icon
التغطية الحية

قرية "الغجر" في الجولان السوري المحتل تعود لواجهة الأحداث.. ما قصتها؟

2023.07.15 | 05:13 دمشق

قرية "الغجر" في الجولان السوري المحتل تعود لواجهة الأحداث.. ما قصتها؟
قرية الغجر في هضبة الجولان، المتنازع عليها (AP)
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

الملخص:

  • توتر أمني تشهده قرية "الغجر" بين "حزب الله" وإسرائيل بعد شروع الأخيرة بإتمام إجراءات ضم القرية المتنازع عليها.
  • كانت أرضاً سورية وجزءاً من مزارع شبعا التي تخلى عنها نظام الأسد ويطالب بها لبنان وتحتلها إسرائيل.
  • تقع القرية في منطقة الجولان بالمثلث الحدودي بين سوريا ولبنان وفلسطين التاريخية، وهي مقسمة اليوم إلى نصفين بين لبنان وإسرائيل.
  • الأمم المتحدة تؤكد أن مزارع شبعا سورية، وإسرائيل ترفض الانسحاب منها بموجب القرار الدولي 425 القاضي بالانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية، وتقول إنها أرض سورية وليست لبنانية عندما احتلتها في حرب 1967.

عادت قرية الغجر في مرتفعات الجولان السوري المحتل إلى واجهة الأحداث مع "أزمة الخيمتين" والتوتر الأمني بين "حزب الله" اللبناني والاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، على خلفية قرار تل أبيب البدء في إجراءات ضم القرية المتنازع عليها.

تعد قرية الغجر منطقة متداخلة ومتنازعاً على ملكيتها، لا سيما أنها ضمن مزارع شبعا على المثلث الحدودي بين لبنان وسوريا ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

لبنان يطالب بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا في حين تقول تل أبيب التي انسحبت من جنوب لبنان إن المزارع هي جزء من مرتفعات الجولان السوري التي احتلتها في 1967 وليست أرضاً لبنانية، أما النظام السوري فيلتزم الصمت على الرغم من أن المزارع مسجلة بأنها أرض سورية لدى الأمم المتحدة.

قبل حرب 1967 كانت القرية سورية ويحمل سكانها الجنسية السورية، بعد الحرب قسمها الاحتلال الإسرائيلي إلى قسمين، قسم تحت السيادة اللبنانية، والقسم الآخر بيد إسرائيل التي تحاول تنفيذ خطط التوسيع الاستيطاني في الشمال.

شرعت إسرائيل منذ منتصف الشهر الماضي بضم الجزء الذي تحتله من القرية مع قرب استكمال بناء جدار حول النصف الشمالي للقرية الواقع في الأراضي اللبنانية، ما أدى إلى اندلاع توتر أمني على الحدود عبر تبادل القصف في الأسابيع الأخيرة.

وتحاول أطراف دولية وإقليمية التوسط لمنع تدهور الوضع في المنطقة، وتحدثت تقارير عن وساطات أميركية ومصرية وقطرية بعد نصب "حزب الله" خيمتين خارج الخط الأزرق.

الخط الأزرق رسمته الأمم المتحدة في عام 2000 عقب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، ويقسم الغجر إلى قسمين، شمالي يقع في لبنان اليوم، والجنوبي في الجولان المحتل.

يسكن القرية نحو 3 آلاف شخص يحمل معظمهم الجنسية الإسرائيلية والباقي الجنسية اللبنانية، في حين لا يزال الأهالي يعتبرون أنفسهم سوريين، وفقاً لأحدث تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".

