icon
التغطية الحية

فريق ملهم التطوعي يهدم خيام النازحين شمالي حلب |صور - فيديو

2021.01.12 | 12:09 دمشق

04.jpg
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

بدأ متطوعو "فريق ملهم" بهدم خيام لنازحين ومهجرين في ريف حلب الشمالي بعد أن نقلوا 472 عائلة كانت تقطنها إلى شقق سكنية في "تجمع عزيز السكني" بالقرب من مدينة اعزاز.

وبمشاعر ممزوجة بالفرح والحزن استلمت 472 عائلة تقطن في المخيمات شمال غربي سوريا مفاتيح شققها السكنية، وبدأت تلك العوائل المهجرة قسراً من منازلها، بنقل أثاث خيامها إلى الشقق السكنية، تاركة وراءها ذكريات من الأسى والألم، على أمل الاستقرار ولو نسبياً، بين أربعة جدران وسقف، وحماية أطفالهم من برد الشتاء وحر الصيف وسُمّ العقارب والزواحف.

 

 

 

 

تقول السيدة مريم عبد الله بدر المهجرة من مدينة حلب منذ 9 سنوات، إن الرحال حطّ بها في الشقة السكنية بعد تنقلها في معظم المخيمات العشوائية في مناطق الشمال السوري، وتضيف خلال حديثها لموقع تلفزيون سوريا أن العيش في الشقة السكنية يبقى أقل قساوة من المكوث في الخيام، خاصة في فصل الشتاء.

 

 

الشاب محمد خطاب -أحد المستفيدين من مشروع الشقق السكنية- ذكر لموقع تلفزيون سوريا أنه نزح برفقة عائلته المؤلفة من 9 أفراد، قبل تسعة أشهر من بلدة كفرنوران بريف حلب الغربي، بسبب الحملة العسكرية التي شنتها روسيا ونظام الأسد على المنطقة.

 

 

وأضاف "تبقى الشقة أفضل بكثير من الخيمة، وعلى الأقل تعيش بين أربعة جدران"، مشيراً إلى أن القلق كان ملازماً لهم طوال العيش في المخيم، بسبب شدة العواصف المطرية، التي تضطرهم لنقل الخيمة بشكل دوري من مكان إلى آخر.

 

تجمع عزيز.. من أين أتى الاسم ومن يستهدف؟

ذكر المهندس براء بابولي مدير قسم المأوى في فريق ملهم التطوعي أن التجمع السكني سُمي باسم عزيز، تخليداً لذكرى شاب سوري ورجل أعمال في إحدى دول الخليج، وذلك لدوره في التبرع لجميع الحملات التي يطلقها فريق ملهم بمشاركة أصدقائه، كما أنه كان يكفل نحو 100 يتيم شهرياً، مضيفاً أن عزيز توفي في 1-10-2020، وكان آخر اتصال له مع الفريق للاطمئنان عن مشروع الشقق السكنية والتبرع له.

 

03.jpg

 

وأشار إلى أن المشروع يأتي في إطار برنامج الـ 1000 غرفة سكنية الذي أطلقه فريق ملهم التطوعي في شهر شباط/فبراير 2020، وتم في البداية إنشاء شقق في محافظة إدلب، وتحديداً ببلدتي باريشا وطورلاها بريفها الشمالي، إذ تم بناء ما يزيد على 500 كتلة هناك.

اقرأ أيضاً: "قرية ملهم".. مساكن بديلة عن خيمة النزوح شمالي سوريا

وفي اعزاز أُطلق المشروع في الشهر السابع من عام 2020، وقال "بابولي" لموقع تلفزيون سوريا "تم العمل على جميع التمديدات الصحية والبنية التحتية للمشروع، وتم إنشاء شبكة مياه حلوة، كما تم استبدال التربة الحمراء في موقع المشروع بالحصى".

وعن كلفة الشقة السكنية الواحدة، ذكر "بابولي" أن الغرفة الواحدة كانت بمساحة 16 متر مربع بكلفة 250 دولارا أميركيا مع شادر عازل، لكن تم العمل في وقت لاحق على تطوير الكتلة السكنية، وتوسيع مساحتها إلى 32 مترا مربعا، مع استبدل الشادر بسقف إسمنتي مسبق الصنع بكلفة 700 دولار.

 

 

واستهداف المشروع بشكل أساسي المدنيين الذين اضطروا إلى النزوح في عامي 2019 و 2020، وخصوصاً من مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، مع وجود معايير خاصة للاختيار، ومنح الأولوية لزوجات الشهداء والعوائل التي تفتقر لمعيل.

 

عوائق مؤقتة والحلول قريبة ومتاحة

اشتكى عدد من النازحين الوافدين حديثاً إلى مشروع الكتل السكنية خلال حديثهم لموقع تلفزيون سوريا من عدة عوائق، أبرزها عدم وجود الكهرباء، أو محال تجارية، ما يعني أنهم مجبرون على قطع مسافات طويلة لشراء حاجياتهم الأساسية.

ولدى استفسارنا من "بابولي" عن تلك العوائق، أجاب بالقول "بالنسبة للمحال التجارية، موجودة بالمخطط أصلاً، وسيتم فتح السوق التجاري خلال يومين، كما يوجد شبكة إنترنت، وبطبيعة الحال نحن سرّعنا التسكين في الشقق بسبب التخوف من عاصفة مطرية الأسبوع القادم، بهدف حماية المدنيين وتجنيبهم آثار العاصفة".

وسيتم مستقبلاً بناء مدرسة ومسجد ضمن المشروع، بحيث تخدم جميع المدنيين، لكن فيما يتعلق بالكهرباء، أشار "بابولي" إلى أنهم يجرون اتصالات مع الجهات المختصة بتمديد الكهرباء، لكن في الوقت الحالي يتم استخدام الطاقة البديلة "ألواح الطاقة الشمسية".

 

تخطيط لمشروع جديد

قال "بابولي" إنهم انتهوا من بناء 1000 شقة سكنية، وسيتم تمديد المشروع، حيث يتم التخطيط لبناء تجمع سكني جديد، مع تطوير وتكبير مساحات الكتل.

وتابع "نطمح إلى أن نتخلص من موضوع المخيمات بشكل عام، سواء الرسمية أو العشوائية، ونستبدلها بغرف سكنية، لكن الحاجة كبيرة جداً، ونعمل على تقديم ما نستطيع، ويجب أن تتكاتف جهود جميع الحكومات والمنظمات المحلية للعمل على إنجاز مشاريع الشقق السكنية".

جدير بالذكر أن عدد المخيمات في منطقة شمال غربي سوريا يبلغ 1304 مخيمات، يقطن بها 1048389 شخصاً، وشهدت تلك المخيمات أزمات عديدة، كالحرائق والانجراف نتيجة السيول، وانتشار الحشرات السامة، وفي عام 2020 وحده أحصى فريق منسقو الاستجابة في سوريا اندلاع 91 حريقاً في المخيمات وتضرر 142 مخيماً بفعل العواصف، وهو ما أدى بدوره إلى تضرر 5682 عائلة.