icon
التغطية الحية

على زاوية الكراج.. دراجات نارية بديلة عن "التكاسي" في اللاذقية

2024.01.09 | 06:55 دمشق

على زاوية الكراج.. دراجات نارية بديلة عن "التكاسي" في اللاذقية
على زاوية الكراج.. دراجات نارية بديلة عن "التكاسي" في اللاذقية (تعبيرية ـ إنترنت)
اللاذقية ـ حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

على زاوية كراج اللاذقية وفي الأسواق الرئيسية والمشافي والساحات العامة، بات مشهد دراجات الأجرة مألوفا في المدينة التي أنهكتها أزمة المواصلات العامة. يصيح أصحابها ومعظمهم شبان في مقتبل العمر بين وقت وآخر "تكسي"، يقدمون خدمة التوصيل للراغبين بأسعار أقل بكثير من سيارات الأجرة، وهي مهنة توسعت خلال الأعوام الأخيرة بفعل استمرار التدهور القياسي غير المسبوق في الحالة المعيشية للغالبية العظمى من سكان اللاذقية، وتآكل قيمة مداخيلهم الشهرية وندرة فرص العمل المجزية.

وفي ظل الظروف الراهنة لاقت هذه المهنة الجديدة استحسان وتجاوب المواطنين في التنقل بها، مع محدودية مستخدميها من الذكور فقط لاسيما من طلاب الجامعات الذين يفضلون استخدامها كوسيلة أرخص من التكاسي العمومية.

فائدة متبادلة

يوضح الشاب سامر (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) لموقع تلفزيون سوريا، وهو صاحب دراجة نارية يقف يوميا على زاوية الكراج مع عدد من أصحاب الدراجات الأخرى، أن ما دفعه للعمل بنقل الركاب بالأجرة على دراجته، هو ضعف الأجور في باقي الأعمال وندرة فرص العمل التي تحقق دخلا جيدا، مضيفا أن خدماتهم تلقى طلباً واستحساناً من فئة الشبان في الكراجات لا سيما مع صعوبة تأمين وسائل مواصلات في وقت الذروة وملائمة الأجور التي يتقاضونها منهم مقارنة بسيارات الأجرة.

دراجات نارية
                                        دراجات نارية "تكسي" في اللاذقية

وأضاف الشاب العشريني لموقع تلفزيون سوريا: "بالمتوسط أقوم بما لايقل عن 10 توصيلات يوميا، ودخل هذا العمل أفضل من مئة وظيفة، وأفضل من العمل لدى الآخرين.. منذ بدأت هذا العمل تحسن دخلي كثيرا رغم ساعات الانتظار الطويلة التي أقضيها".

ورغم عدم وجود ترخيص رسمي لعمل الدراجات النارية في طلبات الأجرة يؤكد سامر أن الأمور تسير بشكل جيد، موضحا أن هذا العمل ليس جديدا وبدء به منذ قرابة العام ولم ينكر في الوقت ذاته حصوله على عدة مخالفات بحسب "مزاجية شرطي المرور".

وتبلغ كلفة الطلب الذي تصل مسافته إلى 5 كيلومترات 7 آلاف ليرة سورية، والذي تصل مسافته إلى 10 كيلومترات 12ألفاً، في حين أن الطلب الذي تصل مسافته ما بين 20 و25 كيلومتراً تتراوح أجرته ما بين 25 و30 ألفاً.

ويؤكد سامر أن هذه الأسعار قليلة إذا ما قورنت بأسعار الطلبات التي يتقاضاها أصحاب سيارات الأجرة، مضيفا أن بعض الطلبات تصله إلى خارج المدينة لاسيما القرى القريبة.

لا يقتصر وجود دراجات الأجرة على الكراجات فحسب بل تتعداها إلى الأسواق والمشافي والساحات الشهيرة في اللاذقية مثل إبراهيم الذي يقف يوميا في ساحة الشيخ ضاهر وسط اللاذقية.

إبراهيم شاب آخر، أضاف إلى دراجته النارية صندوقا كبيرا لوضع أمتعة المتسوقين، وهو ما شكل عامل جذب للزبائن بحسب قوله. ويؤكد الشاب الثلاثيني في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" أن الناس بعد أن تيئس من الصعود في الحافلات العامة والخاصة تلجأ إلى "الموتورات" بسبب جشع أصحاب التكاسي"، ويضيف: "عملنا به فائدة للجميع وفر فرص عمل للكثير من الشبان كما خفف من أزمة النقل بأقل التكاليف".

وحول تكاليف النقل أوضح إبراهيم أن مصروف الدراجة النارية أقل بكثير من السيارات إذا يكفي ليتر البنزين الواحد لقطع مسافة تصل إلى 40 كيلومتراً.

ويرى إبراهيم في ختام حديثه أن الفقر يدفع الناس للتفكير في البدائل واختصار ما أمكن من المصروف، فبدلا من دفع أجرة طلب تكسي 40 أو 50 ألف ليرة يمكنه طلب الدراجة بمبلغ 10 او 15 ألفاً فقط".

مهنة للشبان الصغار

من جانب آخر قال الناشط الإعلامي في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي لموقع تلفزيون سوريا إن ظاهرة أجرة الدراجات النارية انتشرت في الكثير من مناطق ومدن اللاذقية منذ عدة سنوات لكنها توسعت كثيرا خلال العامين الأخيرين بفعل الأزمة الاقتصادية وغلاء أجور التكاسي.

وأوضح أن معظم العاملين بهذه المهنة هم من الشبان الصغار، ومعظم الدراجات النارية مهربة وبعضها مؤخرا يعمل على الطاقة الكهربائية (بسكليت) وهذه تستخدم للتوصيلات القصيرة بأجور أقل.

ورغم تغاضي سلطات النظام في كثير من الأحيان عن عمل هذه الدراجات إلا أن الأمر لا يخلو أحيانا من حملات ضدهم تنتهي بمصادرة هذه الدراجات وتغريم أصحابها بحسب جبلاوي الذي يؤكد أن المحافظة تقوم ببعض الأحيان بحملات قوية ضد أصحاب هذه الدراجات.

دراجات "ديلفري"

على صعيد متصل باتت معظم المطاعم والمحال التجارية تعتمد مؤخراً على الدراجات النارية كوسيلة لتوصيل طلباتها. وبرزت مؤخرا الكثير من فرص العمل لأصحاب مطاعم يطلبون سائقا مع دراجته للعمل لديهم بوظيفة "ديلفري".

جمال واحد من هؤلاء الشبان يعمل في مطعم للمعجنات بمدينة جبلة، ويتقاضى أجره على عدد الطلبات التي يوصلها يوميا.

يؤكد الشاب العشريني في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن عمله لا يخلو من المصاعب والمخاطر، حيث سبق أن سرقت دراجته النارية خلال إحدى التوصيلات، كما يواجه أحياناً حملات الشرطة ضد الدراجات المهربة.

ورغم ذلك لا يفكر جمال بأن يغير عمله في الوقت الراهن كونه يؤمن له دخلا مناسبا لا يمكنه الحصول عليه كأجير في أي مصلحة أخرى.