icon
التغطية الحية

أزمة لبنان الاقتصادية تطول اللاجئين السوريين.. فقر مدقع وظروف معيشية قاسية

2022.03.30 | 06:39 دمشق

السوريون في لبنان
تفاقم معاناة اللاجئين السوريين في لبنان (رويترز)
فاطمة العثمان - لبنان
+A
حجم الخط
-A

أثّرت الأزمة الاقتصادية اللبنانية على اللاجئين السوريين في لبنان، إذ حذرت تقارير صادرة عن منظمة "يونيسيف" التابعة للأمم المتحدة من ارتفاع نسبة عمالة الأطفال اللاجئين هناك، في حين قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأنّ اللاجئين "يعيشون في فقر مدقع".

الأزمة الاقتصادية تتفاقم في لبنان

أدت الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان، منذ نهاية العام 2019 وحتى اليوم، إلى شلل معظم المرافق الحيوية في البلاد، إلى جانب انقطاع عدد كبير من المواد الغذائية والأدوية وارتفاع كبير بأسعار الوقود والمواد الغذائية المتبقية، فضلاً عن انقطاع شبه تام للكهرباء.

وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية الذي بلغ أكثر من 20 ضعفاً أمام الدولار الأميركي، حيث بلغ سعر الصرف هذا الأسبوع 25 ألف ليرة للدولار الواحد، بعد أن كان الدولار يساوي 1500 ليرة لبنانية قبل الأزمة.

ومع نفاد الاحتياطي من العملات الأجنبية من مصرف لبنان المركزي، عمَد "المركزي" إلى رفع الدعم عن الطحين والأدوية والمحروقات، الأمر الذي أدّى إلى وصول سعر بعض الأدوية لما يقارب راتبَ شهر كامل.

وفي تقرير للبنك الدولي أصدره، في شهر كانون الثاني الماضي، اعتبر أن أزمة لبنان الاقتصادية هي واحدة من أشد عشر أزمات وربما الأشد بين ثلاث أزمات في العالم، منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، وبأنها باتت تُعرّض الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد للخطر على المدى الطويل.

الوضع الاقتصادي للاجئين السوريين في لبنان

بحسب المرشدة التربوية في مخيمات البقاع روضة عبد الكافي فإنّ اللاجئين السوريين كانوا الأكثر تضرراً من الأزمة الاقتصادية في لبنان، علماً بأنها طالت جميع القاطنين في البلد.

وفي حديثها لـ موقع تلفزيون سوريا، تعلّل "عبد الكافي" بأنّ المفوضية العليا تقدّم المساعدات المادية للاجئين المسجّلين لديها بالليرة اللبنانية "المنهارة"، على الرغم من أنه يجب تقديمها تلك المساعدات بالدولار.

وتضيف: "هناك عدة عوامل تزيد من معاناة اللاجئين في لبنان من أبرزها: انتشار فيروس كورونا، وغلاء السلع الغذائية بشكل مخيف، وارتفاع إيجارات المنازل، إلى جانب ضآلة فرص العمل المتوفرة للسوريين، وإن توفرت فلا يتجاوز راتب العامل السوري ثلاثة دولارات في اليوم الواحد.

بالأرقام: ماذا تقدّم المفوضية العليا للاجئين في لبنان؟

تقول المتحدثة الرسمية باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان دلال حرب لـ موقع تلفزيون سوريا، إن تسعاً من كل عشر عائلات لاجئة تعيش في فقر مدقع، رغم زيادة المساعدات الإنسانية التي قدّمتها المفوضية، خلال العام الماضي.

وتقدّم المفوضية المساعدة النقدية للاجئين "الأكثر ضعفاً"، وتُقدّم هذه المساعدة بالعملة المحلية، أي بالليرة اللبنانية.

