"قرية أهل النخوة" تستعد لاستقبال مهجري دير الزور في الشمال السوري

انطلقت مبادرة "فزعة أهل النخوة" بتاريخ الـ23 من كانون الثاني 2021. والفزعة في معظم اللهجات السورية والعربية تعني المساعدة والإغاثة التي يقدمها الناس عند تعرّض أحد لمكروه أو خطب ما، وأحيانا تكون الفزعة لمجرد مدّ يد العون والمساهمة في عمل يصعب على شخص أو مجموعة صغيرة القيام به.

وتأتي هذه الفزعة اليوم كمبادرة إنسانية لجمع المساعدات بهدف بناء مشروع "قرية أهل النخوة".

وفي مقابلة أجراها موقع تلفزيون سوريا من الناشط الإعلامي عهد صليبي، أحد منظّمي الحملة، أفاد بأن الهدف من الحملة هو إيواء أهالي محافظة دير الزور الذين يعيشون في مخيمات الشمال السوري ضمن وحدات سكنية مخدمة تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء وما يصحبه من أمطار غزيرة وسيول.   

وقال صليبي إن الحملة بدأت بشكل ضيق جداً وغير معلن فاقتصرت على مجموعة من الناشطين الإعلاميين والميدانيين للتخفيف من سطوة الشتاء القاسي الذي يعاني منه سكان المخيمات في الشمال السوري، وما رافقه من حرائق التهمت خيمهم وسيولٍ أغرقتها، فكان لابد من مد يد العون وبذل ما يمكن من مساعدة للأهالي في الداخل السوري.

وأضاف: "بعد ساعات قليلة من إصرار العديد على المشاركة عقب سماعهم بالمبادرة، تم إعلانها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء مجموعة على التليغرام والفيس بوك للمتابعة، حيث جُمع مبلغ مقداره 270 ألف دولار تقريباً خلال فترة الحملة"، لافتاً إلى أن التبرعات النقدية وصلت بـ13 عِملة دولية مختلفة.

مواصفات قرية "أهل النخوة" في كفر لوسين

من جانب آخر، أوضح المشرف العام على مشروع القرية المهندس جمال الزيدان لـ موقع تلفزيون سوريا، أن المشروع أقيم في بلدة كفر لوسين بريف إدلب الشمالي على أرض ذات ملكية عامة وتمتد على مساحة 30 دونماً. وقد بدأ المشروع بـ80 شقة سكنية وشق بعض الطرق الفرعية كمرحلة أولى وتمت هذه المرحلة منذ ثلاثة أشهر، ثم أضيفت 40 شقة أخرى للمشروع ليصبح المجموع 120 شقة.

وأضاف الزيدان أن المرحلة الثانية تم الانتهاء منها، ويجري العمل الآن على إنهاء المرحلة الثالثة  التي تتمثل ببناء مسجد ومحلين تجاريين ومكتب إداري.

وعن مواصفات الشقق السكنية في القرية، أكّد المهندس المشرف على أن كل شقة تضمّ غرفتين ومطبخاً وحماماً، بالإضافة إلى شرفة صغيرة بمساحة سبعة أمتار مربعة، بمساحة إجمالية تبلغ 57 متراً مربعاً وبتكلفة ما يقارب ألفي دولار أميركي للشقة الواحدة.

بعد عام على انطلاقها.. هل أصبحت "أهل النخوة" جاهزة للسكن؟

بحسب بيان نُشر على مجموعة التليغرام، فإن القرية أصبحت جاهزة للسكن وتم تسليم 80 شقة من أصل 120 إلى المستفيدين. أما عن قوائم الشقق المتبقية وعددها 40 شقة فهي قيد التجهيز وقد انتقلت بعض العائلات المضطرة للسكن إلى شققها في حين ما يزال بقية المستفيدين بانتظار استكمال خدمات الصرف الصحي والتي تكفلت بها منظمة وطن التي تعمل عليها منذ أكثر من شهر للانتهاء منها بأقرب وقت ممكن.

وجاء في البيان أن مشروع قرية أهل النخوة سيمتد إلى حلب، حيث كُلّفت لجنة بإيجاد أرض مناسبة للمشروع. وأوضح الناشط صليبي أن مشروع حلب سيهدف إلى إيواء نازحي دير الزور ممن يعيشون في مخيمات ريف حلب، ضمن وحدات سكنية مشابهة لمشروع قرية أهل النخوة في ريف إدلب.

من الخيم العشوائية إلى وحدات سكنية مخدمة

كان العام الفائت هو الأقسى تقريباً على المهجرين في المخيمات، وهذا ما دعا كثيرا من المنظمات الدولية و المحلية إلى إطلاق حملات ومبادرات تهدف إلى إيواء النازحين في الشمال السوري واستبدال خيمهم الهزيلة بمنازل مخدمة تعينهم على قساوة الطبيعة والظروف الجوية، وتمنحهم جزءاً من الخصوصية التي حرموا منها بعد أن هجرهم قصف النظام وحلفائه من مدنهم وقراهم وأجبرهم على مغادرة منازلهم وحياتهم الآمنة واستبدالها بخيمة لا توفر لهم أدنى معايير الأمان.

وقد شارك بعض صناع المحتوى العرب في هذه المبادرات، ومن أشهرها الحملة التي أطلقها اليوتيوبر الكويتي أبو فلة بمناسبة وصول قناته على اليوتيوب إلى 12 مليون متابع.