icon
التغطية الحية

في الوقت الحرج.. عبد اللهيان في دمشق بعد الغارات الإسرائيلية وقبل معركة رفح

2024.02.12 | 16:59 دمشق

وزير الخارجية الإيراني مع وزير خارجية النظام وعرنوس
وزير الخارجية الإيراني مع وزير خارجية النظام وحسن عرنوس وهلال هلال وحمودة الصباغ في السفارة الإيرانية بدمشق (الأحد 11 شباط 2024)
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

اختتم وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان زيارة أجراها إلى سوريا، الأحد، والتقى فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، وتجنب الطرفان الحديث رسمياً في الإعلام عن الحدث الأكبر الذي ربطهما وهو سلسلة الغارات الإسرائيلية ضد قيادات الحرس الثوري، ويتزامن توقيت الزيارة مع التهديد الإسرائيلي بمواصلة حرب غزة وبدء معركة رفح، ما قد يرفع وتيرة التصعيد الإقليمي.

وجاءت زيارة عبد اللهيان بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية على مواقع للميليشيات الإيرانية في سوريا أخرها كان في شارع الحمرا بحمص، وبعد نحو 10 أيام من غارات أميركية استهدفت نحو 85 هدفاً للميليشيات الإيرانية في كل من سوريا والعراق.

وقصفت طائرات إسرائيلية مطار الديماس غربي دمشق، ليل السبت الماضي، واستهدفت "البنية التحتية العسكرية السورية"، بحسب نائب مركز المصالحة الروسي في سوريا.

وكانت آخر زيارة أجراها وزير الخارجية الإيرانية إلى سوريا، في 13 من تشرين الأول الماضي، ويشار إلى أن الزيارتين بُدأتا من لبنان ولقاء مع زعيم حزب الله حسن نصر الله.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن عبد اللهيان التقى في مستهل زيارته إلى سوريا وزير خارجية النظام فيصل المقداد.

وأفاد البيان أن المشاورات المشتركة بين الطرفين تركزت حول "القضايا الثنائية والإقليمية المهمة"، وأن عبد اللهيان أكد أهمية "الجهود المشتركة لتحقيق وتنفيذ اتفاقيات الرئيسين والوثائق الموقعة بين البلدين خلال الزيارة السابقة لرئيس إيران إلى سوريا".

وتحدث عبد اللهيان - بحسب البيان - عن أن دور القطاع الخاص في العلاقات الاقتصادية بين البلدين مهم، مشيراً إلى ضرورة "إزالة العقبات وتسريع التعاون في هذا المجال بجهود مشتركة".

الملفت أن بيان الخارجية الإيرانية ركّز في البداية على المباحثات الاقتصادية بين الجانبين في حين كان الحديث عن الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا والحرب الإسرائيلية على غزة في المرتبة الثانية ووردت في البيان بشكل متأخر وجاءت نقلا عن لسان المقداد وزير الخارجية في حكومة النظام بأن المقداد "أبدى ارتياحه للقاء نظيره الإيراني، إلا أنه اعتبر زيارته لدمشق مهمة في هذا الوقت".

ونقل البيان تأكيد فيصل المقداد بأن "التنسيق بين البلدين إيران وسوريا سيستمر بقوة في القضايا الإقليمية والدولية المهمة معتبرا  تطوير العلاقات الثنائية بين طهران والنظام مهماً في مختلف المجالات".

وبعد لقاء جمع عبد اللهيان بالمقداد، اجتمع وزير الخارجية الإيرانية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، وسلمه دعوة رسمية من الرئيس الإيراني لزيارة طهران.

وقالت وكالة مهر الإيرانية إن الأسد تحدث عن "دعم النظام للمقاومة وأن المقاومة ترسخت في سوريا وهذه السياسة لن تتغير"، هذا "الدعم" الذي تصفه وسائل الإعلام الإيرانية المعارضة بأنه "صمت" لبشار الأسد مستمر منذ 4 أشهر تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة رغم أن نظام الأسد يعتبر جزءاً أساسياً من "محور المقاومة".

ولم يستحوذ موضوع الاستهداف المكثف الإسرائيلي وأخيرا الأميركي لقادة الحرس الثوري في سوريا سوى على جزء بسيط من البيانات الصحفية الصادرة عن الزيارة.

ففي الاحتفال بالذكرى 45 للثورة الإسلامية الذي أقيم في دمشق نقلت وكالة مهر عن وزير الخارجية الإيرانية قوله بأن "الدم الإيراني والسوري يختلطان في هذه الأرض"، في إشارة إلى الغارات التي قتل على إثرها عدد من القادة والعناصر في الميليشيات الإيرانية.

