icon
التغطية الحية

فوربس: الولايات المتحدة تنشر منظومة صواريخ عالية الحركة في سوريا

2023.06.09 | 06:29 دمشق

نظام صواريخ المدفعية العالية الحركة الأميركية خلال تدريبات عسكرية جرت في المغرب بتاريخ 30 حزيران 2022
نظام صواريخ المدفعية العالية الحركة الأميركية خلال تدريبات عسكرية جرت في المغرب بتاريخ 30 حزيران 2022
Forbes - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

نشرت الولايات المتحدة نظام صواريخ مدفعية عالية الحركة في سوريا، وبوسع هذا النظام إلقاء ستة صواريخ موجهة على هدف بعيد بتوالٍ سريع، ثم تغيير الموقع بسرعة لتجنب أي نيران انتقامية، وقد ذاع صيت هذه المنظومة عقب استخدامها الناجح من قبل الجيش الأوكراني ضد القوات الروسية خلال العام المنصرم.

ولكن لماذا تنشر الولايات المتحدة هذه المنظومة في سوريا الآن؟ ومن في الجيش الأميركي يعتقد بأن جنوده في سوريا قد يحتاجون لهذه المنظومة من أجل الردع أو لتنفيذ ضربة؟

في أواخر شهر أيار، أقرت القيادة المركزية الأميركية بنشرها لعدد غير محدد من راجمات الصواريخ التي تركب على الشاحنات في سوريا، وتأكدت عملية النشر بعدما زعمت الصحافة التركية أن الولايات المتحدة نقلت المنظومة لحليفتها قسد التي تسيطر على المنطقة الشرقية، حيث استبقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 900 جندي.

والمهمة الرئيسية للجيش الأميركي في سوريا هي محاربة تنظيم الدولة هناك، إلا أنها احتفظت بحقها في الدفاع عن نفسها والرد على هجمات تنفذها جماعات أخرى، مثل الميليشيات المدعومة إيرانياً والتي استهدفت القوات الأميركية بصواريخ ومسيرات تحمل مواد متفجرة.

تزامن نشر تلك المنظومة مع قيام الولايات المتحدة بنشر أسلحة أخرى في الخليج العربي، وهي طائرات A-10 Thunderbolt II الهجومية التي تم إرسالها إلى هناك لملء الفراغ الذي سيسببه رحيل طائرات مقاتلة أميركية أكثر تطوراً عن تلك المنطقة، لتتوجه إلى أوروبا والمحيط الهادئ. وتلك العملية هي التي قادت الجيش الأميركي لنتيجة مفادها أنه أصبح بحاجة للمزيد من القوة النارية البرية في شمال شرقي سوريا لحماية جنوده وللرد بسرعة على أي معتدين.

وحول ذلك يعلق نيكولاس هيراس وهو مدير قسم الاستراتيجية والابتكار لدى معهد نيولاينز، فيقول: "تعتزم الولايات المتحدة استبقاء حامية لها في شمال شرقي سوريا لفترة طويلة، وهذه الحامية الأميركية بحاجة لحماية قوية بحيث يمكنها الرد بسرعة على أي تهديد على الأرض، وهذا ما تؤمنه منظومة صواريخ المدفعية العالية الحركة".

ويتابع بالقول: "إن نجاح هذه المنظومة في أوكرانيا ضد القوات الروسية وجه رسالة مفادها أن الولايات المتحدة ترى بأن نيران المدفعية من أي قاعدة عسكرية برية روسية، أو من قبل القوات الروسية المدعومة روسياً تمثل تهديداً بالنسبة لها".

