icon
التغطية الحية

في ظل غياب الكهرباء.. سوريات يتبعن طرقاً بدائية لحفظ المؤن

2022.06.29 | 07:07 دمشق

سيب
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

لا يختلف المشهد كثيراً في العاصمة دمشق عن غيرها من مناطق سيطرة النظام السوري، إذ تشترك جميعها في انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ما حرم عائلات عدة من قدرتها على إعداد مؤونة الشتاء خلال فصل الصيف، وسط انعدام الحلول البديلة لتلك المشكلة المستمرة منذ ما يزيد على العشر سنوات. 

سوريات يعدنَ إلى عصر ما قبل الكهرباء في تخزين مؤونة الشتاء من الخضراوات الصيفية، وفقاً لكلام أم عصام، 56 عاماً، والتي اضطرت للجوء إلى ما يسمى "الشرش" وهي طريقة قديمة في تخزين وحفظ المؤونة من خلال وضعها في الماء والملح وإغلاق العبوة جيداً منعاً لتسرب الهواء داخلها.

وتقول السيدة الخمسينية التي تسكن في حي باب سريجة بدمشق لموقع تلفزيون سوريا: "في العام الفائت خسرت كل ما خزنته في برادي بسبب انقطاع الكهرباء الطويل"، وكذلك خسرت أم عصام ما يقارب الـ 250 ألف ليرة ثمن مؤونتها التي فَسَدت و"خمت" بحسب تعبيرها. 

ولا يختلف ما حدث مع أم عصام عن غيرها من نساء العاصمة دمشق اللواتي فقدنَ مؤونتهنَّ وخسرنَ ثمنها من جراء انقطاع الكهرباء الطويل وفشل النظام السوري في توفير الكهرباء بالحد الأدنى أو توفير البديل عنها في ظل كثرة كلامه عن خيار الطاقة الشمسية وتشجيع السكان على تركيبها. 

المؤونة في سوريا

وتعد المؤونة طقس صيفي تقوم به معظم الأسر السورية ويتضمن تخزين مواد متنوعة (فاصولياء، ورق عنب، بازلاء وبعض أنواع الجبنة…)  كي تُطبخ في فصل الشتاء. والغاية من هذه المؤونة تكمن في تخزين تلك المواد في فصل الصيف حيث تكون أسعارها منخفضة مقارنة بسعرها في الشتاء.

وقالت نجاح العمر: "هذا العام خزنت قليلاً من مؤونة الشتاء، من قبيل البازلاء وورق العنب والفول"، مشيرةً إلى أنها لجأت إلى برادها القديم بعد إصلاحه والذي يحوي فريزة ثلج كي تضع به مؤونتها القليلة. إذ تستطيع فريزة الثلج المحافظة على مؤونتها لمدة أطول من فريزة الهواء في برادها الحديث. 

وتؤكد العمر في حديثها أن طريقة "التيبيس" تعد فعالة في ظل واقع كهربائي سيئ، إذ تخلت عن وضع البامية والملوخية في الفريزة ولجأت إلى تيبيسها، وكذلك فعلت مع البندورة بعد تقطيعها ووضعها في الشمس ومن ثم حفظها.

وفقدت العمر خلال العام الفائت كل مؤونتها الشتوية من جراء انقطاع الكهرباء كما غيرها من السوريات. 

بالمقابل هناك أسر فقدت قدرتها على تأمين مؤونة الشتاء نتيجة انعدام قدرتها الشرائية وسط وقوع أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر، بحسب تقديرات الأمم المتحدة

12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي

وتشير أرقام برنامج الغذاء العالمي إلى أنَّ 12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و2.5 مليون يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد، و2 مليون معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي. 

وتقول حنان (40 عاماً) لموقع تلفزيون سوريا: "منذ ثلاثة أعوام بطلنا نعمل مونة"، وتعزو ذلك لعدم قدرتها على شراء المؤونة لتخزينها وليس بسبب انقطاع الكهرباء، مضيفةً "بعد تهجيرنا من بيوتنا نسينا المؤونة وكل ما يتعلق بها وبتنا نعيش كل يوم بيوم". 

وكانت تقطن حنان في حرستا بريف دمشق، وخسرت زوجها ومنزلها من جراء المعارك، وتعيش اليوم في غرفة مستأجرة في حي المزة جبل مع أطفالها الثلاثة. 

وتعيش مناطق النظام السوري حالة عامة من فقدان مقومات الحياة الأساسية كالكهرباء والمياه وغيرها، في ظل استمرار وعود حكومة النظام وسعيه لتحسين واقع الخدمات والحياة، وآخرها دعوته السكان إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية