icon
التغطية الحية

غياب أسماء كبار مسؤولي "كبتاغون الأسد" عن العقوبات الدولية.. من هم؟

2023.03.31 | 05:56 دمشق

غياب أسماء كبار مسؤولي "كبتاغون الأسد" عن العقوبات الدولية
غياب أسماء كبار مسؤولي "كبتاغون الأسد" عن العقوبات الدولية.. من هم؟
درعا - أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

فرضت كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، أول أمس الثلاثاء، عقوبات جديدة على شركتين 12 شخصاً مسؤولين عن إنتاج وتصدير الكبتاغون، بينهم 3 قيادات في محافظتي درعا والسويداء، يعملون ضمن فرع الأمن العسكري، في حين غابت العديد من الشخصيات البارزة والضالعة بتهريب المخدرات جنوبي سوريا، عن قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية.

ومن بين الأسماء التي أدرجت على لوائح العقوبات الأميركية من أبناء محافظة درعا، القيادي السابق في فصائل المعارضة "عماد أبو زريق"، المنحدر من بلدة نصيب شرقي درعا، والذي يتزعم مجموعة محلية تتبع لشعبة المخابرات العسكرية عقب اتفاق التسوية عام 2018 بعدة أشهر من عودته من الأردن.

56
عماد أبو زريق

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن أبو زريق يقود مجموعة ميليشيا تسيطر على معبر نصيب الحدودي المهم بين سوريا والأردن وإنه يستخدم سلطته في المنطقة لبيع البضائع المهربة وتهريب المخدرات، إضافة إلى دوره المهم في تمكين إنتاج المخدرات وتهريبها جنوبي سوريا.

وأدرج على لوائح العقوبات البريطانية القيادي السابق في فصائل المعارضة "مصطفى قاسم المسالمة" الملقب محلياً بـ الكسم، والمنحدر من مدينة درعا، ويعرف المسالمة بتزعمه مجموعة محلية تعمل بشكل مباشر لصالح شعبة المخابرات العسكرية.

وقالت الحكومة البريطانية إن المسالمة قيادي في ميليشيا تتبع للنظام السوري في الجنوب السوري متورطة في إنتاج المخدرات واغتيال معارضي النظام.

6
مصطفى قاسم المسالمة

وفي محافظة السويداء أدرج القيادي في الأمن العسكري "راجي فلحوط" على قائمة العقوبات البريطانية وذكر أنه كان يستغل مقر الميليشيا التي يقودها لتيسير إنتاج الكبتاغون.

6
راجي فلحوط

كذلك فرضت عقوبات على حسن محمد دقو وشركته للتجارة، وهو مواطن لبناني سوري مزدوج الجنسية، أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب "ملك الكبتاغون"، ورجلي الأعمال البارزين عبد اللطيف حميد وطاهر الكيالي، والسياسي السوري عامر خيتي، ومحمد شاليش الذي له دور بقطاع الشحن في معاقل النظام وهو مرتبط بشحنات كبتاغون غادرت من ميناء اللاذقية، ونوح زعيتر المعروف بعلاقاته الوثيقة مع حزب الله والفرقة الرابعة بتجارة الأسلحة وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى اثنين من أبناء عمومة رأس النظام بشار الأسد، وهما سامر كمال الأسد ووسيم بديع الأسد.

غياب أسماء بارزة بتهريب المخدرات

وغاب عن لوائح العقوبات القيادي المنخرط في صفوف الميليشيات الإيرانية "وسيم عمر المسالمة" مسؤول "مؤسسة العرين الخيرية" الممولة من قبل إيران في مدينة درعا.

وعمل المسالمة كقيادي عسكري في صفوف اللواء 313 التابع للحرس الثوري الإيراني، وشارك إلى جانب الميليشيات في العديد من الأعمال العسكرية ضد فصائل المعارضة منذ عام 2012.

وينشط وسيم بعمليات تهريب المخدرات بالتنسيق مع قادة من ميليشيا حزب الله اللبناني الذين يترددون إليه في مدينة درعا بين حين وآخر، إذ يتستر هذا القيادي وراء العمل الإغاثي بغرض تجنيد طلاب جامعات وغيرهم مستغلاً حالة الفقر والوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام السوري.

وسيم عمر المسالمة

كما غاب اسم تاجر المخدرات البارز في محافظة درعا "غسان أبو زريق" المنحدر من بلدة نصيب والمرتبط بنظام الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني بشكل وثيق، لا سيّما عمله في تجارة وتهريب المخدرات من خلال شبكات محلية تقوم على ترفيق شحنات المواد المخدرة باتجاه الحدود الأردنية.

يعتبر أبو زريق عراب التهريب والعقل المدبر لتجار المخدرات في منطقة نصيب ومن أبرز المتعاونين معه المدعو "رائد عادل الرفاعي" الذي سجن عدة مرات من قبل النظام السوري وتدخّل غسان ليطلق سراحه.

أيضاً لم يندرج في قوائم العقوبات العقيد "عمر عبد الطلب غزالة" - شقيق اللواء رستم غزالة - الذي يدير عدة شبكات محلية تعمل على ترفيق شحنات المخدرات القادمة من لبنان إلى العاصمة دمشق بالتنسيق مع قادة من حزب الله، لا سيما إدارته لغرفة عمليات في مسقط رأسه بلدة قرفا بريف درعا الأوسط.

كذلك لم يندرج اسم تاجر المخدرات "رافع الرويس" وهو من عشائر البدو، مسؤول بالدرجة الأولى عن مهمة تخزين المخدرات التي تصل إليه من ميليشيا حزب الله إلى المناطق الحدودية مثل قرى ندى والعمّان والمتاعية في ريف درعا الشرقي.

وفي منطقة اللجاة شمال شرقي درعا، يعرف "عبد الله بدير عوض" بعلاقاته الواسعة مع قياديين من حزب الله وضباط النظام السوري، وله مجموعات محلية تشرف على ترفيق شحنات المخدرات إلى قرية الشعاب الحدودية مع الأردن.

ومن أشهر تجار المخدرات "نواف البيدر" (إمبراطور المخدرات) وهو من عشيرة الحواسنة المنحدرة من محافظة السويداء، ومن سكان جديدة يابوس في ريف دمشق، إذ يعتبر النسخة السورية من تاجر المخدرات اللبناني نوح زعيتر.

ويدير البيدر شبكة تهريب واسعة تقوم على نقل شحنات المخدرات من لبنان وإيصالها إلى ريف السويداء، ولهذه الشبكة نفوذ كبير في النظام السوري من خلال تمرير الشاحنات عبر حواجز النظام العسكرية في محافظتي درعا والسويداء.

المطلوب الأول أردنياً

في محافظة السويداء، يعرف "مرعي رويشد الرمثان" برجل ميليشيا حزب الله الأول بتجارة وتهريب المخدرات في المنطقة الجنوبية، لا سيما أن علاقات وثيقة تربطه مع تاجر المخدرات اللبناني نوح زعيتر وعلاقات واسعة مع ضباط النظام السوري.

ينحدر الرمثان من قرية شعاب جنوبي السويداء، ويعتبر المسؤول الأول عن تهريب المخدرات نحو الأردن بعد أن تردد اسمه على لسان كل مهرب يتم ضبطه من قبل السلطات الأردنية، وبحقه 10 أحكام قضائية من محكمة أمن الدولة الأردنية، حيث تتراوح العقوبة في كل قرار حكم بالأشغال الشاقة 20-25 عامًا.

ئءؤر
مرعي رويشد الرمثان

ويستقطب الرمثان أبناء العشائر كما يعمل على زجهم في شبكات التهريب التي يديرها، إذ يتولى مهمة تخزين المخدرات التي تصل إليه من حزب الله والفرقة الرابعة المدعومة من قبل إيران.

وفي 11 شباط/فبراير 2022 قام ضابط سوري مسؤول عن نقطة حدودية يدعى "أيسر" باحتجاز 21 شخصًا من العاملين في تهريب المخدرات لصالح الرمثان، بعد تفريغ حمولتهم في الأردن وعودتهم عن طريق المخفر 193.

وحدث خلاف على تهريب شحنة المخدرات بعد أن طلب الضابط أيسر حصته من عملية التهريب ورفض الرمثان لذلك، أدى إلى تسليم المهرّبين إلى فرع فلسطين، ليتوسط لهم المدعو "نواف البيدر" ويقوم بإخراجهم من الفرع.

