icon
التغطية الحية

عيادة متنقلة لطبيب سوري تمثل شريان حياة للاجئين في لبنان |فيديو

2022.07.05 | 17:35 دمشق

عيادة
عيادة متنقلة في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان (رويترز)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

يقضي الطبيب السوري فراس الغضبان أيامه في علاج اللاجئين السوريين والمواطنين اللبنانيين في عيادته المتنقلة التي تجوب سهل البقاع في لبنان لتقديم الخدمات الطبية للأشخاص الأكثر تضرراً من الأزمة الاقتصادية.

وعمل الغضبان كطبيب أسرة في سوريا، لكنه فر من الحرب عام 2017 إلى لبنان، ولم يكن لديه مال ولا عمل ولا وضع قانوني في ذلك الوقت، ولذلك عمل بائعاً للخضراوات من أجل إعالة نفسه وتمويل رحلة عائلته إلى لبنان بعد خمسة أشهر. وفق ما قال لوكالة (رويترز).

وبعد ذلك أُتيحت له فرصة للعمل كطبيب متطوع مع إحدى المنظمات الخيرية في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لكن ذلك لم يدم سوى ثلاثة أشهر لاحظ خلالها الطبيب السوري مدى ضعف الخدمات الصحية في المخيمات غير الرسمية التي تستضيف لاجئين سوريين فقرر توظيف خبرته الطبية للمساعدة.

فكرة العيادة المتنقلة

يقول الطبيب السوري إن "المشروع مع المنظمات توقف بعد ثلاثة شهور، فاضطر للعودة إلى عمله القديم، وافتتح محلاً صغيراً للخضراوات، ولكنه كان يقضي يومياً ساعتين أو ثلاثاً في المخيمات، ويعمل عيادة بشكل تلقائي في أي خيمة موجودة".

ويضيف: "بعد ما رأيت الحاجة الكبيرة للناس، من هناك انطلقت، ومن هناك كانت الفكرة أنه من الضروري أن نعمل عيادات متنقلة تكون موجودة وتساعد الناس ونقدر على تغطية هذا الفراغ الموجود". وبعد ذلك ضبط الغضبان أوراقه القانونية في لبنان ليتسنى له إطلاق مشروع (إندلس ميديكال أدفانتج) بالتعاون مع ممارس طبي آخر وفريق من المتطوعين ومنظمة محلية.

ويوضح الغضبان أن معظم من يعالجه هو وفريقه الطبي عبر "العيادة النقالة" من اللاجئين السوريين. يقول إن "معظم مرضانا أطفال وكبار السن من اللاجئين السوريين والمجتمع المضيف لهم من اللبنانيين، وبشكل عام زاد عدد اللبنانيين في الفترة الأخيرة وخاصة آخر سنة ونصف بسبب الأزمة الاقتصادية في البلد".

وتدرب الطبيب الشاب (37 عاماً)، الذي يعالج المرضى ذوي الموارد المحدودة، على علاج إصابات حرب في سوريا شملت كسوراً في الفكين وكسوراً في الجمجمة ونزيفاً في المخ. وبناء على تلك الخبرات يرى أن ما يعالجه في مخيمات اللاجئين في لبنان أموراً بسيطة مقارنة بما عالجه خلال الحرب في سوريا.

ماذا تقدم العيادة؟

ويؤكد الغضبان، وهو أب لخمسة أطفال، أنه متاح على مدى ساعات الليل والنهار حتى عندما يكون في بيته. وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجهه وفريقه الطبي يقول الغضبان إن "أكثر الصعوبات التي نواجهها هي عم قدرتنا على تشخيص المرض بشكل صحيح، بسبب عدم قدرتنا على توفير تحاليل أو صور للمرضى، ولذلك نضطر لإعطاء أدوية وانتظار النتائج، وعلى أساسها إما أن نغير العلاج أو نبقى على خطة العلاج نفسها".

وتقدم العيادة المتنقلة التي أطلقت عام 2018، خدماتها الطبية الآن في نحو 40 مخيماً بأرجاء سهل البقاع للاجئين السوريين والمواطنين اللبنانيين مجاناً أو مقابل رسوم رمزية.

ويأمل الغضبان في أن يتوسع المشروع، الذي أطلقه من خلال حملة لجمع تبرعات، ليشمل مئات المخيمات في سهل البقاع وخارجه من أجل مساعدة الأشخاص الذين يعيشون في ظروف قاسية ويفتقرون أحيانا إلى الصرف الصحي المناسب ومياه الشرب النظيفة.