icon
التغطية الحية

"فيروس الرقة" مازال مجهولا ونقص الرعاية الطبية يزيد الوفيات

2022.12.26 | 16:22 دمشق

1
غازي عنتاب - عبد العزيز الخليفة
+A
حجم الخط
-A

أدى انتشار فيروس غامض بين أطفال الرقة، إلى وفاة 19 طفلا في الرقة وريفها، الأمر الذي تسبب بانتشار شائعات حول المرض الذي تخوف البعض من كونه "أنفلونزا الطيور أو الخنازير" بينما تعامل معه بعض الأطباء على أنه "ذات الرئة الفيروسية" وتم تطمين البعض الآخر من أهالي المحافظة بأنه مجرد "إنفلونزا موسمية".

"الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا التي تدير المنطقة، علقت الدوام بالمدارس للسيطرة على الجائحة، مرتين في الرقة وريفها الأول من يوم السبت الماضي الموافق لـ 17 كانون الأول لمدة أسبوع، والثاني من 24 كانون الأول ولغاية 1 كانون الثاني 2023.

كيف شخصه الأطباء؟

بانتظار صدور تشخيص حاسم، بعد أخذ منظمة الصحة العالمية لمسحات من الأطفال لاختبارها وتحديد المرض بالضبط، قال مصدر طبي من الرقة لتلفزيون سوريا طلب عدم ذكر اسمه، إن الأطباء يتعاملون مع المرض على أنه "ذات الرئة الفيروسية" ويقومون بكتابة وصفات طبية وفقا لذلك، مشيرا إلى أن الصور الشعاعية للرئتين تظهر هذا التشخيص ولكنه ليس حاسما من دون صدور نتائج المسحات.

وقال "ذوات الرئة هذه فيروسية وليست جرثومية ومضادات الالتهاب لا تؤثر بها، على اعتبار أن سلوك الفيروس مختلف بسبب تغير الفيروسات لتركيبها" مشيرا إلى أن الأعراض التي تظهر على الأطفال شديدة منذ البداية فالطفل فور مرضه يتم إدخاله إلى العناية المشددة بسبب تطور المرض بسرعة كبيرة وحاجة الطفل إلى "منفسة". 

وأشار إلى أنه وبسبب ضعف الخدمات الطبية في الرقة تم إرسال معظم الحالات الخطرة إلى دمشق لتلقي العلاج، لكن بعض هذه الحالات توفيت في الطريق أو حتى قبل تأمين سيارة إسعاف لنقل الطفل إلى دمشق.

تطمينات حذره 

الدكتور أنس الصالح المختص في أمراض الأطفال، قال في تسجيل صوتي تداولته صفحات من الرقة على فيسبوك، في 16 كانون الأول، إن وفيات الأطفال كثرت في الآونة الأخيرة بسبب مرض يصيب الجهاز التنفسي، كثر الإشاعات حوله، وهو بحسب الطبيب الذي يزاول عمله في الرقة، عبارة عن "الإنفلونزا الموسمية" وهي مرض يحدث بشكل سنوي متكرر، لها عدة أنماط وهذا المرض يحدث بشكل سنوي أواخر فصل الخريف وبداية فصل الشتاء، وتكون الأعراض حرارة مع سعال وسيلان الأنف ودموع العينين، حسب تشخيصه.

وأشار "الصالح" إلى أنه لا يمكن لا إطلاق اسم "أنفلونزا الطيور أو الخنازير" على هذه الجائحة، باعتبار أن مثل هذا التشخيص يحتاج إلى تحليل "بي سي أر" وتحاليل دقيقة غير متوافرة بالوقت الحالي"، داعيا الأهالي إلى عدم "الهلع، والقلق الزائد" وإلى "أخذ الاحتياطات بلبس الكمامة وغسل اليدين والابتعاد عن الأماكن المزدحمة".  