الفرقة الرابعة.. بعيدة عن العقوبات

يمكن وصف الفرقة الرابعة بأنها عسكر وأمن الظل فيما يتعلق بمشروع الكبتاغون، حيث يشرف ضباط من الفرقة على عمليات تهريب المخدرات إلى دول الخليج العربي من بوابة المملكة الأردنية.

ومن أشهر ضباط الفرقة الرابعة، العقيد "محمد العيسى" الذي يتسلّم رئاسة مكتب أمن الفرقة من موقعه الحالي في منطقة الصبورة في ريف دمشق، بعد أن أمضى نحو 3 سنوات في محافظة درعا مشرفًا على عمليات الاغتيال بحق المعارضين، ومن جهة أخرى عمليات تهريب المخدرات.

ويعرف عن العيسى ارتكابه جرائم حرب في غوطة دمشق الغربية، وفي محافظة درعا، والعديد من المناطق إثر مشاركته في الأعمال العسكرية وعمليات القصف العشوائي في سوريا.

سيب
محمد العيسى

ومن الشخصيات التي كانت تنسق مع العيسى في عمليات تهريب المخدرات، المدعو "أحمد مهاوش" المعروف بـ (أبو سالم الخالدي) والمنحدر من قرية خراب الشحم غربي درعا، لكن خلافًا كبيرًا حصل بينهما على شحنة مخدرات عام 2019 أدى إلى اعتقاله من قبل الفرقة الرابعة في العاصمة دمشق، وغابت أخباره منذ ذلك الحين.

وسبق أن كشف موقع "تجمع أحرار حوران" المتخصص بتغطية أخبار محافظة درعا عن مواقع في المحافظة تستخدمها الميليشيات الإيرانية لصناعة المخدرات، كما كشفت التقارير العديد من الطرق والنقاط التي تستخدمها لتهريب المخدرات إلى الأردن، وأهمها تل شهاب وكويا وبيت آرة ومنطقة الزمل، وخراب الشحم والمتاعية، وبلدة نصيب ومعبرها.

في حين حوّلت محطة تحلية المياه بالقرب من بلدة خراب الشحم بعد توقفها عن العمل عام 2012 إلى مكبس لصناعة حبوب الكبتاغون، وفي محافظة السويداء يتم نقل شحنات المواد المخدّرة من منطقة اللجاة عبر البادية السورية، لتصل إلى منطقتي الشعاب وخربة عواد الواقعتين على حدود الأردن.

ويقف كل من النظام السوري وميليشيا حزب الله اللبناني والميليشيات المدعومة من إيران، خلف جميع عمليات تهريب المخدرات بعد أن حولت من الجنوب السوري إلى بؤرة لتصنيع المخدرات، ومركز انطلاق لعمليات التهريب إلى الأردن ومنطقة الخليج العربي.

وفي 13 آذار/مارس الجاري بث تجمع أحرار حوران اعترافات مسلجة لعنصر في صفوف الميليشيات الإيرانية "محمد يوسف المزاوي" بعد إلقاء القبض عليه في محافظة درعا مطلع الشهر الجاري، أوضح خلاله التنسيق مع قيادات من حزب الله على ترفيق شحنات المخدرات إلى الحدود الأردنية، ومن أبرزهم "الحاج ساجد" مسؤول ملف المعلومات والتجسس لصالح الحزب في سوريا، والذي يقيم في فندق الروضة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.

وكشف المزاوي عن تسهيلات كبيرة لمرور شاحنات المخدرات بوساطة مدير إدارة المخابرات الجوية، اللواء غسان جودت إسماعيل، كما بيّن محاولة إيران تجنيد مقاتلين وطلاب جامعات من خلال إغرائهم برواتب عالية للعمل على تسهيل تجارة المخدرات وملفات أمنية مثل اغتيال المعارضين في الجنوب السوري.

والجدير بالذكر أن تجارة المخدرات باتت عصب الاقتصاد للنظام السوري ومورداً رئيسياً لميليشيات إيران، حيث بلغت عوائد تصنيع وتهريب المخدرات خلال العام الفائت، 5 مليارات و 700 ألف مليون دولار مع توقعات بوصولها إلى أكثر من 7 مليارات بحلول العام الجاري، وذلك بحسب صحيفة دير شبيغل الألمانية.