icon
التغطية الحية

قبيلة الجبور تواصل التصعيد.. من يحمي قائد ميليشيا الدفاع الوطني في الحسكة؟

2023.08.15 | 15:30 دمشق

أبناء القبيلة نصبوا خيماً أمام منزل عبد العزيز المسلط في حي تل حجر بمدينة الحسكة - إنترنت
أبناء القبيلة نصبوا خيماً أمام منزل عبد العزيز المسلط في حي تل حجر بمدينة الحسكة - إنترنت
الحسكة – خاص
+A
حجم الخط
-A

يستمر التوتر بين قبيلة الجبور و"الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري، لليوم الثالث على التوالي، بعد اعتداء قائد الميليشيا على أحد وجهاء القبيلة في مدينة الحسكة.

ويوم الأحد، أقدم قائد ميليشيا "الدفـاع الوطني" في مدينة الحسكة، عبد القادر حمو، على الاعتداء بالـضرب على الشيخ عبد العزيز محمد المسلط أحد شيوخ قبيلة الجبور وابن شقيقه، ما تسبب باستنفار أفراد القبيلة وخروجهم في مظاهرات، فيما حاول بعض أبناء القبيلة اقتحام مقار الميليشيا داخل المربع الأمني.

ودعا شيوخ ووجهاء القبيلة النظام السوري لتسليم حمو وحل ميليشيا "الدفاع الوطني"، وقال الشيخ نواف بن عبد العزيز المسلط في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك إن "مطلب حل الدفاع الوطني ليس من فرد أو قبيلة بل مطلب محافظة بأكملها".

النظام يراوغ في قضية عزل عبد القادر حمو

وأوضح أحد وجهاء العشيرة لموقع "تلفزيون سوريا" (فضل عدم الكشف عن هويته) أن النظام أعلمهم بعزل عبد القادر حمو من منصبه وتحويله لدمشق للمحاسبة إلا أن المعلومات المتوفرة لدى القبيلة ومصادرها تؤكد عدم صحة هذا الادعاء.

واستبعد المصدر قدرة النظام على محاسبة حمو المدعوم إيرانياً، ما يتطلب من القبيلة زيادة الضغط على الأخير لوضع حل نهائي لتجاوزات حمو وميليشيا الدفاع الوطني بحق أبناء الحسكة.

ونصبت القبيلة خيماً أمام منزل عبد العزيز المسلط في حي تل حجر الواقع تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بمدينة الحسكة، فيما يتوافد أنباء القبيلة من مناطق ريف الحسكة ودير الزور والرقة لتقديم الدعم ومساندة قبيلتهم في وجه ميليشيا الدفاع الوطني المدعومة إيرانياً.

ورغم إعلان بعض وجهاء القبيلة عزل النظام لعبد القادر حمو من مهامه إلا أن التجمع وحالة النفير مستمرة بين أبناء قبيلة الجبور ما يؤكد عدم صحة هذه "الادعاءات"، وفق المصدر

ويرى المصدر أن إعلان النظام قبول شروط القبيلة جاء بهدف التهدئة وامتصاص غضب أبناء القبيلة وسكان مدينة الحسكة بشكل عام والتي تعاني منذ سنوات من انتهاكات ميليشيات الدفاع الوطني وقائدها المدعو عبد القادر حمو.

وتمكن "تلفزيون سوريا" من التواصل مع عدة مصادر من داخل المربع الأمني والذين أكدوا "عدم اعتقال حمو أو التعرض له، إذ لا يزال موجوداً داخل أحد مقاره في منطقة المريديان التي يتحصن فيها مسؤولون وعناصر إيرانيون ومن حزب الله".

من يحمي حمو؟

مصدر قانوني من محكمة الحسكة كشف لموقع "تلفزيون سوريا" وجود عشرات الدعاوى منذ أعوام بحق حمو من دون أن يتمكن النظام وأجهزته الأمنية من محاسبة قائد ميليشيا الدفاع الوطني وإخضاعه للمحاكم.

وأوضح المصدر أن "حمو يحظى بدعم واسع من إيران وقادة حزب الله في محافظة الحسكة ومنهم الحاج مهدي في مطار مدينة القامشلي لذلك لا قدرة للنظام على إقالته".

وتتنوع الدعاوى بحق حمو من سرقة منازل وحرقها وعمليات وتهريب ومصادرة سيارات وفرض إتاوات واعتقال المواطنين وطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم إلى جانب الاعتداء وجرائم قتل واغتصاب بحق مواطني المنطقة.

وأشار الشيخ "نواف بن عبد العزيز المسلط" في صفحته إلى أن "حمو يتبع لمكتب في بناء محافظة الحسكة تشكل بداية الأحداث ويعرف بتجاوزاته"، ودعا النظام إلى "إغلاق المكتب وتسليم حمو"، من دون أن يسمي أو يوضح طبيعة المكتب.

وتشير مصادر "تلفزيون سوريا" إلى أن المكتب عبارة عن غرفة عمليات أمنية يديرها مسؤولون من إيران و"حزب الله" يعرفون باسم "الحجاج" والمكتب ينسق ومرتبط بشكل مباشر مع المسؤولين الإيرانيين في دمشق.

ميليشيات في الحسكة مدعومة من إيران و"حزب الله"

ويحظى عبد القادر حمو بنفوذ واسع في مناطق سيطرة النظام من جراء تلقيه دعماً كبيراً من إيران و"حزب الله"، كما ويمتلك حمو مقارَّ عديدة في مدينتي الحسكة والقامشلي، وسبق أن حصلت توترات بينه وبين قوات النظام و"قسد" في الحسكة.

ويُتهم حمو بفرض إتاوات على أصحاب المحالّ في سوق المدينة وعلى التجار، ومصادرة سيارة خاصة واعتقال أشخاص من مناطق ريف الحسكة وتوجيه تهم لهم بالتعامل مع تنظيم (داعش) أو "قسد" ليفرج عنهم بعد دفعهم مبالغَ مالية كبيرة.

وأواخر حزيران الفائت كشفت مصادر لموقع "تلفزيون سوريا"، بأن الميليشيات الإيرانية، افتتحت بقيادة الحاج مهدي اللبناني المقرب من ميليشيا "حزب الله"، عدة مكاتب لتجنيد أبناء العشائر العربية في الحسكة.

وذكرت المصادر أن المكتب الرئيسي لعمليات التجنيد يعرف باسم "مكتب الاستقطاب" ويقع داخل المربع الأمني للنظام في مدينة الحسكة، مشيرةً إلى وجود العديد من المراكز في مدينة الحسكة تعمل لصالح إيران، أبرزها مكتب "كتائب البعث" بقيادة رائد الخلف المقرب من "حزب الله" اللبناني، ومكاتب تتبع لميليشيا "الدفاع الوطني" بإشراف عبد القادر حمو.