icon
التغطية الحية

غلاء المعيشة والهجرة يدفع سوريين لــ بيع قبورهم في دمشق

2023.07.12 | 17:38 دمشق

مقبرة باب الصغير
مقبرة باب الصغير في دمشق
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

يضطر العديد من السوريين في العاصمة دمشق إلى بيع قبورهم - التي يشترونها سلفاً لهم أو لدفن ذويهم - بهدف تأمين تكاليف المعيشة في ظل تردّي الوضع الاقتصادي والمعيشي والارتفاع الكبير في الأسعار.

في بداية العام الجاري اضطر سليم (55 عاماً) إلى عرض قبر العائلة للبيع بعد عجزه عن توفير حد أدنى من المعيشة لعائلته، قائلاً "المهم نعيش اليوم، ولا يَهم أين نُدفن".

وأضاف "سليم" لموقع تلفزيون سوريا أنّ قبر العائلة تعود ملكيته له ولإخوته الخمسة الذين تقاسموا ثمن القبر بعد بيعه بـ65 مليون ليرة سوريّة.

اقرأ أيضاً: حراس مقابر في دمشق يستغلون انقطاع الزيارات لبيع القبور

وحدثت عملية البيع عبر التنازل عن القبر بعقد قانوني لدى محامٍ نظراً لصعوبة بيع القبور كون أرض المقبرة وقفاً لمحافظة دمشق أو لمديرية الأوقاف، بحسب تبعية المقبرة، فضلاً عن ذلك يَمنع القانون السوري بيع القبور، ولكن يسمح بالتنازل عنها.

ويُمكن لأصحاب القبور بيعها وقبض ثمنها تحت غطاء التنازل عنها من دون مقابل مادّي في "مكتب دفن الموتى"، بعدها يحصل المُتنازل له (المشتري) على حكم قضائي بنقل الملكية.

ورغم صعوبة ما حصل مع "سليم" الذي قال "من غير المقبول لدى الدمشقي أن يُدفن خارج دمشق، خصوصاً مَن يملك قبراً على الشارع وليس وسط المقبرة"، كحالته، إلا أنّ ما حدث كان الخيار الوحيد أمام العائلة للاستمرار في تأمين تكاليف الحياة.

ويلجأ دمشقيون يملكون قبوراً ضمن مدافن دمشق إلى بيع قبورهم التي يتجاوز سعرها 100 مليون ليرة سوريّة لتأمين لقمة العيش، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والغلاء بفعل تجاوز سعر صرف الليرة مقابل الدولار الـ10000 ليرة لكل دولار أميركي، فضلاً عن وجود تجار يسعون للحصول على هذه القبور داخل مدينة دمشق.

في المقابل يبيع بعض السكّان قبورهم بداعي السفر بعد هجرة معظم أفراد العائلة إلى خارج البلاد بسبب الحرب، وهذا ما حدث مع سلوى (36 عاماً)، التي باعت آخر ما تملكه العائلة في دمشق بعد حصولها على لم الشمل في ألمانيا، حيث باعت قبراًِ يعود لذويها في مقبرة "باب الصغير" بـ55 مليون ليرة سوريّة.

مقابر دمشق

يبلغ عدد المقابر في دمشق 30 مقبرة أشهرها: "الشيخ رسلان، ميدان أولى وميدان ثانية، بوابة قشلة، دحداح، قبر عاتكة، باب الصغير جواني وبراني"، وتحوي قرابة 150 ألف قبر، وفقاً لـ"مكتب دفن الموتى".

اقرأ أيضاً: قبور ذوي اللاجئين.. شبكات لتجارة القبور في "السوق السوداء" بدمشق

وكانت محافظة دمشق قد بدأت، في العام 2017، تطبيق قرار يقضي بإصدار تراخيص لقبور مكوّنة من ثلاثة طوابق بسبب قلة عدد القبور وارتفاع أسعارها التي تتراوح في دمشق بين 100 مليون ليرة سوريّة - بحسب موقع القبر ضمن المقبرة - و25 مليون كحد أدنى، بينما في ريف دمشق يبلغ سعر القبر 200 ألف ليرة من دون تكاليف الدفن التي تتجاوز الـ100 ألف ليرة.