icon
التغطية الحية

فرانس برس: سوريون يتسمّرون أمام الشاشات لمتابعة مسلسل ابتسم أيها الجنرال

2023.04.21 | 16:53 دمشق

١
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة كما في مناطق النظام أو حتى دول اللجوء، يتسمّر سوريون مساء كلّ يوم منذ بدء شهر رمضان أمام الشاشات لمتابعة مسلسل يندّد من دون خطوط حمراء بانتهاكات العائلة الحاكمة منذ نصف قرن.

ويتناقض مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" الذي جرى تصويره في تركيا، مع الإنتاج التلفزيوني الذي تعرضه القنوات العربية عموماً في هذه الفترة من العام والذي يتنوّع بين مسلسلات تاريخية أو اجتماعية أو كوميدية خفيفة.

واعتبرت وكالة "فرانس برس" أنه رغم أنّ أحداث القصة تدور في دولة وهمية وشخصياتها كما يظهر في بداية كلّ حلقة من "وحي الخيال"، "إلا أنّ تسليط الضوء على مؤامرات داخل أروقة القصر، والتدخّل في سياسة بلد صغير مجاور، عدا عن اعتقال المعارضين واستخدام الإسلاميين، كلّها تفاصيل تحاكي أداء عائلة الأسد التي تحكم البلاد بقبضة من حديد".

ويقول فداء الصالح (35 عاماً)، الناشط المعارض في شمال غربي سوريا، للوكالة: "لأول مرة على مستوى الوطن العربي، يتمّ عرض مسلسل يتحدّث عمّا يجري داخل القصر الرئاسي".

ويضيف: "أصبح الشعب السوري، بعد 12 سنة من الثورة السورية، متيقّناً من أنّ ما يُعرض ليس إلا نقطة من بحر إجرام هذا النظام".

ويجسّد الممثّل السوري مكسيم خليل، المقيم في المنفى والمعارض للنظام، شخصية فرات، رئيس الدولة، معتبرة أن خليل تقمّص ملامح وإيماءات الرئيس بشار الأسد، وعلى غرار الأخير، خلف فرات والده في الرئاسة رغم صغر سنّه.

وبعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، عُدّل الدستور لخفض الحدّ الأدنى لسنّ رئيس الجمهورية من أربعين إلى 34 عاماً.

ونقلت الوكالة عن المخرج عروة محمّد قوله إنه "عمل درامي وليس وثائقياً"، مضيفاً: "تكمن أهميته في فهم آلية عمل الديكتاتوريات وأساليب التسلّط والاستبداد وكواليس سلب الحكم بالسلاح والانقلاب على القانون والدستور، ومن خلال ذلك، يستطيع المشاهد العربي بشكل عام إسقاط شخصيات المسلسل أو حتى تغيير الأسماء لتتماشى مع أيّ نظام استبدادي يراه".

ويوضح: "يحيلنا المسلسل إلى النظام السوري السابق والحالي عبر دمج مرحلتين: مرحلة حافظ الأسد وشقيقه رفعت، ومرحلة بشّار الأسد وشقيقه ماهر".

صراع الإخوة

ويتمحور المسلسل المؤلّف من 30 حلقة، تُعرض الأخيرة منه مساء اليوم الجمعة على شاشتي تلفزيون سوريا والعربي 2، وهو من كتابة سامر رضوان، حول الصراع على السلطة بين الرئيس وشقيقه الأصغر عاصي، قائد أركان الجيش.

ويؤدي الممثّل عبد الحكيم قطيفان، المعارض للنظام السوري ويعيش حالياً في المنفى، دور مدير الاستخبارات النافذ والعقل المدبّر في الرئاسة.

ويقول الناقد الدرامي والكاتب محمّد منصور، المقيم في تركيا، إنّ "أهمية العمل أنّه تجرّأ على محاولة أو محاكاة سيرة حياة أسرة عربية حاكمة حكمت بلداً منكوباً اسمه سوريا وجرّت عليه الويلات".

ويتابع لفرانس برس: "هذه المحاولة جديدة في الدراما السورية وربّما العربية" مقارنة مع إنتاجات شبيهة اكتفت بتسليط الضوء على جوانب إيجابية.

ويلقى المسلسل متابعة في سوريا وخارجها. يقول لفرانس برس رضا السعدي (52 عاماً) الذي يواظب على مشاهدة حلقات المسلسل من داخل خيمته في دير بلوط شمال غربي سوريا إنّ "المسلسل رائع جداً ويسلّط الضوء على معاناة الشعب السوري والأحداث التي نعيشها (...) وهي توريث السلطة بالدرجة الأولى".

"نكأ جروحاً"

وعند مشاهدته المسلسل، يروي سامي الدريد (53 عاماً) وهو مدرّس تمّ توقيفه لشهرين في دمشق في بداية التحركات الشعبية ضد النظام عام 2011: "تخيّلت تماماً الوضع عندما كنت موقوفاً، حتى إنّ الواقع أبشع من ذلك"، موضحاً أنّ "السجون هي من أقبح الصور التي ينتجها الاستبداد".

ويقول الرجل النازح إلى شمال غربي سوريا إن المسلسل "نكأ جروحاً كنّا نحاول نسيانها".

من جانبه يثني الناشط المعارض حسام هزبر (32 عاماً)، اللاجئ في تركيا، على المسلسل، معتبراً أنه "تجاوز كافة الخطوط الحمراء التي اعتاد النظام وضعها أمام الدراما" السورية.

في دمشق، يشير متابعون للمسلسل إليه بتسمية "ذاك المسلسل" تفادياً لذكر اسمه. يقول إبراهيم إنّ "المسلسل دون التوقّعات بكثير، لكن يكفي أنّه يحاكي الحالة السورية".

ويضيف: "نسهر مع الأصدقاء ونحاول أن نسقط أحداث المسلسل على أرض الواقع، أحياناً ننجح وأحياناً لا نفهم المغزى من هذا المشهد أو ذاك".