أما ريان بول، وهو محلل رفيع متخصص بقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة استخبارات المخاطر RANE فيرى بأن هذه المنظومة ستوجه على الأرجح ضد القوات المدعومة إيرانياً التي استهدفت الجنود الأميركيين في السابق، كما بوسعها أن تفعل ذلك مجدداً بشكل ناجح، وأضاف: "ثمة ردع بطريقة غير مباشرة تقوم من خلاله الولايات المتحدة بإظهار استعدادها لإرسال أصول عالية القيمة إلى سوريا حتى ترى روسيا والنظام السوري بأن أسلوب مضايقة الولايات المتحدة لن يدفعها لسحب قواتها، وأعتقد بأن ذلك يصب ضمن الأسلوب الأميركي العام الذي يعتمد على نشر المعدات بهدف تنفيذ عمليات تقليدية ولتوجيه رسالة للخصوم مفادها أن القوات الأميركية في سوريا لن تبارح المكان قريباً، وبالطبع تحاول الولايات المتحدة تذكير خصومها بأنها عبر نشر هذه المعدات، وفي حال حدوث أي تصعيد، ستلحق بالمجموعات التابعة لإيران وسوريا وروسيا خسائر تقليدية خطيرة".

بما أن الولايات المتحدة نشرت عدداً محدوداً من القوات البرية في شمال شرقي سوريا لمساعدة قسد على محاربة تنظيم الدولة في عام 2015، لذا فإنها نادراً ما تقوم بنشر أسلحة ثقيلة، لأنها تعتمد عوضاً عن ذلك على الغارات الجوية لدعم قسد في عملياتها. ثم إن أقوى منظومة برية نشرتها الولايات المتحدة كانت أيام الحملة على تنظيم الدولة، عندما استعانت قوات المارينز الأميركية بسلاح M777 howitzers في المعركة الشرسة التي قامت من أجل استعادة مدينة الرقة في عام 2017، والتي تحولت لعاصمة الخلافة تحت حكم تنظيم الدولة، إذ أمطرت قوات المارينز الأميركية تنظيم الدولة بقذائف المدفعية التي تطلق صواريخ M777s خلال الحملة التي استمرت أشهراً.

تتمتع منظومة صواريخ المدفعية العالية الحركة الأميركية بمدى أبعد من صواريخ M777s والتي كانت المنظومة الأميركية ذات المدى الأبعد لدى الولايات المتحدة عندما نشرتها لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا. كما نشرت الولايات المتحدة منظومة صواريخ مماثلة جنوبي الموصل في الجارة العراق خلال عمليتها التي أجرتها بالتزامن مع عملية سوريا بهدف تحرير ثاني مدينة استولى عليها تنظيم الدولة في عام 2016، ثم بدأت تركيا عمليتها هي الأخرى خلال العام نفسه وذلك عندما أطلقت نيرانها عبر الحدود لتستهدف مواقع لتنظيم الدولة في الشمال السوري.

في حزيران 2017، نقلت الولايات المتحدة منظومة صواريخ المدفعية العالية الحركة من الأردن إلى قاعدة التنف في الجنوب السوري القريبة من الحدود العراقية والأردنية، وأتى ذلك بعدما أطلقت الولايات المتحدة نيرانها على قوات مدعومة إيرانياً لتمنعها من الاقتراب من تلك القاعدة.

وبالحديث عن مدى تلك الصواريخ، يخبرنا بول بأنها: "تفيد في الردع بما أنه صار بوسع الولايات المتحدة اليوم أن تهدد المواقع الإيرانية أو السورية من مسافة أبعد في حال تعرضها لأي هجوم صاروخي مستقبلاً"، لكنه لا يجد ما يربط بين عملية نشر تلك الصواريخ في سوريا واستبدالها بطائرات A-10 المقاتلة الأكثر تطوراً والتي سترحل عن دول الخليج العربي، إذ علق على ذلك بقوله: "أعتقد أن الهدف الأساسي هو تعزيز الوجود الأميركي الحالي ومنع الإيرانيين من زيادة عدوانيتهم عقب تطبيع الجامعة العربية للعلاقات مع سوريا، إذ في الوقت الراهن، يبدو بأن هنالك رغبة شديدة لدى الولايات المتحدة لتوسيع مهمتها العسكرية في سوريا أكثر مما هي عليه حالياً، إلا أني أرى بأن الولايات المتحدة تهدف لتذكير خصومها على الدوام بأن بوسع قواتها التقليدية إلحاق خسائر فادحة بهم حتى لو كان عدد قواتها على الأرض قليلاً "

 المصدر: Forbes