ولفت "أن الأنفلونزا وفقا للدراسات تسبب الوفيات بشكل طبيعي بنسبة 5 بالمئة ونسبة دخول العناية المشددة بين الأطفال تقدر 10 بالمئة، وهذا ما نشاهده اليوم وصحيح أن الجائحة أكثر من سابقاتها بسبب ترافق الفيروس مع جائحة الحصبة المنتشرة".

بالمقابل، كان الطبيب أحمد النعمات سباقا في الدعوة إلى تعطيل المدارس وروضات الأطفال، حيث دعا في منشور على صفحته بفيسبوك في 13 كانون الأول إلى ذلك.

مخاوف من "أنفلونزا الطيور والخنازير"

وتخوف الدكتور "النعمات" في منشوره، من أن "حالات ذات الرئة الفيروسية"، هي " إحدى نوعي الأنفلونزا A سواء كان انفلونزا الطيور H1N1 او انفلونزا الخنازير H1N5 للاعتبارات التالية".

وهي أن " العينة عشوائية وليست من مضعفي المناعة، والعدوى سريعة وخلال يومين، والعدوى الشائعة بالعائلة، والوفاة السريعة قبل قصور الأعراض العديد"، ونفى أن يكون المرض هو "أحد متلازمات كورونا.. الأشكال القاتلة من كورونا سواء كان MERS أو SARS او COVID 19 لا تتوافق مع الأعراض". 

الوضع المادي يؤخر المعالجة

وقال طيب وصيدلي (طلبا عدم ذكر اسمهما) تحدث إليها تلفزيون سوريا، إن الوضع المادي المتردي لأهالي المنطقة يدفع كثيرا منهم إلى التأخر في زيارة الطبيب، لأنهم يظنون في البداية أن المرض هو مجرد رشح عادي، خاصة أن زيارة الطبيب قد تكلف عائلته نحو 200 ألف سورية، كأجرة معاينة وصورة شعاعية وثمن أدوية. 

وقال الصيدلي، إن الأطباء يلجؤون في كثير من الأحيان إلى وصف مضادات جرثومية وفيروسية بسبب غياب تشخيص المرض بشكل دقيق، على أمل أن يفلحوا في السيطرة على تطور المرض، مشيرا إلى أن إصابة طفل في العائلة يعني إصابة كل أطفال العائلة ما يعني أن عائلة فيها 5 أطفال قد تتكلف مليون ليرة سورية.

وبحسب الطبيب، فإن ثمن ليلة واحدة في العناية المشددة بالمشافي الخاصة يصل إلى 300 ألف ليرة سورية، خاصة وأن عدد الأسرة والمنافس في قسم الأطفال بمشفى الرقة الوطني غير كاف. 

صحة النظام تنفي

نفت مديرية الصحة في دير الزور التابعة لحكومة النظام السوري، يوم الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، جميع الأنباء التي تحدثت عن ورود إصابات، بالفيروس "الخطير".

وقال مدير الصحة "بشار الشعيبي" إن "جميع الأنباء التي تتحدث عن ورود حالات إصابات، عما يُشاع أنه فيروس أدى لوفاة أطفال، قادمين من مناطق الجزيرة التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي منفية بشكل قاطع".

وأوضح "الشعيبي" أن الوضع في مشافي المحافظة ضمن الطبيعي، ولم يتم تسجيل أي إصابات بالفيروس الذي يجري الحديث عنه، ضمن مناطق المحافظة.

وأبدى استغرابه من توصيف القائمين على الواقع الصحي في مناطق سيطرة "قسد"، حالة مرضيّة بأنها "فيروس قاتل".

يذكر أن النظام السوري، كان نفى وجود فيروس الكوليرا في المنطقة لأيام بعد تشخيص عدد من الإصابات في مناطق سيطرة قوات "قسد"، كما نفى لفترة طويلة وجود فيروس "كورونا" قبل أن يضطر بالنهاية إلى الإقرار بوجوده في ذروة الجائحة.