وتضيف "حرب" أنّ "المفوضية تمكّنت بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي والشركاء من زيادة قيمة تحويل المساعدات النقدية والغذائية المتعددة الأغراض على التوالي من 400 ألف ليرة لبنانية لكل أسرة شهرياً إلى 800 ألف ليرة، والمساعدة الغذائية من 100 ألف ليرة لبنانية للفرد في الشهر إلى 300 ألف ليرة، وذلك في شهر أيلول من العام المنصرم، وفقاً للاتفاق مع الشركاء الحكوميين".

وتجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الدولار الواحد يعادل نحو 25 ألف ليرة لبنانية، أي أن المساعدة المقدَّمة من المفوضية للعائلات اللاجئة "الأكثر ضعفاً" تبلغ 23 دولاراً للعائلة الواحدة، في حين تبلغ المساعدة الغذائية للفرد نحو 12 دولاراً.

وفي مطلع العام الحالي، أصبحت مفوضية اللاجئين وشركاؤها قادرة على الوصول إلى 87% من إجمالي اللاجئين السوريين عبر المساعدات النقدية والغذائية الشهرية، وهذا يشمل عائلات اللاجئين "الأكثر ضعفاً".

وبحسب "حرب" فإنّ دور المفوضية في لبنان يشمل الاستجابة لجميع اللاجئين، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء المحليين والدوليين، في ظل الأزمات الحالية المتعاقبة والمتفاقمة.

وفي تقرير لمنظمة "يونيسيف"، فإنّ كلفة المواد الغذائية خلال الفترة الممتدة من شهر تشرين الأول 2019 حتى شهر حزيران 2021، ارتفعت 404%، ما أدّى إلى مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي وسط عائلات اللاجئين السوريين.

وخلال شهر حزيران 2021، بلغت نسبة عائلات اللاجئين السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي 49%، وقد اضطر ثلثا العائلات إلى تقليص حجم حصص الطعام أو تقليل عدد الوجبات المستهلكة يومياً، وفق "يونيسف".

وأشار تقرير "يونيسف" إلى أنّ الأطفال السوريين اللاجئين يتحمّلون الجزء الأكبر من أعباء الأزمة. فـ30% من الأطفال الذين هم في سن الدراسة (بين 6 و17 عاماً) لم يدخلوا المدرسة قط، وقد انخفض معدل الالتحاق في المدارس الابتدائية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً بنسبة 25%، عام 2021.

بالإضافة إلى ذلك، استمر الاتجاه التصاعدي في عمالة الأطفال، عام 2021، إذ بلغ عدد الأطفال السوريين اللاجئين المنخرطين في سوق العمل ما لا يقل عن 27,825 طفلاً، كما كشف التقرير أن فتاة من أصل كل خمس فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً متزوجة، وأكثر من نصف الأطفال (56%) الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و14 عاماً، قد تعرّضوا لشكل واحد على الأقل من أشكال التأديب القائم على العنف".

عاصفة ثلجية تزيد من معاناة اللاجئين السوريين في لبنان

حذّرت الأمم المتحدة، في وقتٍ سابق، من تأثير العواصف الثلجية التي تعصف بلبنان على اللاجئين، بسبب ارتفاع أسعار الوقود من جهة وتوفره بشكل نادر من جهة أخرى.

وشهد لبنان، في شهر كانون الثاني الماضي، عاصفة ثلجية غطّت آلاف الخيم للاجئين السوريين بالثلوج، وتركتهم هائمين على وجوههم يبحثون عن أساليب تساعدهم على النجاة، وفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وأضاف التقرير أنّ العديد من اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان، لجؤوا إلى حرق الملابس القديمة والبلاستيك في بعض الحالات، وحتى روث الأغنام، كي يحصلوا على التدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة وزيادة حدّة الفقر.

يشار إلى أنّ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان يبلغ 1.5 مليون تقريباً، ونحو 900 ألف منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلا أنّ المفوضية تقدّم الدعم للعائلات "الأكثر فقراً، على حدِّ وصفها، في حين تعتمد العائلات المتبقية على المساعدات والمداخيل الزهيدة التي يحصل عليها العمّال السوريون في لبنان.