نحو 1000 عائلة في مرحلتها الأولى وسوف تستمر لتشمل مئات العائلات الأخرى في المنطقة وذلك بحسب سير عملية الدراسات الأمنية لتي تعتمد بشكل رئيسي على لجان الكومينات وقوات الأمن الداخلي (الأسايش) وجهاز الاستخبارات".

ما هي بطاقة الوافد وما آلية استخراجها؟

في العام 2020 بدأت الإدارة الذاتية بفرض نظام “بطاقة الوافد” على السوريين المنحدرين من مناطق خارج سيطرة "قسد" ويقطنون في مناطق الأخير بمحافظات الرقة ودير الزور والحسكة، حتى الذين يسكنون في هذه المناطق منذ عشرات السنين

وفي مطلع العام 2022، أعلنت هيئة الداخلية في "الإدارة الذاتية" في بيان أن "استحداث نظام بطاقة الوافد للمواطنين سببه الإرهاب وخلاياه النائمة، التي تستعمل بطاقات شخصية سورية مزورة للتنقل بين مناطق شمال وشرقي سوريا".

وأوضح البيان أن "تطبيق نظام الوافد وإجراءاته ليتمتع كامل القاطنين في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بالأمن والأمان ومتابعة حياتهم بشكل اعتيادي".

وللحصول على بطاقة الوافد أو تجديدها، يتعين على الشخص تقديم عقد إيجار وصورة عن الهوية الوطنية وصور شخصية وملء استمارة أمنية ببياناته وأفراد عائلته وتقديمها للجنة الحي (الكومين) للبدء بالإجراءات.

 بالإضافة إلى وجوب توفير شاهدين أحدهما يكون الكفيل ويشترط أن يكون من المدينة نفسها ويخضع الشخص وكفيله لتحقيق أمني موسع قبل الحصول على الموافقة الأمنية ولاحقا استخراج بطاقة وافد صالحة لستة أشهر فقط.