محطات في تاريخ قرية الغجر

  • كانت القرية قبل حرب 1967 أرضاً سورية، ولكنها غير محددة العائدية، وعند ترسيم الحدود الدولية بين سوريا ولبنان، تُركت منطقة مزارع شبعا من غير تحديد.
  • احتلتها إسرائيل في حرب 1967، وبنت بالقرب منها عدداً كبيراً من المراصد العسكرية أبرزها مرصد "الفوار" الذي يعد أكبر المراصد العسكرية في الشرق الأوسط.
  • في الثمانينيات والتسعينيات، توسع سكان الغجر شمالًا إلى الأراضي اللبنانية المجاورة في جنوب لبنان الذي احتلته إسرائيل بعد اجتياح لبنان في 1982.
  • في أيار/مايو من عام 2000 انسحبت إسرائيل من لبنان، بموجب القرار الدولي 425، وقرر مراقبو الأمم المتحدة رسم الحدود المؤقتة، الخط الأزرق، الذي قسّم القرية إلى نصفين شمالي وجنوبي.
  • في عام 2006، توغلت القوات الإسرائيلية في الجزء الشمالي من قرية الغجر خلال "حرب تموز" بين إسرائيل و"حزب الله"، ونصبت سياجاً يمنع الدخول إليها من لبنان لا سيما عناصر الحزب.
  •  في عام 2022، بدأت إسرائيل في بناء جدار إسمنتي حول الجزء الشمالي من القرية، كما بدأت بتشجيع السياحة الإسرائيلية والاستيطان إلى المنطقة.
  • في 21 حزيران/يونيو الماضي، وفي رد واضح على قرب الانتهاء من بناء الجدار الإسرائيلي، أقام حزب الله "خيمتين" إحداها في قطاع "جبل دوف" (مزارع شبعا)، الأمر الذي اعتبرته تل أبيب استفزازاً مع حرصها على عدم التصعيد والذهاب إلى مواجهة عسكرية.
  •  بعد ذلك، قدمت إسرائيل شكوى إلى الأمم المتحدة، مدعية أن الخيام كانت على بعد عشرات الأمتار خارج الخط الأزرق، أي في الأراضي التي تخضع للسلطة العسكرية للاحتلال.
  • الإثنين الماضي، نقل قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، المعروفة باسم "اليونيفيل"، طلباً إسرائيلياً لرئيس الوزراء اللبناني المؤقت ورئيس البرلمان لإزالة الخيمة المتبقية بمزارع شبعا.
  • ردت بيروت على لسان وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بأن على تل أبيب سحب قواتها من الجزء اللبناني من قرية الغجر.

مزارع شبعا المحتلة

تقع مزارع شبعا، المتنازع عليها، بين جبل عامل في لبنان والجليل الأعلى في فلسطين وهضبة الجولان السوري المحتل وتشرف على سهول البقاع وحوران والحولة، في منطقة تسمى العرقوب التي تتميز بموقع جغرافي وتضاريسي مهم.

تتألف من 14 مزرعة أساسية وهي، مغر شبعا وزبدين وقفوة ورمتا وبرختا التحتا وبرختا الفوقا ومراح الملول وفشكول وخلة غزالة ورويسة القرن وجورة العقاب والربعة وبيت البراق وضهر البيدر، إضافة إلى عشرات المزارع المحلية صغيرة الحجم.

في عام 2000 بعد رسم الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، أعلنت الأمم المتحدة أن مزارع شبعا سورية وجزء من الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل، وتخضع لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالجولان المحتل.

في حين، يطالب لبنان الأمم المتحدة بأن هذه المزارع من أراضيها، وذكر تقرير أممي، صدر يوم 22 أيار/مايو 2000، أن "الأمم المتحدة تلقت خريطة مؤرخة في عام 1966، من الحكومة اللبنانية تشير إلى عائدية المزارع للبنان".

لكن في حوزة الأمم المتحدة عشر خرائط أخرى أصدرتها، بعد عام 1996، مؤسسات حكومية لبنانية، منها وزارة الدفاع، تضع المزارع داخل الجمهورية العربية السورية.

وتحث المنظمة الدولية في قرارها رقم، 1860، الصادر في 2006، النظام السوري على الاستجابة لبيروت لترسيم الحدود.

وكان النائب السابق لرئيس النظام، فاروق الشرع، أكد للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، في أيار/مايو 2000، أن "سوريا تدعم ادعاء لبنان بأن مزارع شبعا لبنانية".

وبدوره بشار الأسد، أوضح في كانون الثاني/يناير 2006، أن مزارع شبعا لبنانية، مشدداً على أن "ترسيم الحدود يكون بعد انسحاب إسرائيل من هذه المنطقة".

في المقابل، تقول إسرائيل إن قرار الأمم المتحدة رقم 425 لا يتضمن الانسحاب من مزارع شبعا لأنها ليست أراضي لبنانية.

وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن المزارع كانت تحت السيادة السورية عندما احتلها الجيش الإسرائيلي في حرب 1967، وتتهم "حزب الله" بإثارة ادعاء ملكية الأراضي للبنان لخلق عوامل مواجهة مع تل أبيب.