كما نقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام أن الأسد تحدث خلال استقباله عبد اللهيان والوفد المرافق أن التصعيد الإسرائيلي في فلسطين وسوريا ولبنان هو "محاولة للخروج من مأزق إسرائيل والغرب".

ولفتت وسائل الإعلام الإيرانية المعارضة خلال تغطيتها لزيارة عبد اللهيان إلى سوريا إلى أن التقارير التي اعتبرت مقتل قادة الحرس الثوري الإيراني في دمشق أنه "نتيجة تعاون بعض عناصر الأجهزة الأمنية السورية مع إسرائيل".

وأضافت أن "الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مقر قادة فيلق القدس في دمشق دفعت طهران إلى سحب جميع القادة الكبار والمتوسطين في الحرس الثوري الإيراني من سوريا"، خوفاً من تسريب جديد لمواقع تمركزهم واستهدافهم.

وكانت وكالة رويترز نقلت في وقت سابق عن مصادر مطلعة بأن الحرس الثوري الإيراني سحب كبار ضباطه من سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية، وسيعتمد بشكل أكبر على الميليشيات المتحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.

وأثار الحرس الثوري الإيراني مخاوفه مع النظام السوري من أن تسرب المعلومات من داخل "قوات الأمن السورية" لعب دوراً في الضربات الأخيرة، بحسب ما كشفته ثلاثة مصادر للوكالة.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير أطلعته طهران على إفادة، إن كبار القادة الإيرانيين غادروا سوريا مع عشرات من الضباط متوسطي الرتب، ووصف ذلك بأنه تقليص للوجود.

لكن سفير إيران لدى النظام السوري، حسين أكبري، نفى تلك الأنباء معتبرا أن بلاده "حاضرة بقوة في سوريا ولن تنسحب أبداً"، مؤكداً أن العلاقة بين الجانبين "مبنية على أساس المبادئ وليس المصالح الاقتصادية".

وفي مؤتمر صحفي نقلته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، قال أكبري إن "العدو يعتبر المساعدة التي تقدمها إيران لسوريا هي مساعدة مادية"، مضيفاً أن إيران "لا تقدم شهيداً في أي منطقة في العالم بناءً على المصالح الاقتصادية. عندنا هدف أعلى، ولو كنا نبحث عن مصالح اقتصادية لكنا تركنا القضية الفلسطينية".

اغتيال قادة الميليشيات الإيرانية

وتلقت إيران، خلال الأسابيع الماضية، ضربات متتالية من قبل إسرائيل في سوريا آخرها، استهدفت الطائرات الإسرائيلية، يوم الخميس، منزلاً يؤوي عناصر من الميليشيات الإيرانية في شارع الحمرا وسط مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص بينهم مدنيون وإصابة 13 آخرين.

وفي 21 من كانون الثاني الماضي، قتل 5 قياديين في "الحرس الثوري"، على رأسهم العميد علي آغا زاده رئيس وحدة المعلومات التابعة لـ فيلق القدس"، بغارات جوية استهدفت مجمعاً سكنياً يقيمون فيه داخل العاصمة دمشق.

يأتي ذلك بعد مرور أقل من شهر على اغتيال الجنرال رضي موسوي، المسؤول عن وحدة إسناد ما يعرف بـ"محور المقاومة" في سوريا، من جراء قصف صاروخي إسرائيلي على منزله بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق، وذلك بعد مضي شهر تقريباً من مقتل مستشارين اثنين آخرين في غارة مماثلة بضاحية دمشق.

معركة رفح

وتدخل حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة مرحلة أكثر خطورة بإصرار نتنياهو على مواصلة القتال في رفح جنوبي القطاع والتي باتت تجمعاً بشرياً هائلاً، رغم عدم موافقة حلفاء إسرائيل على المضي قدماً في الحرب.

وتقول حكومة الاحتلال إن الاستمرار بالمعركة "لاجتثاث حماس هو الحل لإطلاق سراح الرهائن".

ورغم التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح، إلا أن الحديث عن مسار المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى، لا يزال يحظى باهتمام واسع بين الوسطاء وأطراف الأزمة، بما فيهم الجانب الإسرائيلي نفسه، بحسب ما أكدته مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة في هذا الشأن، لـ"العربي الجديد".

إن العناد الإسرائيلي على استمرار المجازر واستكمال الحرب في رفح المكتظة بالنازحين والسكان سيرفع من وتيرة التصعيد الإقليمي لتحقيق ضغط على الاحتلال لوقف الحرب وبالتالي لن تغيب سوريا عن هذا التصعيد المرتقب.